لعدد ساعات النوم الصحيّة تأثير إيجابي على الإنسان، وقد يؤدّي إلى الرفاهية وزيادة نسبة الدخل، بحسب دراسة حديثة أعدّتها كلّ من جامعة “أوكسفورد” للاقتصاد والمركز الوطني للأبحاث الاجتماعية بطلب من متجر “سينسبيري”، وقد خلصت إلى أنّ الجنس والنوم يؤديان إلى السعادة والرفاهية والمال. وتوضح أنّ نوعية حياة الناس في بريطانيا ترتكز على النوم.
كذلك، تبيّن أنّ الأشخاص الراضين عن حياتهم الجنسية، والذين يتمتّعون بوظيفة آمنة وعلاقات جيدة بمحيطهم ومجتمعهم، يكونون أكثر سعادة على الأرجح.
وأظهرت الدراسة أنّ الدخل المادي ليس له دور كبير في سعادة الناس، على عكس عدد ساعات النوم. وسجّل الأشخاص غير الراضين عن حياتهم الجنسية سبع نقاط أقل من أولئك الذين يشعرون باكتفاء في حياتهم الجنسيّة. وسأل الباحثون ثمانية آلاف و250 شخصاً عن جوانب مختلفة تتعلّق بسلوكهم، وأعادوا طرح الأسئلة بعد ستّة أشهر.
في هذا السياق، يقول الطالب الجامعي ماركوس (21 عاماً)، لـ “العربي الجديد”: “الطبيب أخبره أنّ رغبته في النوم، وعدم قدرته على الاستيقاظ في الصباح حتى بعد حصوله على ساعات نوم كافية، هي دليل على الاكتئاب”. يضيف: “حين كنتُ في إجازة خارج البلاد، كنت أستيقظ باكراً، إلا أنني ألجأ إلى النوم في حياتي العادية هرباً من الضغوط التي أواجهها في الجامعة والعمل”.
وتبيّن الدراسة أنّ المسكن، سواء أكان ملكاً أو بالإيجار، إضافة إلى عدد الأصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها، لا تؤدي إلى السعادة. كذلك، وجدت أن كبار السن أكثر سعادة من الشباب، وأنّ أولياء الأمور المسؤولين عن أطفال صغار هم في غاية السعادة. أمّا الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والأربعين من العمر، وليس لديهم أطفال، فيميلون إلى الحزن أكثر من غيرهم.
بدوره، يشير مدير الاستشارات في “أوكسفورد إكونوميكس”، إيان مولهيرن، إلى إنشاء أداة جديدة تساعد الشركة على معرفة واختيار الأمور التي تجعل الناس يشعرون بشكل جيد، استناداً إلى مسح دقيق. ويظهر التحليل الذي أجري ضمن مؤشّر متجر “سينسبيري” أنّ الناس يعيشون في عالم مترابط بشكل وثيق، ويملكون شبكات لدعم علاقاتهم الاجتماعية، وهو ما يساعد الباحثين على تحديد العوامل الرئيسية لعيش حياة أفضل.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة “سينسبيري” إنّ هذا المؤشّر سيساعدهم على الكشف عن الأمور، التي تهمّ الناس في حياتهم اليومية. ويبقى النوم المؤشّر الأقوى على الشعور بالسعادة.
المصدر: العربي الجديد