اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض بعد إدلائه بصوته للانتخابات البلدية في بلدته الطيبة في قضاء مرجعيون ان “هذه الانتخابات تأتي في ظل سلسلة من المناسبات الشديدة الأهمية، أولا هو 15 شعبان ذكرى ولادة الإمام المهدي، وهو على مقربة من ذكرى التحرير، وبالإضافة إلى ذلك يأتي بعد الحدث الكبير باستشهاد القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين، ولذلك فإن هذه الانتخابات تأتي في هذا السياق، ولا نريد أن نبالغ لأن خيارات الناس في هذه المنطقة واضحة على المستوى السياسي، وهم يؤيدون بثبات ورسوخ خيار المقاومة المدعوم من حركة أمل وحزب الله، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يترجم هذا الأمر على مستوى اللوائح”.
واضاف “ما نرجوه في هذه المناسبة هو أن يكون الإقبال كثيفا، فربما يظن الكثير من أهلنا وهم محقون في ذلك بأن لوائح التنمية والوفاء المدعومة من حركة أمل وحزب الله هي فائزة في أغلب هذه البلدات، إن لم نقل في كاملها، وقد تحصل بعض الخروقات هنا وهناك، ولا تغير بالنتائج والمسار السياسي المترتب على هذه الانتخابات، ولكن وبالرغم من ذلك يجب عدم الاستهانة، فنحن ندعو الجميع إلى الإقبال الكثيف والمشاركة وإلى تحويل هذا اليوم إلى عرس ديمقراطي حقيقي، ونرحب فيه بالتنوع وبأجواء المنافسة القائمة وغداً يوم آخر، لأنه منذ الغد مطلوب من البلديات التي تفوز أن تتعاطى على أنها بلديات القرى وليس الأحزاب، وأن تقدم خدماتها للجميع دون استثناء وسواسية على قدم المساواة”.
واشار النائب فياض إلى أنه “ليس هناك من ضغوطات، فأنا من الأشخاص الذين تولوا الاتصال مع بعض الشخصيات المرشحة، وعندما يكون هناك لائحة مؤلفة من 18 عضوا ويكون هناك في المقابل 4 أعضاء أو عضوين كما هو الحال في بلدة ميس الجبل، فمن الطبيعي أن يكون هناك محاولات للوصول إلى التزكية التي تضم الآخرين ولا تدعوهم للانسحاب، والتي تسعى ما أمكن إلى أن يتشكل المجلس البلدي بما يأخذ بعين الاعتبار مختلف المكونات السياسية القائمة دون أن نصل إلى تهميشها بالعملية الانتخابية لأن النتائج واضحة بأن لوائح حركة أمل وحزب الله ستربح، وعندما نقوم بالتزكية ستأتي لوائح أمل وحزب الله، ومن ناحية أخرى فإن القوى الأخرى إن كانت مستقلة أو يسارية أو ما إلى ذلك، وأنا ممن يفضل أن يضم كل مجلس بلدي الجميع دون استثناء من المكونات السياسية”.
واضاف “نحن شجعنا من حيث السياسات العامة إلى إدخال السيدات إلى المجالس البلدية، وهناك سيدة على لائحة التنمية والوفاء في بلدة الطيبة على سبيل المثال، ونحن وحركة أمل نتكامل في ذلك، ففي بلدة الخيام أيضا هناك سيدات”.
وتابع”ليس صحيحا ما يشاع، أن لدينا موقف مسبق من أحد في تشكيل اللوائح، بل على العكس فقد اعتمدنا من حيث السياسات العامة التي حكمت الموقف البلدي الانتخابي، أن نسعى ما أمكن بأن لا تكون التشكيلة حزبية، بل أن تضم مرشحين مستقلين، والأمر الآخر أننا شجعنا أن يكون هناك نساء ممن تتيح لهن أوضاعهن الاجتماعية الإسهام بهذه التجربة”.
واعتبر النائب فياض أن “الأساس في الانتخابات البلدية هو الطابع الإنمائي، ولكن أحيانا ونتيجة للكيفية والوضعية التي يتعاطى بها الآخرون مع الانتخابات تأخذ طابعا سياسيا، فعندما يسعى كثيرون إلى تأويل الأرقام والنتائج قراءة سياسية لدراسة الأوضاع، ونتيجة للظروف التي تحيط بالأوضاع العامة، فهو بذلك يضفي على الانتخابات طابعا سياسيا، ولكن نحن نعتبر أن الأصل هو أن الانتخابات البلدية لها طابع إنمائي تأخذ طابعا سياسيا في البلدات الكبرى والمدن حيث يكون هناك اصطفاف سياسي يحكم هذا الأمر، ولكن هنا في الجنوب فإن بما نسبته 95 بالمئة من الانتخابات لا تقوم على أساس اصطفافات سياسية، وإنما على أساس اصطفافات محلية صرف، وها نحن نحاول أن نخفف قدر الإمكان من الطابع العائلي، ومن يقول أنه يجب أن نوغل بالمعيار العائلي، نقول أن هذا غير صحيح، بل هو معيار من الارتداد في التطور المدني، ولكن كلما تقدمنا في اعتماد المعيار الحزبي أو الاجتماعي أو السياسي فإننا نكون نعمل بطريقة صحيحة”.
ورأى ان “هذه معركة ديمقراطية ومن حقنا أن نخوضها بالشروط الديمقراطية ونخوض فيها حتى النهاية، من حقنا الطبيعي أن تكسب هذه اللائحة بالكامل، وندعو المحازبين والمناصرين إلى الالتزام بهذه اللائحة كاملة دون أي تشطيب، وفي حال حصول خرق فأهلا وسهلا، والأمر ليس مدعاة لأي عداوة أو كراهية بل على العكس من ذلك، فكلما كان الحراك الاجتماعي أكثر تعددية في السياق الوطني بالأمر الذي يجمعنا معهم فهذا الأمر لا يستفزنا على الإطلاق، ففي الخيام والطيبة وحولا وكل هذه البلدات حيث هناك من يواجه لوائح حركة أمل وحزب الله، هم أيضا حلفاء بخيار المقاومة ولا داعي لتأويل الأمور غير ذلك، لأن هذا هو حق بلدي إنمائي، حيث للجميع الخيار الكامل في أن يسهموا في الإدارة الإنمائية لهذه القرى والبلدات، وهذا لا نقاش فيه، تماما كما لا نقاش في التنافس الديمقراطي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام