تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 16-05-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الانتخابات البلدية في مرحلتها الثانية التي جرت أمس الأحد في محافظة جبل لبنان والتي ميزتها التحالفات ونسبة المشاركة العالية التي سجلتها..
السفير
نسبة مشاركة مرتفعة.. والتحالفات «ضم وفرز»
معارك جبل لبنان تهز «تفاهم معراب»
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “لم يحل ارتفاع درجات الحرارة، أمس، دون المشاركة الحيوية في الانتخابات البلدية في جبل لبنان، والتي بلغ معدلها الإجمالي 56 بالمئة، بل لعل سخونة المعارك الانتخابية في أكثر من منطقة تفوقت على حرارة المناخ، ليشكل الإقبال الشعبي إحدى أبرز العلامات الفارقة ليوم الاحد الطويل.
ويمكن القول إن الشهية المفتوحة على الاقتراع في جبل لبنان هي نتاج التفاعل بين عوامل عدة، أبرزها «المنشطات» العائلية، والحوافز السياسية، وتوق الناس الى الديموقراطية بعد «تقنين» قاس خلال السنوات الماضية.
وهكذا، بلغت نسبة الاقتراع 65 بالمئة في قضاء جبيل، و62.80 في قضاء كسروان و58.24 بالمئة في قضاء المتن، و53.50 بالمئة في قضاء الشوف، و52 بالمئة في قضاء عاليه، و50.20 بالمئة في قضاء بعبدا.
ولعل من أهم الرسائل التي خطتها أقلام الاقتراع، أن حضور الناخب المسيحي يصبح قوياً، حيث يملك حرية تقرير المصير، وحيث يكتسب صوته قدرة على التأثير، فلا يكون مجرد «زينة» أو «تابع» كما شعر البعض في بيروت.
وأتى سياق العملية الانتخابية البارحة، ليثبت أن النجاح الإجمالي للمرحلة الاولى في بيروت والبقاع، على المستويين الإجرائي والأمني، لم يكن مجرد مصادفة أو استثناء، وبالتالي فإن المسار العام لانتخابات جبل لبنان أكد مرة أخرى، وبمزيد من الأدلة الحسية، سقوط كل مبررات التمديد لمجلس النواب، وجهوزية اللبنانيين كما الأجهزة المختصة للاستحقاق النيابي الذي لم يعد ينقصه سوى القرار السياسي.
ويُسجل لوزارة الداخلية نجاحها في الإحاطة بمتطلبات الجولة الثانية من الانتخابات، والسيطرة على الثغرات ومكامن الخلل التي رُصدت خلال النهار الطويل، سواء على صعيد بعض الحوادث الفردية أو على صعيد المخالفات الإدارية، فيما أفادت «الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات» أنه تم ضبط 6 حالات رشى.
«التيار» ـ «القوات»
تفاوتت عناوين المعارك الانتخابية في مرحلتها الثانية، لكن أهمها وأكثرها حساسية سُجل في عاصمة كسروان التي كانت مسرحاً لمواجهة سياسية ـ رئاسية مغلّفة بقشرة بلدية، بعدما أصبحت طريق بعبدا تمر في جونية.
والأرجح، أن العماد ميشال عون وسمير جعجع، وكذلك فريد هيكل الخازن ونعمت افرام ومنصور البون، سهروا الى ما بعد منتصف الليل وهم يتسقّطون أخبار النتائج التي كانت متقاربة في بداية الفرز.
لم يبق مكان للقفازات والأقنعة في هذه المعركة التي استُخدمت فيها كل أنواع الأسلحة السياسية والنفسية والعائلية والإعلامية والمالية، لدرجة أن العماد ميشال عون وجد نفسه مضطراً لأن يبارز خصومه وجهاً لوجه، متعاملاً مع هذه «الموقعة» على قاعدة أنها مفصلية وأن الفوز فيها هو جزء من شروط النصاب السياسي والشعبي المطلوب لانتخابه رئيساً.
وفي المقابل، وجد معارضو الجنرال في اختبار جونية فرصة لإحراجه في عرينه الكسرواني والنيابي، سعياً الى تحجيم نفوذه في لعبة الأوزان المسيحية، وبالتالي تقويض شرعية ترشيحه الرئاسي، وإضعاف حظوظ انتخابه.
أما «القوات اللبنانية»، فارتأت الوقوف على مسافة نسبية من اللائحتين المتنافستين (كرامة جونية – جونية التجدد)، فإذا انتصرت الاولى تكون شريكة في النصر انطلاقاً من التحالف مع «التيار الوطني الحر»، وإذا انتصرت الثانية تكون لها حصة في الفوز من خلال وجود مرشحين قواتيين على لائحة فؤاد البواري.
