رأى البنك الدولي ان تحسين إدارة وتوزيع الموارد المائية النادرة يشكلان تحديا كبيرا لضمان النمو والاستقرار الجيوسياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال البنك الدولي في تقرير جديد نشر بمناسبة أسبوع المياه، الذي افتتح أمس الأول في ستوكهولم» ان نقص الإمداد بالمياه وخدمات التنقية المتهالكة تؤدي الى خسائر اقتصادية بقيمة 21 مليار دولار سنويا في هذه المنطقة.
وقال أندرس ياغرسكوغ، الخبير في قضايا المياه في البنك الدولي، ان هذه التقديرات أجريت على أساس نفقات العلاج الطبي وتراجع القدرة الإنتاجية المرتبطة بالتغيب بسبب المرض والوفيات المبكرة بسبب أمراض تنقلها المياه.
ورأى حافظ غانم، نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان انه «اذا قارنا الموارد المائية مع حساب في مصرف، نلاحظ ان المنطقة راكمت عجزا كبيرا». واضاف ان «استهلاك مياه الأنهار والمياه الجوفية بوتيرة أسرع من إعادة تجدد هذه الثروة يعني العيش بما يفوق القدرات المتوفرة. سلوك كهذا يقلص رأس المال الطبيعي للبلدان، ويُعَرِّض للخطر تراثها وصمودها على المدى الطويل».
وأكد واضعو تقرير البنك الدولي الذي يحمل عنوان «وراء الفاقة: أمن المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، ان «عجز الحكومات عن تسوية مشكلة ندرة المياه يولد ضعفا ونزاعات». وقالت كلوديا سادوف، التي أشرفت على الدراسة، ان «المثال الذي يذكر في أغلب الاحيان هو سوريا (…) حيث أضعف الجفاف السكان والزراعة» وأدى تراجع الإنتاج إلى زيادة البطالة والاضطرابات. الا ان البنك الدولي قال ان هناك حلولا، بدءا بمحفزات حقيقية لتغيير أساليب استهلاك المياه. وأشار إلى أن اكثر من ستين في المئة من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعيشون في مناطق تعاني من شح المياه، مقابل حوالى 35 في المئة في العالم. وعلى الرغم من ندرة المياه، تفرض المنطقة رسوما هي الأدنى في العالم على استهلاك المياه. وقال معدو التقرير ان «الرسوم المنخفضة لا تشجع على استخدام فعال للمياه». وأوصوا بزيادة فاتورة المياه لتأكيد القيمة الحقيقية للمياه والحث على الاقتصاد في استهلاكها، وكذلك تمويل مشاريع لحماية الموارد وصيانة البنى التحتية.
ودعا غوانغجي شين، المدير العام لقسم خبراء المياه في البنك الدولي، دول المنطقة الى زيادة التزود بالمياه عبر استخدام وسائل غير تقليدية مثل تحلية مياه البحر ومعالجة المياه المستخدمة.
وحاليا تصب نصف كميات المياه المبتذلة في المنطقة في البيئة بدون معالجتها مما يشكل خطرا على الصحة وهدرا.
ويمكن ان تحذو دول المنطقة حذو الأردن وتونس، اللذين قاما بتجربتين ناجحتين في تدوير المياه المستهلكة لاستخدامها في الري، واعادة تغذية مصادرها بشكل آمن.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية