أشعل قرار إسقاط عضوية النائب السابق توفيق عكاشة من البرلمان المصري الكثير من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الساحتين السياسية والإعلامية. وسادت حالة من الفرح في قرى دائرة طلخا ونبروة في الدقهلية، وخرجت مسيرات عشوائية تهتف «أسقطناه… أسقطناه» بعد الإعلان عن إسقاط عضوية توفيق عكاشة من مجلس النواب. وانتشرت صور وفيديوهات احتفالية في محافظة الدقهلية التي كانت صوتت لعكاشة، إذ ظهر مصريون يؤكدون ندمهم على التصويت له، وضرب أحدهم نفسه بالحذاء مؤكدا أنه أخطأ بالتصويت لـ»نائب التطبيع».
واستقبل الفلسطينيون خبر أقالة عكاشة بسعادة عارمة خاصة في قطاع غزة، ووزع البعض الحلوى، وقال مواطنون من المدينة «فرحنا بالخبر لأن هذه هي مصر التي نعرفها، وعكاشة الذي تطاول على الشعب الفلسطيني وطبّع مع دولة الاحتلال لا يمثل مصر». وأنشأ نشطاء فلسطينيون وعرب وسم (هاشتاغ) #عكاشة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال محمد أبوطه في «تغريدة»، «هي دي مصر اللي نعرفها». أما موقع «بال انفو« فغرد، «صاحب أطول لسان على الفلسطينيين في مشهد مهين»، فيما امتلأ موقع «فيسبوك» بالتهاني والإشادة بالبرلمان المصري الذي أقال «نائب التطبيع مع اسرائيل».
وفي المقابل قال تقرير من الإسرائيلي الصهيوني يؤاف شاحام إن الجمهور الإسرائيلي يشعر بخيبة الأمل بعد إبعاد عكاشة. وأضاف: إلى جانب خيبة الأمل في إسرائيل من طرد توفيق عكاشة من البرلمان، هناك من يدعو إلى تطبيق السياسة المصرية تجاه عكاشة أيضا على أعضاء الكنيست العرب في إسرائيل. وعكست التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعيّ الإسرائيلية خيبة أمل من التصرف المصري ومن «رفض يد السفير كورن الممدودة للسلام». وتطرق الكثيرون إلى طرد عكاشة كدليل قاطع على أنّ معاهدة السلام مع مصر لا تطبق في الحقيقة.
ومن جهتها أيدت الناشطة المصرية إسراء عبد الفتاح القرار. وقالت في تغريدة عبر حسابها الشخصي في موقع «تويتر»: «بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع تشكيل البرلمان ولكني أؤيد موقفه من إسقاط عضوية «نائب التطبيع» بالأغلبية الساحقة».وتابعت: «مش لازم اختيار الأغلبية يبقى صح، بس لازم نتعلم الأول نختار وهنختار غلط زي حالة عكاشة لحد ما نتعلم نختار صح، المهم نتعلم ونفكر ثاني ونفكر صح».وأوضحت: «بغض النظر عن كل ما يحدث الآن: عارفين عكاشة ده خوّن كام واحد افترى وكذب وفي الآخر وقع هو في بئر الخيانة… ولسه، داين تدان».
بينما أكد الدكتور محمد محسوب، وزير الشؤون القانونية الأسبق «أن هناك العشرات في مصر فعلوا ما فعله توفيق عكاشة الذي قام البرلمان بإسقاط عضويته على خلفية مقابلة السفير الإسرائيلي».ولفت محسوب في تغريدة إلى «أن أسباب إسقاط عضوية «عكاشة» ليست مقابلته للسفير الاسرائيلي وإنما انتماؤه لدوائر في السلطة تختلف مع الرئيس».
ووصف الدكتور عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، انتخاب توفيق عكاشة نائبا في البرلمان بـ»المهزلة»، مضيفا أن لقاءه بالسفير الإسرائيلي كان متوقعا. وقال بشارة في تغريدة له «انتخاب عكاشة نائبا مهزلة، وتأثيره على الرأي العام مأساة، وفصل عضو برلمان بهذه السهولة مهزلة أيضا».وقال حافظ الشاعر، القيادي في حزب «التيار الشعبي»، «إن إسقاط عضوية توفيق عكاشة هي خطوة جريئة من مجلس النواب، وحدثت في عهد السادات عندما تطاول أحد النواب عليه، ولكن اعتقد أن المهاترات التي يقوم بها عكاشة لا يفعلها من تلقاء نفسه، وأنه يوجد من يسانده، ولو لجأ إلى القضاء سينصفه».
وقال سعيد زينهم، المرشح السابق لانتخابات البرلمان بدائرة طلخا ونبروة، «إن عكاشة انتهى سياسيا وسينتهي إعلاميا، ومجلس النواب استخدم حقه الدستوري من خلال تطبيق (المادة 110) لإسقاط عضوية أحد نوابه، حيث فقد الثقة والاعتبار، وهو أحد الشروط لإسقاط العضوية عن النواب».
ومن جانبه، أكد خالد سليمان، المحامي بالنقض والمستشار القانوني للإعلامي توفيق عكاشة، «أنه سيقوم بالتقدم برفع دعوى قضائية أمام محكمة النقض للمطالبة بعودة عكاشة مرة أخرى إلى البرلمان».
وأكد المحامي الدولي خالد أبو بكر «أن إسقاط عضوية توفيق عكاشة هي إرادة شعب، وأن ما حدث في مجلس النواب هو رسالة إلى النواب الآخرين الذين يشوهون المجتمع بتصرفاتهم». وفجر خالد أبو بكر مفاجأة أن عكاشة»لن يكون الأخير».
المصدر: جريدة القدس العربي