بكثير من الترحيب يلاقي لبنان بشعبه وأحزابه ومختلف شرائحه الانجازات الكبيرة التي يحققها الجيش في عملية “فجر الجرود” التي اطلقها قائده العماد جوزيف عون فجر يوم السبت 19-8-2017 بمتابعة مباشرة ومتواصلة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد فترة تمهيدية واستطلاعية اتخذت خلالها القرارت المناسبة وأعدت فيها الخطط التي تتطلبها المعركة بهدف إنجاز المهمة بأفضل صورة ونتيجة ممكنة نظرا لحسابات الأرباح والتكاليف الممكنة.
وتثبت الانجازات الكبيرة والسريعة التي حققها الجيش اللبناني انه قادر ويملك القدرات البشرية والارادة والعزيمة التي تنبع من القدرة اللبنانية على المواجهة وتحقيق النصر في احلك الظروف، فيما لو اتخذ القرار السياسي الفعلي بدعمه وتأمين احتياجاته لحماية لبنان من العدو التكفيري كما يجري اليوم في الجرود ومن ثم العدو الاساس اي العدو الاسرائيلي الذي ما زال يحتل الارض ويعتدي بصورة شبه يومية على سيادتنا برا وجوا وبحرا ويتربص بلبنان شرا ويتحين الفرصة للاعتداء عليه فيما لو تركت له الفرصة سانحة.
هل يقدم كل الدعم للجيش؟
الأكيد ان الامر يحتاج الى قرار حقيقي بدعم الجيش وان لا يقتصر الموضوع على ما يفعله البعض من إصدار بعض المواقف من هنا وهناك للظهور أنه يدعم الجيش ويؤيد المؤسسات الشرعية ولا يقف الى جانب الجماعات الارهابية، بينما اعتاد على استخدام الوجود الارهابي سياسيا ووضع “فيتوات” على منع وصول الجيش والدخول لتحرير عرسال وجرودها وكل الجرود اللبنانية المحتلة، تحت ذرائع مختلفة تبدأ بالحديث عن النازحين السوريين او عن الحديث عن الفتنة المذهبية والطائفية التي كانت تستخدم كسلاح من قبل البعض لاعاقة عمل المقاومة والجيش في التحرير وتطهير لبنان من براثن الارهاب.
وهنا يطرح السؤال الاهم مع كل الانجازات هل البعض في لبنان سيرفع يده عن القرار السياسي بدعم الجيش بكل انواع التجهيزات العسكرية والاسلحة المطلوبة والضرورية كي تكون الدولة اللبنانية قادرة مقتدرة؟ هل بعض الدول تسمح بذلك لا سيما الولايات المتحدة الاميركية التي لا يخفى على احد ان في رأس أولوياتها حماية العدو الاسرائيلي من أي خطر؟ فهل يمكن لهذا الحليف الاول للصهيونية ان يرفع الغطاء عن تسليم الجيش للاسلحة المطلوبة برا وجوا وبرا دون موانع حتى لو انها تردع هذا الكيان او برأيهم تشكل خطرا عليه؟ أليس في السابق مُنع الجيش من الحصول على مثل هذا السلاح؟ وهل رفعت هذه الموانع في هذا الشأن ام ماذا؟
وحول العملية الناجحة للجيش في الجرود، أكد العميد المتقاعد د.أمين حطيط انه “يسجل للجيش وضع خطة عملانية حضر لها جيدا حتى وصل الى حالة من الطمأنية لاطلاق عملية عسكرية ناجحة”، ولفت الى ان “الجيش عمل على تهيئة البيئة الامنية لحماية ظهره واتخاذ الاجراءات الضرورية لذلك”، وتابع “ظهرت أهمية ذلك بشكل جلي بعد ما شهدناه من احداث في مخيم عين الحلوة”.
وقال حطيط في حديث لموقع “قناة المنار” إن “الجيش قام بالتحضير العملاني الجيد للمعركة الذي شمل عدة بنود منها: دكّ مواقع المسلحين بشكل مستمر وقضم الجرود، اختيار الوحدات الخاصة للقيام بالعمليات، احتلال بعض المواقع الحاكمة وخلق خطوط تماس مع المسلحين، التحضيرات اللوجستية الجيدة التي تحتاجها المعركة وتفادي الوقوع بالاخطاء حول الاحتياجات المطلوبة والتجهيزات اللازمة التي تحتاجها المعركة”، وأوضح ان “تحقيق هذه الشروط كان وراء تأخر انطلاق العملية”، وتابع “الجيش عمل على ايجاد صيغة تنسيق غير مستفزة لبعض الاطراف والجيش اليوم يستوعب الجميع وقد نجح في ذلك”.
عملية ناجحة للجيش.. وعناصر “داعش” امام خيار الاستسلام
ولفت حطيط الى ان “الجيش قام بكل ما عليه وفقا للقواعد العسكرية لاطلاق عملية ناجحة وقد وفق لهذا الموضوع وبشكل ناجح جدا”، واضاف “الجيش قام بالضغط البري المسبوق بالضغط الناري اثناء لعملية وهذا ما دفع بالمسلحين الى التراجع وتجنب معارك الالتحام ما وفر على الجيش خسائر ومعارك”، وتابع “السؤال الآن ماذا سيحصل في المرحلة المقبلة بعد حصار المسلحين في بقعة ضيقة لا تتجاوز لـ20 كلم مربع؟”، ورأى ان “هذا دفع الجيش الى التريث لاعادة تقييم الوضع”.
واعتبر حطيط ان “المسلحين من تنظيم داعش في الايام المقبلة امام خيارين، إما القتال المستميت لأن لا خيار لهم وهذا سيؤدي الى معارك عنيفة وإما الاستسلام اذا ما تحققت شروطه”، ورأى ان “هذا لا يمكن من الآن استنتاجه ولهذا الجيش تمهل لتقييم الوضع ولكن المعركة لم تنته والجيش اعلن ان لا وقف لاكطلاق النار مع المسلحين”.
وقال حطيط إن “المعركة الكبرى تنتظر الجيش ولم تبدأ حتى الآن والتقييم يعود لقيادة الجيش”، واضاف “ما يجعل العمل العسكري لاستئناف المعركة هو المرجح ولكن بشروط وأنماط اخرى لن نخوض في توصيفها وهو امر يجب ان يترك للقيادة العسكرية دون اي تشويش عليها”، ولفت الى ان “هذه القيادة أثبتت كفاءة وجدارة واحترافا رسخت قناعة وثقة الجميع بالجيش اللبناني تلك الثقة التي تسبب السياسيون بالاضرار بها بشكل كبير في السابق”.
وتبقى عناصر قوة لبنان هي الحامية له، هذه العناصر التي تختصرها المعادلة الذهبية بل “الماسية” المصنوعة محليا وهي “معادلة الجيش والشعب والمقاومة”، حيث يشكل الجيش عنصرا رئيسيا فيها ليؤكد المؤكد ان قوة لبنان لا تشترى ولا تستأجر ولا يقدمها أحد لنا كمنة او كعطية انما هي صناعة لبنانية خالصة.
المصدر: موقع المنار