دعا رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة في تصريح إلى “وضع خطة سياسية لبنانية وعربية لمواجهة التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا، وذروته العمل على عقد مؤتمر قمة إسرائيلي – أفريقي كبير في دولة توغو في الفترة الواقعة بين الثالث والعشرين والسابع والعشرين من شهر تشرين الاول المقبل”.
ورأى أن “إسرائيل منذ ما لا يقل عن عقدين من الزمن تعمل على جذب العديد من الدول الأفريقية إلى مدار سياساتها، بدليل إن العديد من الدول التي درجت على الوقوف إلى جانب القضايا العربية أخذت تتحول إلى الجانب الاسرائيلي جراء التجاهل والإهمال العربي لها”.
وقال: “إن إسرائيل تحاول الإفادة من جملة الأوضاع التي تخيم على المنطقة العربية من أجل زيادة وتيرة تدخلاتها وعلاقاتها مع الدول الأفريقية، والتي لا تقتصر على العلاقات الاقتصادية والتجارية، بل تشمل في المقام الأول من ضمن ما تشمله، التعاقد على شراء صفقات الأسلحة والتجهيزات الأمنية، والتي أرتفعت مبيعاتها إلى العديد من الدول الأفريقية أضعاف ما كانت عليه في غضون السنوات الماضية”.
وأكد “أن القارة الأفريقية التي عانت طويلا من منوعات العنصرية وأشكال الاستعمار، ولاسيما الاستيطاني منه على وجه التحديد، تحاول اسرائيل عبر المؤتمر وغيره تغطية طابع ممارساتها وطبيعة كيانها عبر الحديث عن فرص التنمية المتاحة والإفادة من الخبرات الاسرائيلية، بينما يدرك القاصي والداني أن ما تعتمده من ممارسات تتضمن أقسى أشكال المعازل والعنصرية والقمع إزاء الشعب الفلسطيني والعربي من خلال الحروب العدوانية وفرض الحصار على قطاع غزة، والإصرار على رفض عودة اللاجئين إلى ديارهم، وعمليات نسف المنازل والاعتقال ومصادرة الأراضي وزرع المستوطنات، وتشريد السكان، وفتح أبواب السجون والمعتقلات والإعتداء على المراكز الدينية الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس، والضفة الغربية وفلسطين التاريخية”.
ووصف منيمنة “أمثال هذه السياسة التي يمارسها العدوان الاسرائيلي بأنها هي التي ناضلت أفريقيا من أجل مواجهتها عشرات بل مئات السنوات وتمكنت بعد تضحيات غالية من الانتصار عليها ونيل حريتها واستقلالها . وهو ما فضحته تقارير المنظمات الأممية التابعة للأمم المتحدة ولاسيما التقرير الأخير الذي صدر عن منظمة “الاسكوا” حول أشكال العنصرية في الكيان الاسرائيلي وكذلك العديد من قرارات منظمة اليونسكو… وكذلك القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي حول هذا الكيان بما لا يمكن أن ينطلي على شعوب العالم كافة وفي مقدمها الشعوب الأفريقية”.
وطالب جامعة الدول العربية والدول الاسلامية “أن تتحرك سريعا من أجل حصار مشروع هذا التمدد الذي يحمل مخاطر نوعية على كل من القضية الفلسطينية وأفريقيا في الوقت نفسه كما حث وزارات الخارجية العربية والاسلامية عموما، واللبنانية خصوصا عبر سفاراتها، العمل وبذل جهدها لمنع انعقاد هذا المؤتمر، الذي يهدف في جانب منه إلى تجميل صورة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين، وإلى تشريع نهب القارة تحت عناوين براقة وإغراقها في آتون صراعات قبلية لا تنتهي، كي تتحول معه مدنها وقراها وشعوبها ودولها الى مستورد رئيسي للسلاح والذخائر والتجهيزات الاسرائيلية بما يقود إلى خرابها ووأد طموحات شعوبها في متابعة مسيرة التقدم وإنجاز استقلالاتها الحقيقية والكاملة”.