لفتت مؤسسة القدس الدولية الى ان الاحتلال الإسرائيليّ يواصل تنفيذ مخططاته الرامية إلى تهويد كامل مدينة القدس المحتلة، وتهجير سكانها، وتدمير الإرث التاريخي الحضاري العربي الذي ميّز المدينة طيلة قرون من الزمن، ومن ضمنها استهداف الوجود المسيحي الأصيل في مدينة القدس، حيث يعاني المسيحيون في القدس المحتلة من سياسة الاحتلال العنصرية التي تستهدفهم بصورة غير مسبوقة 1948، ما يهدد هوية المدينة التي تمتاز بتنوع مسيحي إسلامي مترابط تتجاور فيه كنيسة القيامة مع المسجد الأقصى المبارك.
واضافت: سعى الاحتلال الإسرائيلي خلال عقود إلى السيطرة على العقارات العربية المسيحية في مدينة القدس المحتلة بأساليب متنوعة ومتعدّدة بما يخدم أجندته السياسية الرامية إلى تفريغ المدينة من الوجود العربي، عبر صفقات متتالية ينتزعها الاحتلال من أملاك وأوقاف الكنيسة الأرثوذكسية بتنسيق مع شخصيات غير عربية، كما حصل في الصفقة الأخيرة التي أعلن عنها في 27/6/2017 وتم خلالها ببيع أراض تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في الشطر الشرقي من القدس بمساحة تقدر بنحو 500 دونمًا للاحتلال الإسرائيلي.
واكدت إنّ الأملاك والأوقاف المسيحية في القدس هي جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، وهي حقّ عربيّ ينبغي المحافظة عليه، فهذه الأرض ملك لأصحابها العرب ولا يحق وهي حق فردي وجماعي مرتبط بهوية وحضارة المدينة ولا يحق لأي شخصية كانت التفريط بهذه المقدسات أو بيعها أو تسريبها للاحتلال الإسرائيلي، ونطالب البطريركية الأرثوذكسية في القدس بالعمل الفوري على إبطال صفقة الـ 500 دونم، وكلّ الصفقات السابقة.
ودعت المؤسسة الأردن والسلطة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات عملية عاجلة لوقف مسلسل تسريب الأوقاف والأملاك المسيحية في القدس وبذل الجهود لاستعادة ما تم تسريبه في السنوات السابقة، معتبرة الجهود المبذولة لمواجهة هذه الهجمة غير كافية، وغيابها أو ضعفها يعني فقدان المزيد من الأملاك المسيحيّة لمصلحة الاحتلال، واستمرار هجرة المسيحيين من القدس تحت وطأة التضييق، والاستهداف الممنهج لوجودهم من قبل الاحتلال.
ودعت إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي لا سيما من قبل المرجعيات والهيئات المسيحية المختلفة للضغط لوقف تسريب الأملاك المسيحية، والاعتداء على المقدسات المسيحية، وتهجير المسيحيين من القدس، كما ندعو إلى لقاء إسلامي مسيحي عربي لحماية هوية المدينة العربية.
وشددت على ان أيّ استراتيجية تحمل لواء الدفاع عن القدس يجب أن تلحظ المخاطر الجسيمة التي تتهدد المسيحيين والمقدسات والمعالم المسيحية في المدينة، ويجب أن تُبنى على أُسس تثبيت هذا الوجود، وعدم السماح للاحتلال بممارسة صنوف التضييق المختلفة لاقتلاع المسيحيين وطردهم.
المصدر: موقع المنار