بات كلّ شيء، حرفياً، معرّضاً للقرصنة. فطوال الفترة التي يتفاعل فيها المستخدمون مع محركات التوصيات في الإنترنت، يمنحونها معلومات كثيرة تنتهك خصوصيتهم. ومن أجل اكتشاف مقدار المعلومات الحسّاسة التي تقدمونها للإنترنت طوّر باحثون خوارزمية تكشف مقدار المعلومات التي تقوم بتسليمها عند النقر على رابط ما، وفق ما نشره موقع “إنغادجيت” التقني.
وقام الفريق بتغذية الخوارزمية بمجموعات من البيانات من محركات التوصية الشهيرة، ثم القياس الرياضي للنقرات وما تحمله من معلومات يقدمها المستخدمون عند القيام بهذه الحركة، وذلك بهدف التعرّف على متى يتم تقديم معلومات أكثر بكثير من المعقول عند الحصول على خدمة ما، وتوصلت الأبحاث عبر الخوارزمية إلى أن أكثر من 5 في المئة بقليل، فقط، من الروابط هي من تقف إلى جانب المستخدم، بينما 16 في المئة من النقرات تأخذ الكثير جداً من المعلومات بمستويات غير معقولة، في مقابل منح خدمة صغيرة جداً.
وفي دراسة أخرى، أثبت الباحثون في جامعة واشنطن أن الهواتف وأجهزة التلفزيون الذكية والمساعدات الصوتية، وغيرها من الأجهزة مجهّزة بمكبرات صوت وميكروفونات يمكن استخدامها من قبل القراصنة وتتبع موقعكم في غرفة.
وأوضحت مجلة “فاست كومباني” أن هذا النظام الذي يستخدمه القراصنة يدعى “كوفيرتباند”، ويتلخص عمله في بعث إشارات سونار عالية النبرة مخبأة ضمن الأغاني الأكثر شعبية، ثم يتم تسجيلها عبر ميكروفون الجهاز للكشف عن تحرّكات الناس، مثل القفز والمشي.
وأظهر باحثون من جامعة ميشيغان وجامعة كارولينا الجنوبية في مارس/آذار أن بث أصوات معينة قد تتسبب في قراءات خاطئة من قبل الجهاز، ما يعطل عمل بعض التطبيقات المرتبطة بهذه الأدوات.
وأظهرت دراسة أخرى، من مؤتمر بلاك هات الشهر الماضي، أن أجهزة مثل الطائرات بدون طيار ولوحات “هوفيربوارد” قد تتعطل بالاعتماد على هذه التقنية. وفي العام الماضي، أظهر باحثون كيف يمكن للبرامج الضارة أن تحوّل سماعات الرأس المرفقة بجهاز كمبيوتر إلى ميكروفون قادر على التقاط الأصوات على بعد 20 قدماً.
كما يواجه مستخدمو “أندرويد” تهديدات جديدة لخصوصيتهم مع الاكتشاف الأخير لأكثر من ألف تطبيق تجسس متاح في متجر “غوغل”. ووجدت شركة أمنية أن ما لا يقل عن ثلاثة من هذه التطبيقات قادرة على التقاط الصور سراً، وتسجيل الصوت، واسترجاع سجلات المكالمات، وأكثر من ذلك، وفق موقع “غيزمودو” التقني”.
وأزالت “غوغل” التطبيقات من متجرها، وفقاً لشركة “لوكآوت” الأمنية، لكن شركة البحث لم ترد على استفسارات صحافية متعددة بشأن كيفية تعريض برامج التجسس أمن عملائها للخطر، وتم نشر اكتشاف برامج التجسس لأول مرة من قبل “لوكآوت” قبل أيام. وكتبت الشركة أن هذه البرامج تدار من العراق من قبل شركة مقرها هناك، وأزالت تطبيقاً على الأقل من التطبيقات بعد إرسال “لوكآوت” تنبيهاً للشركة، بعدما ظهر على أنه تطبيق تراسل.
ويعطي هذا التطبيق، ويدعى “سونياك”، سيطرة كبيرة على الجهاز مباشرة بعد تحميله، بما في ذلك القدرة على تسجيل الصوت، والتقاط الصور بالكاميرا، وتسجيل المكالمات، وإرسال رسائل نصية إلى المهاجم بأرقام محددة، واسترداد المعلومات مثل سجلات المكالمات وجهات الاتصال والمعلومات حول نقاط وصول “واي في”، و73 من التعليمات الأخرى عن بعد.
المصدر: العربي الجديد