لا يتوقف الجدل حول أضرار المحليات الصناعية، حيث يؤكد خبراء وباحثون أن أضرارها الصحية تفوق أضرار السكر الطبيعي، في حين يرى فيها البعض من الباحثين عن إنقاص الوزن، البديل الأنسب لهم، فكيف تؤثر المحليات الصناعية على المخ؟
يلجأ الكثير من الراغبين في اتباع حمية غذائية إلى المنتجات المحلاة بمركبات صناعية بهدف تقليل عدد السعرات الحرارية التي تتدخل للجسم. وتتميز المحليات الصناعية – والتي يعد من اشهر انواعها ” الاسبرتام” و “السكارين” – بإعطاء مذاق حلو يفوق بأضعاف مذاق السعر العادي وبكميات ضئيلة للغاية بجانب الغاية الأهم منها وهي عدم إعطاء الجسم سعرات حرارية، ما جعلها تدخل في كافة المنتجات الغذائية، فحبة واحدة من المحلي الصناعي مع صفر من السعرات الحرارية، قد تعادل الطعم الحلو الذي تعطيه 8 ملاعق سكر او حوالي 140 من السعرات الحرارية.
ولذلك يلجأ الكثير من الراغبين في تقليل وزنهم أو بعض مرضى السكري للاستعاضة عن السكر بالمحليات الصناعية (بديل السكر)، على أن الصورة ليست بهذه الوردية
وتقول سوزانا فيغاند أخصائية التغذية لـDW إن الاعتماد على الأغذية أو المشروبات المحلاة بمركبات صناعية أمر غير صحي لأن المذاق الحلو يدفعنا إلى التغذية غير الصحية، وإذا ما تم تحفيز مستقبلات المذاق الحلو في اللسان والمناطق المركزية المقابلة له في الدماغ بشكل متواصل، فإن هذا سيدفع بالشخص إلى التغذية غير الصحية على المدى الطويل وعندها سيكون طعم الخضراوات على سبيل المثال مختلفاً تماماً عما هو عليه، لأنها ستكون أقل حلاوة مما اعتادت عليه مستقبلات اللسان ومراكزها في المخ.
وفي عام 2014 أظهرت دراسة على طلاب بعض المدارس أن تناولهم للمشروبات الغازية مع المحليات قد زاد من شهيتهم، وأشارت الدراسات إلى أن المحليات قد يكون لها تاثير على عمليات التمثيل الغذائي، فالتجارب على الفئران أثبتت أن إنتاج الإنسولين يتأثر عند تناول هذه المواد وأصيبت بما يسمى “متلازمة التمثيل الغذائي” وهي مرحلة أولية من الإصابة بمرض السكري بجانب اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون في الجسم تماما كما يحدث للانسان
وتضيف فيغاند: “المذاق الحلو يفتح الشهية لتناول ما هو حلو، وأثبتت العديد من التجارب أنه بعد تناول المحليات تكون الشهية أكبر، وتفسير ذلك أن الجسم بعد تناول ما هو حلو يظن أنه سيحصل على طاقة سريعة فيرسل هذا الشعور إلى الدماغ، لكن لا يصل أي سكر إلى البطن فينتج عن ذلك تناقض وعدم توازن ما يحفز الشعور بالجوع”.
لكن الأمر فيه جانب من الخطورة، ذلك أنه في عام 1978 أكدت دراسة بحثية إصابة مثانة فئران التجارب بأورام سرطانية نتيجة تناولها أطعمه محلاة بالسكارين. على أن جهات صحية دولية أكدت أن أمر الإصابة بالأعراض الجانبية لتناول المحليات الصناعية متعلق بشكل أكبر بالكميات التي تدخل الجسم وبالتالي فإن الالتزام بتناول الحد المعقول منها ينفي المخاطر التي قد تنجم عن الإفراط في تناولها. وتنصح فيغاند، بالتقليل من تناول الأغذية المحلاة بمواد صناعية وأن يقوم الشخص بطهي طعامه بنفسه والابتعاد قدر الإمكان عن الاغذية الجاهزة.
وقد يكون أفضل الاقتراحات في هذا السياق تناول الأغذية المحلاة بالسكر الطبيعي مع ممارسة الرياضة لحرقه في الجسم وتقليل مخاطره.
المصدر: dw.com