تلقى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله برقية تعزية من وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري باستشهاد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدرالدين، جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة العلامة المجاهد السيد حسن نصرالله (أبي هادي ) المحترم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . قال الله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله ، فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر ) .
عزيزي السيد أبا هادي .. أعرف حجم مصابك، ومبلغ جرحك، لكني متيقن من عمق إيمانك، وقوة إرادتك، ورصيد صبرك.
أي مكانة هذه التي يتسنمها الشهيد وهو يحتل العندية (المعنوية) الإلهية، وأية سعادة تلك التي يغمره الله– تعالى-بها أكثر من كونه فرحا بما آتاه الله، وأي وفاء يتحلى به وهو يستبشر بإخوانه، وأي بشرى يمكن تصورها أعظم من خلو وعاء النفس العاطفي من أي شائبة من شوائب الاضطراب، لا من قلق من أمر محتمل (خوف)ولا من أذى من أمر قطعي (حزن)؟!.
عشت الشهادة تجربة مع أعز إخوانك من خيرة خلق الله حتى فجعت بفلذة كبدك، فأعطيت الله – عز وجل- أغلى ما لديك، وهو ابنك، وأعطاك أغلى ما تريد، وهو رضوانه. فهنيئا لك به إبنا باراً، وهنيئا له بك أباً مربياً .
أضاف الجعفري في برقيته للسيد نصرالله: لم يكن الشهيد مصطفى بدرالدين ” ذو الفقار” (رض) الاول، كما قد لا يكون الاخير في ركب الشهداء .. للشهيد منتج ومنتج .. السؤال الان من الذي أنتج الشهيد من الابوين والموجهين ؟ ، وما الذي أنتج الشهيد من عقيدة، وفكر ومنهج وتربية ؟ ومن ، وما هو نتاج الشهيد في أبنائه وإخوانه ؟ وما أعطى من فكر، وثقافة، ومواقع كشفت كلها عن مكون شخصيته التي استحق بها أن يبلغ الذروة: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
حين يستشهد المرء يهب الحياة لآخرين من بعده .. يغيب بحجم شخصه، ويحضر بحجم أمة، وينقطع بعد سنوات، لكنه يخلد بعد الحياة كلها.. مثلما يكون للزلزال حزام، وللنفط حزام يكون للفكر، وللشهادة حزام.. إنه ذاته حزام الولاء لخط الشهادة الحسيني الذي يقيضه الله – تعالى – للمحرومين في كل ارجاء العالم . لقد صدق الشهيد بدرالدين ما عاهد الله عليه في طلب الشهادة، أو النصر: ( ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيما )
أسأل الله – تبارك وتعالى – أن يلحقه بالنبي الاكرم (ص)، وآله الاطهار (ع)، وأن يربط على قلبك بالصبر، ويعظم لكم الاجر، ويلهمكم وذويه الثبات، والسلوان، ويورثكم نصره على الاعداء من الصهاينة، والمنافقين إنه سميع مجيب ..
أخوكم إبراهيم الأشيقر الجعفري
المصدر: خاص