لقد بات الرمل الذي لم نكن نهتم به، ونراه في كل مكان حولنا، من الصحاري إلى الشواطيء مروراً بساحات لعب الأطفال، ورغم وفرة مصادره، يغذي اتجاها عالميا للاستيلاء على الأراضي الرملية، حتى أنه أدى إلى خلق عصابات مختصة في تهريب الرمال.
ويستعمل الرمل في كل شيء تقريباً، بداية من استعماله في مرشحات أحواض السباحة، إلى السبائك المعدنية، مروراً بآبار النفط، وشاشات الهواتف الذكية، وحتى بعض معاجين الأسنان كما انه يدخل في العديد من مواد البناء، بما فيها الأصباغ والأسمنت.
وقُدرت القيمة الإجمالية لسوق الرمل والحصى بـ8.3 مليار دولار أميركي في الولايات المتحدة الأميركية خلال العام الماضي، وبلغت حوالي 1.7 مليار جنيه استرليني (2.5 مليار دولار أميركي) في المملكة المتحدة في عام 2013، وذلك حسب وكالة “المساح الجيولوجي الأمريكي”، و “جمعية المنتجات المعدنية” البريطانية.
ويتوقع أن يزداد الطلب العالمي على الرمل بنسبة 5.5 % سنوياً حتى عام 2018، حسبما جاء في تقرير ديسمبر/كانون الأول عام 2014 لـ “مجموعة فريدونيا” الاقتصادية. ويستطيع المستثمرون الراغبون في الصمود أمام تقلبات السوق ومواجهة المخاطر البيئية المحتملة أن يحصدوا الأرباح نتيجة الإقبال المتزايد للحصول على هذه السلعة العالمية.
ويتفاوت الطلب على الرمل بحسب المناطق المختلفة من العالم. فقد زاد انتعاش البناء في الصين والهند من الطلب على الرمل في هذه الأسواق. وعلى مستوى العالم، ووفقا لـ “فرع الإحصاءات التجارية لدى الأمم المتحدة”، تشكل الصين التي تستورد كميات كبيرة من الرمال خُمس الواردات العالمية من للرمل.
وبسبب خطط التنمية المسعورة لبناء السدود والطرق والمباني والمصانع الجديدة، استعملت الصين كميات من الرمل خلال السنوات الـ4الأخيرة تجاوزت ما استعملته الولايات المتحدة الأميركية خلال القرن الماضي، بحسب بيدوزي مدير العلوم في قسم الإنذار المبكر والتقييم في برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، كما أن الصين صبّت كميات هائلة من الرمال على الشعاب البحرية لإنشاء جزر جديدة وتوسيع مواطيء قدمها في بحر الصين الجنوبي.
حتى دولة الإمارات استوردت ما قيمته 456 مليون دولار أميركي من الرمال والصخور والحصى في عام 2014، حسب ما ذكرته الأمم المتحدة.
وبالرغم من وقوعها في قلب الصحراء، فإن دبي بُنيت بالرمل المستورد، بحسب باسكال. فرمال الصحراء التي تشكلها الرياح ناعمة جداً ولا تصلح للبناء هناك.
ونجد في هذه الأثناء أن الحاجة إلى الرمل قد انخفضت في المملكة المتحدة بسبب تباطؤ تشييد المباني الجديدة وحصول المواد المعاد تدويرها على الدعم من قبل الساسة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، خلقت الزيادة في استعمال التكسير الهيدروليكي، أو ما يعرف بعملية “التصديع الهيدرولي” في مجال استخراج النفط، نزعة قوية للحصول على الرمل. ففي عام 2013، وصل إنتاج الرمل بغرض الاستعمال في استخراج النفط والغاز إلى 19 ضعف ما كان عليه قبل عقد من ذلك التاريخ، حسب ما ذكرت وكالة “المسّاح الجيولوجي الأمريكي”.
المصدر: صحف ومواقع