اتهم رئيس الوفد الوطني عن حركة أنصار الله، محمد عبد السلام، وفد الرياض بعرقلة مسار مشاورات السلام اليمنية في الكويت، نتيجة الانسحابات المتكررة للطرف الآخر، مؤكدًا أن الوفد جاء لحوار سياسي ولم يأت لينفذ املاءات لا للطرف الآخر ولا لأي طرف دولي او محلي.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مساء السبت بمدينة الكويت، قال محمد عبد السلام “نعتقد ان مسار المشاورات يعرقله انسحابات متكررة للطرف الاخر، الذي انسحب أولا من لجنة التهدئة والتنسيق وبحضور ولد الشيخ، ثم انسحابهم للمرة الثانية بزعم ما حدث في لواء العمالقة بحرف سفيان، ثم الانسحاب الثالث تحت دعاوى الاختلاف على المرجعيات”.
وأوضح عبد السلام أن المسار التفاوضي يتطلب طرح وجهات النظر على الطاولة، لأن التعليق لن يؤدي إلى أي حل، لالفتًا إلى أن ” الطرف الآخر أصبح فعلا طرف الصراع وهو يتصور أنه حكومة، ويريد أن يأتي ليحكم البلد وهذا أمر غير مقبول”.
وعن أفق المفاوضات، أشار عبد السلام إلى وجود افكار لدى الأمم المتحدة “ربما فيها وضوح عن ملامح المرحلة القادمة سواء من الناحية الأمنية والعسكرية او من الناحية السياسية اومن ناحية الحكومة أو من ناحية الحوار السياسي”.
وأضاف عبد السلام “نأمل أن يعود الطرف الآخر إلى طاولة الحوار إذا كان يريد حوارا حقيقا”، وتابع “نحن نقول لا بد أن تكون هناك حكومة توافق وطني يشارك فيها الجميع بشخصيات توافقية خاصة رئيس الوزراء”، معتبرًا انه “يجب أن تشكل حكومة وكذلك لجنة عسكرية مهمتها الحفاظ على المؤسسة الأمنية والعسكرية”.
ولفت إلى أن الوفد الوطني عقد خلال هذه الفترة الكثير من الجلسات التشاورية برعاية الأمم المتحدة مع الطرف الآخر، وكذلك الكثير من اللقاءات الرسمية وغير الرسمية مع سفراء دول الـ18 وممثلي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني.
وقال “إن الاتفاق على هذه الأفكار والمبادئ العامة يعود للأمم المتحدة، التي قد تتبناها أو تطرحها على الطرف الآخر أو من يقف وراء الطرف الآخر.. هذا شيء يعود للأمم المتحدة، وحتى الآن مازال النقاش مستمرا ولم نصل بعد الى اوراق متفق عليه”.
وأضاف رئيس الوفد الوطني عن أنصار الله، إن الوفد على أتم الجهوزية للحوار والبحث عن حل، قائلًا “نحن نلتقي بالمبعوث الدولي باستمرار والجميع ينتظر أن يعود الطرف الاخر الى طاولة الحوار ان كان يريد حوارا حقيقيا، أما إذا كان يريد ان تفشل المشاورات تحت أي مبرر فهذا لا يمكن أن نقبل به”.
وأكد قائلاً “نحن جئنا لحوار سياسي ولم نأت لننفذ املاءات لا للطرف الآخر ولا لأي طرف دولي او محلي، و الحوار أن تعطي وتأخذ بالمنطق وبالعدل، وفق المرجعيات التي اتفقنا عليها سواء ما يتعلق بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني أو قرارات مجلس الامن واتفاق السلم والشراكة والدستور اليمني وما يتعلق بالبديهيات التي هي حاكمة للمرحلة السياسية اليوم”.
وكشف عبد السلام عن جانب من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، حين أكد وجود مئات الملايين من الدولارات موقوفة في البحرين ولم يسمح تحالف العدوان بدخولها إلى اليمن.
وفي هذا السياق قال “إن الطرف الآخر لا يستوعب المعاناة التي وصل اليها الشعب اقتصاديا، فهناك آثار للحرب وللحصار الاقتصادي، ومنع دخول العملات الصعبة التي تأتي عبر المعاملات التجارية، ثم يأتي هذا الطرف ليقول أنتم السبب، وهذا غير صحيح، وقد سمعنا من السفراء أن المشكلة الاقتصادية في اليمن ليس سببها أن طرفاً يسحب عملة، فالعملة التي تسحب في اليمن هي بالريال اليمني، لكن العملة التي ترتبط بالخارج لا تعود الى اليمن، سواء الخاصة بشركات الاتصالات والمقاولات أو حوالات المغتربين، إضافة إلى توقف التصدير، لأن المنتجات اليمنية ممنوعة من التصدير”.
وشكر عبد السلام “جهود دولة الكويت التي تقوم بها لإنجاح المشاورات، والتسهيلات التي تقوم بها في سبيل أن تنجح مساعي السلام التي ترعاها الأم المتحدة”.