في ظل التطور المهول للبيانات الرقمية، بدأت الشركات المتخصصة في التكنولوجيا الحديثة بالتوجه إلى تطوير تقنيات تخزين جديدة، إذ تعول شركة “مايكروسوفت” على الحمض النووي (DNA) كبديل مستقبلي لأقراص التخزين التقليدية.
ونجحت الشركة بالفعل في تخزين 200 ميغابايت من البيانات في سلسلة حمض نووي، حيث يرى الباحثون أن تقنيات التخزين على الحمض النووي قد تكون من بين الحلول الناجعة لمواكبة ضخامة المحتوى الرقمي الذي يتم إنتاجه بشكل يومي.
وعند الحديث عن البيانات، من الطبيعي أن يحاول القراصنة تطوير فيروسات وبرمجيات ضارة تتوافق مع تقنيات التخزين الحديثة، وهذا ما أكده باحثون من جامعة واشنطن، حيث توصلوا إلى طريقة يمكن استخدامها لاختراق أجهزة الحواسيب باستعمال برمجيات خبيثة مخزنة ضمن الحمض النووي.
وقد نشر الفريق الباحث ورقة بحثية يشرحون من خلالها طريقة دمج البرمجيات الخبيثة في جزيء وراثي، بحيث يمكنها أن تصيب الأنظمة التي يتم استخدامها في عملية تحليل الحمض النووي.
وأشار العلماء إلى أنه يمكن استعمال هذه الطريقة لاستهداف شبكة الحواسيب في الجامعات والمختبرات الطبية والمرافق البحثية، وذلك عن طريق إضافة البرمجيات الضارة إلى عينات الدم واللعاب.
وخلال التجارب الأولية، نجح الباحثون في عملية دمج البرمجيات الخبيثة في الحمض النووي، وهو الأمر الذي دفعهم إلى التحذير من إمكانية قيام القراصنة باستخدام هذه الطرق لاختراق الحواسيب والتلاعب بالأنظمة وعينات الحمض النووي.
ومن المرجح أنه لم يتم استعمال هذه الأساليب في عمليات الاختراق حتى الآن، إلا أن الثغرات الأمنية الموجودة في برامج معالجة وتحليل الحمض النووي المفتوحة المصدر قد تسهل على القراصنة القيام بالعملية، ما يستدعي ضرورة اتخاذ خطوات استباقية لتعزيز أمن شبكات الحواسيب في المختبرات والمرافق الطبية.
وقد عرض الخبراء نتائج البحث في ندوة خاصة بالحماية الرقمية تم تنظيمها من طرف جمعية “أوسينيكس”، في مدينة فانكوفر الكندية.
المصدر: العربي الجديد