عكار- منذر عبيد
كغيرهم من مزارعي التفاح في عكار ولبنان رفع مزارعو التفاح في بلدة مشمش الصوت عاليا مطالبين الحكومة اللبنانية ووزارة الزراعة حل مشكلة التصدير وايجاد اسواق اضافية لتصريف انتاج التفاح اليها .
بالرغم من ان قطاع زراعة التفاح في بلدة مشمش شهد خلال السنوات الاخيرة تطورا كبيرا ساهم في انتشار هذه الزراعة واستصلاح الاراضي بشكل غير مسبوق على ارتفاع ١٨٠٠ متر وما فوق بعد ايجاد حل لمشكلة مياه الري من خلال اقامة السدود الكبيرة والبرك المائية الاصطناعية لتجميع مياه الشتاء والاستفادة منها صيفا في عمليات ري بساتين التفاح الى مشكلة تدني الاسعار وعدم قدرة الدولة على تصريف الانتاج، وكساد مواسم المزارعين المتتالية.. دفعت بالعديد ممن استصلحوا اراضيهم في جرود البلدة الى التوقف عن زراعة التفاح مفضلين ان تبقى دون زراعة على ان يقعوا تحت الديون والخسائر والعجز الذي يلحق بغيرهم.
رئيس بلدية مشمش الاستاذ محمد عمر بركات اكد ان بلدة مشمش شهدت خلال الاعوام السابقة تحولا كبيرا في زراعة التفاح وتطور هذا القطاع بشكل غير مسبوق، والفضل يعود بذلك لاقامة البركة المائية لتخزين مياه الامطار والاستفادة منها صيفا في ري الاراضي الزراعية .
واوضح بركات ان موسم التفاح هذا العام وفير جدا وهو من النوع الجيد والمميز سواء اكان بحجم حبة التفاح او لونها او لجهة قساوتها .
واشار الى ان ثمار التفاح القاسية التي تنضج على ارتفاعات معينة يمكن ان تتحمل الضغط والتخزين والتوضيب والتبريد والتصدير الى اماكن بعيدة جدا، ولكن للاسف هنالك حرقة كبيرة في نفوس مزارعي التفاح في بلدات مشمش ، فنيدق ، عكار العتيقة ، والقبيات بسبب عدم اهتمام الدولة في هذا القطاع وترك مزارعي التفاح كل عام يتخبطون في كيفية تصريف الانتاج وبيعه باسعار زهيدة .
وقال التفاح هذه السنة في هذه البلدات العكارية هو من النوع الجيد والممتاز، بالاضافة لكونه خاليا من الامراض والتبقع على حبوب التفاح. الا ان الاسعار المتدنية كل عام، لا توازي كلفة الانتاج. وهنا المشكلة الكبيرة التي تستدعي من المزارع ان يقتلع شجرة التفاح ويستبدلها بزراعة اخرى .
واضاف نحن لدينا امل كبير بالمسؤولين سواء اكان فخامة رئيس الجمهورية و دولة رئيس الحكومة ودولة رئيس مجلس النواب ووزير الزراعة النظر بعين الجدية لانقاذ المزارع العكاري واللبناني. فالتفاح هو مصدر عيش المزارع وهو ثمن لكتب اولاده ورسم تسجيل مدرسته وثيابه وطعامه وتأمين دفائه في فصل الشتاء. لذلك نتمنى عليهم عملية انقاذ لهذا الموسم والوقوف الى جانب المزارع .
وتابع منذ فترة وجيزة اجتمعنا مع معالي وزير الزراعة غازي زعيتر الذي طرح بعض الحلول ولكن نحن نقول ان الحلول يجب ان توضع على السكة الصحيحة والممارسة العملية. فمثلا لا يمنع ان تقوم الدولة بشراء قسم من موسم التفاح لصالح المؤسسة العسكرية وهذا جزء من حل .
وسأل ما المانع بأن تقوم الدولة هي بتصدير التفاح الى اسواق العراق، والاردن ، وليبيا ، ومصر وكل دول الخليج والبلدان العربية والاتصال بهذه الدول من اجل تصريف الانتاج فيها ؟ هذا بالاضافة الى العديد من الحلول الاخرى التي يمكن اللجوء اليها كتخفيض تكاليف تبريد التفاح في البرادات، وتقديم مساعدات عينية ومادية للمزارعين وتأمين مواد الكلفة باسعار مخفضة، حينها فعلا يشعر المزارع انه ينتمي لوطنه ويزداد حبا للمسؤولين .
وختم بركات باستصراخ ضمائر المسؤولين تجاه مزارعي التفاح والعمل على حل مشاكلهم وخصوصا مشكلة تصدير الانتاج اللبناني من التفاح لان المزارع لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من الخسائر كي يحافظ على شجرة التفاح .
بدورهم عدد من مزارعي التفاح في البلدة طالبوا الحكومة اللبنانية ووزارة الزراعة العمل الجاد لمساعدتهم وتأمين اسواق اضافية الى الاسوق المصرية والخليجية ليتم تصدير إنتاج التفاح اليها او شراء الموسم من قبل الدولة وبيعه او استبداله مع دول اخرى بمنتوجات زراعية اخرى .
ولفتوا الى ان الاسعار والعروض المقدمة لهم في الوقت الحالي من قبل تجار التفاح غير مشجعة و لا توازي القيمة الانتاجية حيث تبلغ كلفة انتاج صندوق تفاح واحد تسعة الاف ليرة لبنانية، فيما عروض الشراء تتراوح بين الستة الاف ليرة وثمانية الاف بخسارة تتراوح بين الف وألفي ليرة عن كل صندوق تفاح.
واشاروا الى ان الخسائر التي تلحق بهم سنويا هي بالملايين. وهددوا بالتصعيد في حال لم تبادر الجهات المعنية العمل بجدية لحل مشكلة التصدير وايجاد الاسواق وترك موسمهم يضيع كالاعوام السابقة .
المصدر: موقع المنار