لم تشأ «القوات» أن تدخل في مواجهة حادة مع «التيار»، وفي الوقت ذاته لم تتمكن من التخلي عن «صداقة قديمة ومتينة» مع آل افرام، فتركت حرية الانتخاب لمقترعيها مع ميل الى لائحة «جونية التجدد».
ولئن نجح «التيار» و «القوات» في تنظيم «فراقهما» في جونية، سعياً الى حصر الخسائر قدر الإمكان، إلا أنهما فشلا في ذلك على مستوى مناطق أخرى، كسن الفيل في قضاء المتن والحدث في قضاء بعبدا، حيث خاض الطرفان مواجهة انتخابية حادة، بدت غير منسجمة مع مقتضيات تفاهم معراب الذي اهتز، من دون أن يسقط، في العديد من الساحات الساخنة في جبل لبنان.
ولعل النائب آلان عون أعطى إشارة واضحة في هذا الاتجاه، عندما اعتبر صراحة أن موقف «القوات» في انتخابات الحدث يشكل نقطة سلبية في خانة التفاهم، لتكشف صناديق الاقتراع ليلا عن هزيمة قوية تلقتها معراب في تلك المنطقة.
المر – الجميّل
وأبعد من ثنائية «التيار» – «القوات»، أثبت النائب ميشال المر أنه لا يزال الرقم الصعب، غير القابل للطرح أو القسمة في المتن، وأنه بخدماته وقدراته الشخصية يعادل حجم أحزاب. وهكذا، بدأ المر نهاره الانتخابي مترسملا بعشرين بلدية فازت، بالتزكية أو شبه التزكية، قبل فتح صناديق الاقتراع، محسّناً ومحصّناً مواقعه في معركة الاتحاد.
وارتسمت في العديد من بلدات المتن معالم تفاهم أبرمه رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل مع المر، ردّاً على «تفاهم معراب»، وما أثاره من خشية من اكتساح «الثنائي الماروني» للبلديات المتنية، فيما سعى «الطاشناق» الى دعم المر حيث اقتضى الأمر، علماً أن بلدية برج حمود فازت بالتزكية.
وكما حصل في الأشرفية، أصيب جسم «التيار الحر» في جلّ الديب بالتفسخ البلدي، حيث دعم النائب نبيل نقولا لائحة ريمون عطية بالتفاهم مع ميشال المر، فيما انضمّ رئيس هيئة قضاء المتن في «التيار» هشام كنج الى لائحة اندره زرد، مدعوماً من ابراهيم كنعان!
أما «الكتائب»، فحاول تغليب العامل الإنمائي على البعد السياسي في الانتخابات، منطلقاً في تحالفاته من هذا المعيار، بالدرجة الأولى. وقد تمكن الحزب بفضل هذه الاستراتيجية من الفوز بالعديد من البلديات والاستحواذ على مقاعد في أخرى.
الضاحية
وفي الضاحية الجنوبية، أعاد تحالف «حزب الله» – «حركة أمل» تأكيد المؤكد، من خلال الفوز على لائحتين غير مكتملتين في بلديتي برج البراجنة والغبيري. وإذا كانت النتيجة متوقعة أصلا، فإن ذلك لا ينفي أنها تحمل غداة اغتيال الشهيد مصطفى بدر الدين دلالة تتجاوز الإطار البلدي المحض، لجهة تثبيت الاحتضان الشعبي للمقاومة، في مواجهة كل الضغوط والاستهدافات التي تتعرض لها، مع الإشارة الى أن مجرد حصول تنافس انتخابي في الضاحية انطوى على قيمة مضافة، بعدما كانت الانتخابات البلدية في السابق تنتهي قبل أن تبدأ، لغياب أي لوائح مضادة.
الإقليم
وفي إقليم الخروب، تمكنت العوامل المحلية من تكبيل يد الأحزاب وتقليص دورها، لتتخذ المعارك الانتخابية الطابع العائلي الذي فرض إيقاعه على «تيار المستقبل» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» و «الجماعة الإسلامية»، فيما ظهر واضحاً أنّ أزمة النّفايات الأخيرة ساهمت في تخفيض أسهم بعض القوى الأساسية، وتجويف مصداقيتها.
الشوف وعاليه
ومن المفارقات الانتخابية التي سُجلت في الشوف، اصطفاف «التيار الحر» و «القوات اللبنانية» جنباً الى جنب في مواجهة دوري وترايسي شمعون وناجي البستاني، في عقر دار رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» في دير القمر، وذلك برغم أن دوري هو أقرب الى «القوات» وترايسي أقرب الى «التيار»، ما انعكس تشطيباً واسعاً على الأرض.
وللمرّة الأولى منذ 52 عاماً تمّت في بلدة بريح، وهي من قرى العودة، انتخابات بلدية سليمة وهادئة، بينما حققت اللائحة المدعومة من وليد جنبلاط ومروان حمادة في بعقلين فوزاً مريحاً.
وبرغم أن جنبلاط والوزير طلال ارسلان تمكّنا من التوافق في مدينة عاليه والعديد من بلدات القضاء، إلا أنهما تواجها في الشويفات من خلال تموضع كل منهما في لائحة مضادة للأخرى.
النهار
المصارف ماضية في إجراءاتها ضد “حزب الله”
انتخابات جونية: المعركة الرئاسية تطيح الانماء
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “مما لا شك فيه ان الحكومة التي نجحت حتى الساعة في تخطي تحدي انجاز الانتخابات البلدية والاختيارية بعدما تبارزت ومجلس النواب منذ ثلاث سنوات في إبراز أخطار تنظيم استحقاق مماثل ما دفع الى التمديد لمجلس النواب مرتين متتاليتين، ستواجه عقبة جديدة أكثر خطورة من النفايات التي أغرقتها مدة من الزمن، ألا وهي المواجهة المالية المصرفية مع “حزب الله”، الأمر الذي دفع الرئيس تمام سلام الى القول، كما نقل عنه زواره، إنه “يجب إبعاد الأمر عن المزايدات والتداول الاعلامي لان الموضوع حساس ودقيق وله ظروف معينة، وهناك سعي لمعالجته بما يحقق الأفضل وهو يعالج ولا يزال تحت السيطرة. هناك حالة تعالج مع حاكم المصرف المركزي ووزير المال ولا تأخر فيه”.
وفيما تشير مصادر قريبة من “حزب الله” الى ان اجراءات مصرف لبنان والمصارف الخاصة هي أكثر بكثير مما هو مطلوب في المراسيم التطبيقية للقانون الاميركي 2297 الصادر عن الكونغرس في 15 كانون الأوّل 2015 حول “منع التمويل الدوليّ لحزب الله”، والتي بدأ العمل بها في 15 نيسان الفائت، وتضيف “ان حاكم مصرف لبنان عندما تشاور بشأن تطبيق اجراءات القانون الاميركي لم يقل بما يطبّقه اليوم، بل بالتحقيق والتدقيق في أي حساب مشكوك به، واذا تبين أي تورّط فلا غطاء على أحد”، وبعدما أثار وزيرا الحزب وبعدهما كتلة “الوفاء للمقاومة” الامر الاسبوع الماضي، اجتمعت جمعية المصارف السبت استثنائياً وبدا توجهها واضحاً بالنسبة الى القانون كقضية حياة أو موت. فالمصارف عاجزة عن التخلف عن التطبيق والا فإن الأمر يخرجها من النظام المالي الدولي. وهي أكدت بوضوح في بيان أصدرته أن “التزام المصارف القوانين اللبنانية والمتطلبات الدولية، بما فيها تطبيق العقوبات هو من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه وعلى مصلحة كل المواطنين والمتعاملين مع المصارف…”.
وفيما كشفت معلومات عن توجه حاكم مصرف لبنان الى باريس نهاية الاسبوع ومنها إلى واشنطن لمتابعة هذا الموضوع، أكدت مصادر ان لا تعديل في التعاميم الصادرة عن المركزي إلا إذا ترافقت مع تعديلات أميركية.
الانتخابات البلدية
وفي ختام اليوم الانتخابي الطويل في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، بأقضيتها الستة، وبعد جولة قام بها على جونية وبعبدا وبيت الدين وكترمايا والغبيري، أنهى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق نهاره الطويل بمؤتمر صحافي لخّص فيه مشاهداته وأجرى عملية تقويم شامل من النواحي الأمنية والإدارية واللوجيستية والسياسية، واعتبر أنّ “جوّ الانتخابات كان جيّداً جدّاً مع اقتراع 56% من الناخبين، 65 في المئة في جبيل، وفي قضاء المتن 58,24 في المئة، وفي قضاء الشوف 53,50 في المئة، وفي قضاء كسروان 62,80 في المئة، وفي قضاء عاليه 52 في المئة، وفي قضاء بعبدا 50,20 في المئة”.
أما جونية أم المعارك، فبدت ليل السبت عشية الانتخابات كأنها المعبر الى قصر بعبدا وسط “أخبار” وشائعات اختلط بعضها بالبعض الآخر. ففيما زار العماد ميشال عون مقر لائحة “كرامة جونية” داعماً اللائحة البلدية التي يرأسها الرئيس سابقاً للبلدية جوان حبيش، بث موقع الكتروني يعمل فريقه لمصلحة اللائحة، ان النائب سليمان فرنجية الذي يدعم اللائحة المناوئة حضر أيضاً الى جونية ومكث في زورقه في البحر، في ما بدا مواجهة بين المرشحين الرئاسيين، خصوصاً ان فرنجيه يدعم اللائحة الثانية وهو الذي أطل كسروانياً من منزل النائب السابق الداعم للائحة فريد هيكل الخازن. والقى عون كلمة هاجم فيها السيد جيلبير شاغوري من غير ان يسميه، متحدثاً عن متمول افريقي يدفع الاموال من غير ان يسجل أي عمل خيري في لبنان، غامزاً من قناة دعم الاخير للنائب فرنجية أيضاً.
وفي نتائج الانتخابات غير الرسمية: لائحة نبيل كحالة في سن الفيل المدعومة من الكتائب والنائب ميشال المر فازت بفارق كبير. لائحة العونيين في الحدت فازت برئاسة جورج عون. لائحة جان اسمر فازت في الحازمية. في عمشيت تقدم للائحة مدعومة من “التيار” و”القوات”. فازت لائحة نيكول أمين الجميل في بكفيا. فازت لائحة عادل بوحبيب في رومية. الى فوز محسوم لميرنا المر ابو شرف في بتغرين. لوائح ميشال المر فازت كاملة في وضبية وانطلياس وبيت مري وبرمانا وبعبدات وفي جل الديب كانت هناك مؤشرات لخرق بعضوين فقط بالاضافة الى لوائح التزكية المحسوبة على المر. رئاسة اتحاد بلديات المتن ستعود الى المر عبر ميرنا المر أبو شرف. فوز اللائحة المدعومة من الوزير السابق فريد هيكل الخازن والكتائب اللبنانية في غوسطا. فوز لائحة “التيار” و”القوات” في جعيتا. فوز اللائحة التي يرأسها شارل غفري في الدامور والمدعومة من حزب الكتائب. فوز اللائحة برئاسة أسطا أبو رجيلي في بحمدون. فوز لائحة قرار بعقلين المدعومة من جنبلاط-حمادة-ارسلان بـ14 مقعداً من 15 ولوائح المخاتير. فوز لائحة جورج سلامة في الفنار. فوز لائحة كارل زوين في يحشوش.
وبدا لافتاً تحقيق الكتائب كما النائب ميشال المر نتائج بارزة في عدد كبير من البلديات والمخاتير. وواقعياً خرجت كل القوى المسيحية الكبيرة بحصاد وافر من النتائج مما يعكس تسييساً مفرطاً للانتخابات التي بدت أقرب الى انتخابات نيابية بغلاف بلدي. والمحطتان الفاصلتان تبقيان في جونية ودير القمر اللتين اتخذت كل منهما طابعا متوهجاً. وحتى منتصف الليل كانت نتائج الفرز في جونية تشير الى تقارب بين اللائحتين، علماً ان ماكينتي الكتائب والعونيين تحدثتا عن تقدم لائحة حبيش فيما كانت نتائج فرز نحو نصف الصناديق تشير الى تقدم لائحة البواري ببضع مئات من الأصوات. اما في دير القمر فأشارت المعطيات ليلاً الى تقدم لائحة “القوات” و”التيار” على لائحة شمعون.
الحوار الاربعاء
في المقابل، أخذ الرئيس نبيه بري يصوب على الانتخابات النيابية المقبلة وامكان تقصير ولاية التمديد الثانية للمجلس والتي تنتهي في حزيران المقبل. وهو سيطرح هذا الموضوع للمناقشة مع المشاركين في طاولة الحوار بعد غد الاربعاء. ويردد ان ثمة اشارات ايجابية تلقاها من أكثر من جهة تؤيد اقتراحه إجراء الانتخابات على ان يسبقها انتاج قانون انتخاب عصري من غير ان تكون النسبية بعيدة من دوائره، وعلى أن يتعهد أركان طاولة الحوار أن ينتخب المجلس المنتخب المقبل رئيس الجمهورية. ولا يعارض بري الحصول على تواقيع من هؤلاء الأركان لتأكيد جدية هذه الخطوة وعدم التراجع عنها، لأن الحكومة في هذه الحال تكون مستقيلة، وهي التي تشرف على اجراء الاستحقاق النيابي حتى لو كان وفقاً لقانون الستين الطويل العمر الذي يبقى ساريا.
اللواء
بلديات جبل لبنان: الكتائب تحتفل وجونية تسقط خرافة المرشح الرئاسي القوي
برودة انتخابية في الضاحية والمرّ بيضة القبان في المتن والحريري في الأليزيه غداً
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “أرضت النتائج الأوّلية والنهائية، لعدد من البلديات الكبرى في جبل لبنان، القوى السياسة المعنية بها مباشرة، سواء في الشوف، حيث كرّس الحزب التقدمي الاشتراكي حضوره، وتمكن شارل غفري (الكتائب) من الحفاظ على رئاسة بلدية الدامور، فيما اللائحة المدعومة من النائب دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار واجهت صعوبات في دير القمر، في مواجهة اللائحة التي يدعمها تحالف التيار العوني و«القوات اللبنانية» مع حزبي الكتائب والتقدمي الاشتراكي بعنوان : «دير القمر بلدتي».
وفي الضاحية الجنوبية (قضاء بعبدا) حيث سجلت النسبة الأقل من المقترعين (بين 32 و36 في المائة) فوزاً غير مفاجئ للوائح حزب الله وحركة «أمل» و«التيار العوني»، في حين احتفظ الكتائبي المحسوب على النائب نديم الجميّل جان أسمر برئاسة البلدية في مواجهة خصومه من التحالف العوني – القواتي، كما احتفظ رئيس بلدية الحدث الحالي جورج أدوار عون بالرئاسة وخسارة خصمه أنطوان كرم المدعوم من «القوات اللبنانية» والكتائب والأحرار.
وفي الشويفات، سجل الفريق الأرسلاني تقدماً على صعيد المخاتير، من دون أن تكون قد توضحت ليلاً قدرته على حسم التنافس البلدي لمصلحته.
وإذا كانت عاليه المدينة فازت بالتزكية، فإن وزير الزراعة أكرم شهيّب اعترف بأن الحزب الاشتراكي أخفق في كسب عدد من البلديات على خلفية طغيان الاعتبارات العائلية على الاعتبارات الحزبية. وكشف النائب مروان حمادة عن فوز اللائحة المدعومة منه في بعقلين بـ14 عضواً من أصل 15.
والأهم أن النائب ميشال المرّ ثبّت قوته الانتخابية والسياسية في ساحل المتن الشمالي من الدكوانة إلى سن الفيل، وصولاً إلى أنطلياس وضبية وجل الديب والزلقا، صعوداً إلى بتغرين وبسكنتا وبكفيا التي فازت برئاسة بلديتها إبنة الرئيس إمين الجميّل السيدة نيكول.
أما بالنسبة لجونية التي وصفت بأنها «أم المعارك»، والتي امتحنت قوة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون على الاحتفاظ برئاسة بلديتها لمرشحه جوان حبيش، في مواجهة خصمه فؤاد البواري الذي ترأس لائحة «التجدّد» مدعوماً من رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام والنائبين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون مع «القوات اللبنانية» التي واجهت أزمة يتوقع محللون أن لا تمر بخير مع التيار العوني إذا ما أسفرت نتائج الفرز والنتائج الرسمية عن سقوط لائحة حبيش التي تعتبر هزيمة للتيار العوني في عقر داره، ومن شأن ذلك أن تترتب عليه نتائج سياسية تتصل بالانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية وسقوط نظرية المرشح القوي.
وأشارت ماكينات اللائحتين والأحزاب إلى «حبس أنفاس» وترقب وانتظارات مع إعلان نتائج فرز الصنادق، سواء للائحة حبيش أو بواري.
قراءة أولية
وبانتظار إعلان النتائج الرسمية والنهائية، فرضت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في أقضية جبل لبنان الستة، عمليات تقييم لا سيما لدى الأحزاب التي واجهت العائلات والزعامات التقليدية على امتداد مراكز الأقضية والبلدات الكبرى في منطقة مترامية قدّر عدد الناخبين فيها بأكثر من 400 ألف ناخب، وبنسبة اقتراع تخطت انتخابات العام 2010 التي تجاوزت الـ55 في المائة, من أصل 834،768 ناخباً:
1 – تمكن حزب الكتائب بالتحالف مع النائب ميشال المرّ من مواجهة تفاهم معراب في المتن، ساحلاً وجبلاً، واثبت النائب المرّ قدرته على الإمساك بقاعدة انتخابية على مدى العقود الأربعة بالتحالف مع حزب «الطاشناق» الذي آثر العمل ضمن اللوائح المدعومة من المرّ وفريقه.
2 – أثبت رؤساء البلديات من جبيل إلى سن الفيل والدكوانة والحدث والدامور وبلدات أخرى في جبيل وكسروان انهم يتمتعون بقدرات شعبية وانتخابية لا تحتاج إلى دعم الأحزاب بل تتفوق عليها.
