أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى “أننا نعيش اليوم حداداً وطنياً على شهداء جيشنا الوطني الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداءً لهذا البلد، ودفاعاً عن كرامة أبنائه وعزتهم. ولأن المناسبة أليمة، بما فيها من دماء ودموع وخفايا سياسية وعسكرية، نؤكد على ضرورة كشف ملابساتها ومحاسبة وملاحقة ومحاكمة كل من قصر وأهمل، لأن التفريط بكرامة ودماء جنود وضباط الجيش اللبناني، هو تفريط بكرامة وسيادة هذا البلد، والخيانة بهذا الملف ترقى إلى مستوى خيانة وطن”. وفي خطبة الجمعة التي القاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، دعا قبلان الى “جعل هذا اليوم الوطني الحزين محطة تحول وانطلاقة جديدة، تكون فيها مصلحة ووحدة لبنان واللبنانيين من أولويات هذا العهد، وفي سلم اهتمامات هذه الحكومة، وذلك بتحرير الإرادة الوطنية، وفك أسر العقول المرتهنة، وإطلاق صيحة الوحدة من على منبر الشهادة والتضحية، والاعتراف بأن قيمة لبنان وقوته بجيشه وشعبه ومقاومته كمعادلة ثابتة، خارج كل الشكوك والالتباسات. فالبلد انتصر، وجيشه انتصر، ومقاومته انتصرت، وما على السياسيين اللبنانيين إلا أن ينتصروا على أنفسهم، وينتفضوا على مصالحهم، ويخرجوا من دوائر حساباتهم الضيقة لمصلحة هذا الوطن الذي يستحق من الجميع تقديم التنازلات كي يكون الانتصار محصنا في مواجهة التحديات والاستحقاقات التي قد تشهدها المنطقة، ولبنان ليس بمنأى عنها”.
وأكد “أننا انتصرنا على العدو الصهيوني، وانتصرنا على الإرهاب التكفيري، وأسقطنا المؤامرة، وأفشلنا الفتنة، وقدمنا الشهداء، ولكن التحدي ما زال كبيرا في الخروج من سياسة المزايدة والمكابرة، لننطلق في بناء دولة المواطنة والكفاءة، دولة المؤسسات والمحاسبة، دولة الإنماء والإعمار، دولة المساءلة واللافساد، دولة الموقف والقرار والخيار الذي يحمي كل هذه الإنجازات، ويعيد لهذا الشعب ثقته بدولته وباقتصاده، ويطمئنه إلى مستقبله في إطار تحقيق الشراكة الوطنية الكاملة، وليس شراكة تقسيم المغانم وتوزيع الحصص، بل شراكة النهوض بالبلد، وتدعيم ركائزه، وترسيخ ثوابته في السراء والضراء”.
وختم قبلان معزيا بالقول: “نعم في هذه المناسبة، نرفع أسمى آيات التعظيم لشهداء الجيش اللبناني، وجميع الشهداء الذين سقطوا في سبيل هذا البلد، ونؤكد أن أكبر الشهادة أن تكون شهيدا من أجل الإنسان والوطن. كما نتقدم من ذويهم، بأخلص مشاعر العزاء، سائلينه سبحانه وتعالى الرحمة لهم، والصبر والسلوان، ليس لأهليهم فحسب، بل لجميع اللبنانيين الذين أظهروا هذا التعاطف، وهذا التعاضد مع جيشنا، وأكدوا تمسكهم بالدولة، وإصرارهم على مأسستها، بما يؤمن حقوق الدولة ويضمن حقوق الناس من خلال رؤية اقتصادية شفافة وواعدة، وخطط وبرامج تربوية تتيح للفقراء متابعة الدراسة والتحصيل العلمي. وهنا لا بد من تذكير الحكومة بأننا على أبواب العام الدراسي، واستمرار هذا اللغط بين الأهالي وأصحاب المدارس والمعلمين حول زيادة الأقساط لا يجوز، بل يجب إظهار روح التعاون ومقاربة هذه المشكلة، بمسؤولية وطنية وعلمية، من أجل التوصل إلى حلول ترضي الجميع وتكون في مستوى الرسالة التربوية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام