رغم توثيق ذكاء العديد من أنواع الحيتان والدلافين على مدى عقود، فإن دراسة شاملة جديدة تشير إلى أن هذه الحيوانات قد تكون أذكى مما كان يعتقد، إذ يبدو أنها مرت بمسار تطوري شبيه إلى حد كبير بالبشر، كنظام مستقر وثابت يؤدي إلى ظهور لغات وثقافات خاصة بها، وتعزيز أدمغة أكبر وأكثر تطورًا.
لكن الشيء الوحيد الذي منعها عمليًا من ذلك هو فشلها في تطوير طريقة التعبير عن رفضها مثل البشر، كما تقول عالمة الأحياء التطوري في جامعة “مانشستر” سوزان شولتز.
فقد وجدت شولتز وزملاؤها، في مراجعة للمهارات الاجتماعية لتسعين نوعًا من الحيتان، أن الأنواع الأكثر تقدمًا تمرر أساليب استخدام الأدوات والصيد، كضرب الأسماك بأطراف ذيولها أو إرباكها بكتل من الطين، من جيل إلى جيل.
كما توضح شولتز أنها طورت لهجات إقليمية من الصرير والصفير، وتعلمت كيفية الإيقاع بأنواع أخرى من الحيوانات، بما في ذلك البشر، لخدمة أغراضها.
وتوصل الباحثون من خلال مشاهداتهم لسلوكيات هذه الحيوانات إلى أن بعضها أذكى من غيرها، وربطوا ذلك بحجم الدماغ، كما وجدوا أن الحيتان والدلافين التي تعيش في مجموعات طويلة الأمد كانت أدمغتها أكبر مقارنة بأجسامها.
ويرى بعض الخبراء أن الدرس الرئيس المستفاد من هذه الدراسة هو أن المجموعات الاجتماعية تؤدي إلى تطور عقول أكبر ومهارات اتصال أكثر تقدمًا، وما نعرفه عن القرود والفيلة والنحل يؤكد ذلك، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تكون المخلوقات المنعزلة بليدة التفكير.
المصدر: فلسطين الان