3 – تختلف التفسيرات لحجم المشاركة الكثيفة في الانتخابات، حيث تجاوزت في جونية وكسروان الـ 62 في المائة، في حين تراوحت بين الضاحية الجنوبية والحدث والشوف بين 32 و55 في المائة.
ولعل من أبرز الأسباب حجم المنافسة والتدخل الحزبي والسياسي الناشط باعتبار ان رؤساء والأحزاب المسيحية كلهم اما مرشحون أو داعمون للبلديات، لا سيما في مراكز الأقضية مثل: دير القمر وبيت الدين والشويفات وجونية وجبيل الذي وصف رئيس بلديتها الحالي زياد حواط الانتخابات التي فرضتها مرشحة منفردة من حركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، بأنها كانت استفتاء رفع نسبة مؤيديه إلى ما لا يتجاوز الـ90 في المائة.
والعامل الثاني في هذه المعركة كان عامل المال، حيث تمّ العثور على حالات محددة وأحيل المتورطون بها إلى القضاء المختص.
4 – على أن الحدث الانتخابي الكبير كان في بلدية جونيه التي زارها النائب عون السبت داعماً لائحة مرشحه حبيش، وعازفاً على وتر إنفاق مال من شخصية جاءت من افريقيا (وهو يقصد الداعم للنائب سليمان فرنجية في معركة الرئاسة جيلبير شاغوري)، في محاولة منه لإثارة مشاعر الناخب وتحريضه على لائحة التجدد.
وبكل المعايير، وقبل إعلان النتيجة الرسمية، سواء فاز حبيش أم خصمه البواري، فان التقارب في الأصوات وتوزع أصوات الناخب الكسرواني في ما يمكن وصفه بالمناصفة، من شأنه في رأي مراقبين سقوط خرافة المرشح المسيحي القوي للرئاسة الأولى.
وكان من أهم النتائج أن لا نواب ولا زعماء مسيحيين أقوياء، كما دلت نتائج انتخابات البلديات في جبل لبنان المسيحي، من الشوف إلى جبيل وصولاً إلى كسروان والمتن وجرده.
5 – ليس حدثاً أن تتقدّم أو تفوز لوائح «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، لكن الحدث حجم الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها معارضو المحادل البلدية في قرى وبلدات المتن الجنوبي من الضاحية إلى بعبدا.
6 – أما في الإقليم فسجلت الانتخابات حضور العائلات، في وقت كان الدعم الحزبي يتراجع، لا سيما في شحيم وبرجا التي واجهت لائحة «الجماعة الاسلامية» اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي.
7 – يسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق والعاملين في الوزارة من أجهزة أمنية إدارة متقدمة للعملية الانتخابية، حيث انتقل الوزير من الاقليم والضاحية فبعبدا وجونيه للاشراف ميدانياً على سير العمليات الانتخابية، وإعطاء ما يلزم من توجهات للمحافظ والقائمقامين لمعالجة الشكاوى، وملاحقة الذين تسببوا ببعض الإشكالات، سواء الأمنية أو الإدارية أو المالية، مع التأكيد على فوز 474 بلدية بالتزكية و310 مخاتير، في محافظة جبل لبنان.
وليلاً، احتفلت البلديات الفائزة بنجاحها، وكان من اللافت مشاركة رئيس الكتائب النائب سامي الجميل باحتفال لائحة نبيل كحالة الفائزة ببلدية سن الفيل.
سياسياً، تابع الرئيس تمام سلام سير العملية الديمقراطية، على حدّ تعبيره، مشيداً بجهود الوزير المشنوق. وقال سلام لـ«اللواء» أن أهم ما يمكن النظر إليه رغم بعض الشكاوى والانتقادات حصول هذه الانتخابات وبنسبة نجاح مرتفعة جداً، آملاً ان تنسحب هذه الانتخابات على اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية، وأن تتبع بالدعوة لاجراء الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن.
الحريري في الأليزيه
وهذه العملية الكبيرة التي يمكن اعتبارها انها انجزت انتخاب نصف بلديات ومخاتير لبنان بديمقراطية وبأجواء أمنية جيدة، ستكون على جدول اللقاء بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري الذي انتقل من اسطنبول ليل السبت، حيث حضر عقد قران ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى باريس، وانضم اليه لاحقاً مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره النائب السابق غطاس خوري.
