سأل الشيخ ماهر حمود في بيان اليوم: “حملة التهجير والقتل والاجتثاث العرقي والديني في غربي بورما وتستهدف مسلمين من قومية الروهينجا في إقليم أراكان، حقيقة لا يمكن لأحد أن ينفيها، ولكن هناك صمت إسلامي وعالمي مريب والمواقف التي أعلنت تأخرت كثيرا وكانت دون مستوى الحدث، فلماذا وهل فعلا لأن المستهدفين مسلمون ام أن هناك أمرا آخر؟”
وقال: “كان التحرك الوحيد الذي يستحق أن ينوه به وأن يعتبر نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه ردود الفعل، هو التحرك الشعبي العارم في عاصمة الشيشان، غروزني، في حضور رئيس الجمهورية الذي قال: كنت أتمنى أن أمتلك النووي حتى أنتقم للمظلومين هناك. فهل هناك علاقة بين موقف هذا الرئيس الذي رعى مؤتمرا وحيدا في العالم الإسلامي يحاول أن يصحح مفهوم الانتماء لأهل السنة والجماعة وأن يكسر الاحتكار الظالم لهذا المفهوم الذي تستعمله جماعات متطرفة تنتمي للمذهب الوهابي؟ هل هناك ارتباط بين هذا الاتجاه المميز والتحرك الشعبي الوحيد في موضوع بورما؟ هل يفسر هذا الصمت السعودي المريب بل هو أكثر من صمت، هو تبرير؟ ذكرت الصحف السعودية أن هؤلاء انفصاليون ولا ينبغي دعمهم، فهل نفهم مثلا أن السكوت عن هذه المجازر بسبب عدم انتماء هؤلاء للمذهب الوهابي أو لأنهم ينتمون لمذهب صوفي معين مثلا؟ هل يمكن أن يكون هذا صحيحا وهل يمكن أن يكون هناك من يفكر بهذه الطريقة المتخلفة؟”
أضاف: “ثبت بالدليل القطعي أن هناك صورا وزعت في وسائل الاعلام المتنوعة فيها الكثير من المبالغات والكذب، فهي تدعي مثلا أن جثثا ملقاة بطريقة استفزازية هي للمجازر في بورما، ثم يتبين أنها من زلزال هايتي، أو من سجون البرازيل، أو أن جثثا تحرق لبوذيين قضوا في حوادث متعددة يتم حرقها على الطريقة البوذية. السؤال الذي يطرح نفسه، من الذي قام بهذه العملية البشعة؟ وهل هناك من يريد أن يؤجج المشاعر الطائفية بطريقة تشبه ما حصل في سوريا أو العراق أو غيرهما لأهداف مشبوهة؟ أم أن هؤلاء مجرد شباب متحمسين يريدون أن يستثيروا المسلمين ليقوموا بواجبهم؟ سؤال هام يمكن أن يفسر بعض ما يحصل في بورما ولكن من يستطيع إعطاءنا الجواب الشافي؟ طبعا هذه الصور المفبركة لا تلغي حقيقة وجود المجازر، وهناك في المقابل صور حقيقية ثابتة”.
وتابع: “قد يقود هذا الاحتمال إلى احتمال آخر وهو هل هناك مخطط غربي يشبه مؤامرة الربيع العربي المزعوم يهدف إلى تدمير جنوب شرق آسيا حيث يوجد مسلمون أكثر تطورا من المسلمين العرب في ماليزيا وسنغافورة وأندونيسيا وغيرها، يريد أن يستثير المشاعر الطائفية لتكون بداية الحرب بين المسلمين والبوذيين وسائر الطوائف تنتهي إلى تدمير تلك البلاد الهادئة المتطورة كما تم تدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها؟ أيضا من يستطيع أن يعطينا الجواب الشافي؟”
وقال: “تم الحديث عن وجود متطرفين على طريقة القاعدة أو “داعش” أو غيرهما، كانت أعمالهم العدوانية سببا في هذه المجازر، من يستطيع أيضا أن يعطينا جوابا شافيا؟ وهل بالفعل يوجد متطرفون تكفيريون يعطون الذرائع لهذه المجازر البشعة، ومن يستطيع ضبطهم، ومن يستطيع ضبط ردود الفعل المتوحشة عن بقية المسلمين هناك؟ وهل أصبحت أمة المليار ونصف عاجزة عن أن تقرأ الأمر قراءة صحيحة مقدمة لإيجاد حلول سليمة بعيدة عن الافراط والتفريط، ودون التخلي عن واجب الدفاع عن المظلومين إلى أي مذهب انتموا”.
وختم: “أكدت هذه المأساة مرة بعد مرة أن غياب المرجعية الإسلامية العالمية فضلا عن الخلافات الإسلامية والعربية تجعل أعداء الأمة الإسلامية من داخلها أو من خارجها أقدر على اتخاذ القرار الذي يجر الجميع إلى النهاية المأساوية”.