البناء
فيينا ستقرّر مصير التفاهم الروسي ـ الأميركي وعلاقة تركيا والسعودية بـ«النصرة»
جبل لبنان أسقط تفاهم التيار والقوات… وجونية أصابته بالضربة القاضية
«القومي» يكرّس مكانته في الجبل… وتصدّع «المستقبل» على أبواب الشمال
صحيفة البناء كتبت تقول “غداً سيلتقي وزراء خارجية الدول السبع عشرة المشاركة في دعم مسار الهدنة والتسوية في سوريا، وسيتقرّر مصير التفاهم الروسي الأميركي القائم على معادلة الفصل بين مواصلة الحرب على جبهة النصرة، ومسار الهدنة مع الجماعات المسلّحة المنضوية في جماعة الرياض، خصوصاً جيش الإسلام وأحرار الشام، وتقديم مكاسب سياسية لهذه الجماعات بالتغاضي عن طلبات تصنيفها على لوائح الإرهاب، وعن وجوده في محادثات جنيف، وتوفير فرص الهدنة وميزاتها لمناطق سيطرة هذه الجماعات، وبالمقابل تقديم مكاسب أوسع لجماعة الرياض بحصر الوفد المفاوض بها، ومنحها فرصة القول إنها أضافت لأحكام الهدنة تحييد المناطق السكنية والمدنيين والبنى التحتية، ودعوة تركيا وروسيا للوقوف على ضفة التسوية بدلاً من ضفة الحرب، ومعلوم أن السير بالتفاهم الروسي الأميركي من جانب تركيا وروسيا سيشكل نجاحاً للقاء فيينا ويفتح باب السير بأحكام الهدنة مجدداً والعودة إلى محادثات جنيف.
فشل فيينا بالحديث عن تعقيدات تحول دون تطبيق التفاهم الروسي الأميركي، بسبب تداخل مواقع النصرة والجماعات المنضوية في جماعة الرياض، سيعني سقوط الهدنة وجنيف معاً، ودخول مسار فيينا كله في مأزق، وتحويل التفاهم الروسي الأميركي إلى حبر وورق، والخيار الصعب في فيينا هو بين أن تخرج واشنطن وموسكو بفشل واضح أو أن تخرج أنقرة والرياض بخسارة واضحة، والتوفيق بين الخيارين يستدعي القبول الروسي باحتيال على التفاهم يُفرغه من مضمونه وهو ما تقول مصادر إعلامية روسية أنه غير وارد الحدوث، لأنه يعني عملياً منح جبهة النصرة شرعية إمارتها شمال سوريا ومنح تركيا فرصة تكريس الكانتون الخاضع لسيطرتها قرب الحدود مع سوريا، والنتيجة واحدة وهي تكريس تجذّر الإرهاب في سوريا وتعبيد الطريق لتقسيمها. وهذه خطوط حمراء في مفهوم الأمن القومي الروسي، وما تم التوصل إليه في التفاهم الروسي الأميركي هو بالنسبة لموسكو آخر ما يمكن القبول به من تسويات، خصوصاً بالتغاضي عن جيش الإسلام وأحرار الشام وحسم مصيرهما في ضوء سلوك كل منهما تجاه جبهة النصرة وقبول الخروج من مناطق سيطرتها.
بحصيلة فيينا ستكون حرب إدلب بوجه النصرة، بصورة تستعيد مشهد ومناخات حرب تدمر، وتحت سقف الهدنة والمسار السياسي للتسوية، أو ستكون حرب شمال سوريا من حلب وأريافها حتى ريف اللاذقية وريف حماة وحمص وغوطة دمشق مع السقوط المدوّي للهدنة وجنيف معاً.
قبيل نتائج فيينا حسم حزب الله نتائج التحقيق في تفاصيل اغتيال الشهيد القيادي في المقاومة مصطفى بدر الدين، بالإعلان أن الانفجار الذي أودى بحياة بدر الدين ناجم عن قذيفة مدفعية مصدرها مناطق خاضعة لسيطرة الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة.
بانتظار فيينا وإطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل شهد لبنان الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان، حيث كانت المشاركة الكثيفة هي ما ميّز هذه الانتخابات، إضافة لخلط أوراق سياسي واسع مع مبالغة في الحديث عن مواجهة بين الأحزاب والعائلات، أو لوائح تحمل اسم المجتمع المدني، لتعيد الانتخابات تظهير الأوزان الحقيقية في المناطق المعروفة بالنفوذ التقليدي لللاعبين الكبار، كحال بلديات الضاحية الجنوبية مع تحالف حركة أمل وحزب الله، ومكانة التيار الوطني الحر في الحدث وبلدات مشابهة، وزعامة الرئيس ميشال المر في المتن، والمكانة الخاصة للحزب السوري القومي الاجتماعي في العديد من بلدات أقضية المتن وبعبدا وعاليه ومدنها، بينما جدّد النائب وليد جنبلاط زعامته في الشوف، وخسر إمساكه بقرار إقليم الخروب، وأظهر حزب الكتائب وجوده في مناطق من قضاءي بعبدا والمتن.
الخاسر الرئيسي كان التحالف الذي أعلن حديثاً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والذي تعرض لامتحان حقيقي في انتخابات جبل لبنان تكفّلت بإطاحة نتائج زحلة التي منحت هذا التحالف بريقاً إضافياً، تكفلت انتخابات بلدية جونيه بإطاحته، حيث المنافسة بين اللائحتين المتقابلتين جدّدت مناخات المواجهة بين التيار والقوات.
سياسياً، تبدو انتخابات الشمال محور الجذب للأسبوع المقبل، حيث يظهر عجز تيار المستقبل عن التماسك في طرابلس وترجمة التفاهمات التي يسعى إليها مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي، بعدما خرج النائب سمير الجسر من هذا التفاهم، ويخوض الوزير أشرف ريفي معركة إسقاطه، بينما كان لافتاً كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن فوارق بين الانتخابات البلدية والانتخابات النيابية لا تسمح بالقول أن إجراء واحدة تعني إمكانية إجراء الثانية.
انتخابات جبل لبنان معارك شرسة
تختلف الانتخابات البلدية في جبل لبنان على بقية البلدات في المحافظات الأربع الأخرى، حيث بلغت «نسبة التصويت في جبل لبنان 56 في المئة من الناخبين، ففي جبيل 65 في المئة، وفي قضاء المتن 58,24 في المئة وفي قضاء الشوف 53,50 في المئة، وفي قضاء كسروان 62,80 في المئة وفي قضاء عاليه 52 في المئة وفي قضاء بعبدا 50,20 في المئة».
تميّزت انتخابات جبل لبنان بالهدوء، رغم المعارك الشرسة، فكان لهذه الانتخابات نكهة خاصة سواء لجهة التسويات بين الأحزاب الأساسية في بعض البلدات، أو لجهة المعارك في بلدات أخرى. وشهدت انتخابات بلدية سن الفيل دعم حزب القوات والتيار الوطني الحر للائحة «سن الفيل بتجمعنا» ضد لائحة الرئيس الحالي للبلدية رئيس لائحة «نعم نحو الأفضل» نبيل كحالة التي فازت في انتخابات البلدية أمس، بحسب النتائج الأولية وهي مدعومة من الكتائب والنائب ميشال المر. وفرزت انتخابات بلدية جونية التحالفات من جديد، حيث دعم التيار الوطني الحر وحزب الكتائب لائحة «كرامة جونية» برئاسة جوان حبيش، في المقابل ترك وقوف القواتيين إلى جانب اللائحة المدعومة من النائبين السابقين منصور البون وفريد هيكل الخازن ونعمة افرام. وكذلك الحال في الحدث حيث خاض حزب القوات مواجهة قوية ضد التيار الوطني الحر، إضافة إلى وقوف عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب ضد «التيار الوطني الحر» في بعبدات والنائب نبيل نقولا ضد لائحة التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي في جل الديب حيث دعم نقولا لائحة النائب ميشال المر.
يبدو أن معركة جونية ستكون الأقوى في المحافظات كلها على صعيد الانتخابات البلدية لما لهذه المعركة من تداعيات وانعكاسات على الانتخابات النيابية والرئاسية، حيث يعتبر فوز التيار الوطني الحر فيها مكسباً كبيراً للجنرال عون على الصعيد النيابي وعلى الصعيد الرئاسي. وتشير مصادر مطلعة لـ البناء» إلى أن تجنّب القوات اللبنانية دعم لائحة جوان حبيش في جونية يأتي في سياق عدم تكريس شرعية التيار الوطني الحر في جونية التي تضم 120 ألف مسيحي.
أما مدينة جبيل، فشهدت مواجهة بين لائحة «جبيل أحلى» المدعومة من الأحزاب ما عدا التيار الوطني الحر من جهة وسيدة منفردة هي كلود مرجة مدعومة من حركة «مواطنون ومواطنات». فيما شهدت عمشيت معركة حادة بين 3 لوائح «عمشيت بيتي» المدعومة من القوات والتيار، «سوا لعمشيت أفضل» المدعومة من حزب الكتائب، و»اللقاء العمشيتي» المدعومة من المستقلين.
اتحاد بلديات المتن للمر!
وفي المتن الشمالي بات محسوماً أن اتحاد بلديات المتن سيكون من حصة النائب ميشال المر بعدما فاز عدد من البلديات المتنية بالتزكية ومعروف عن رؤسائها تأييدهم خط المر السياسي. وكان نجح تحالف الأحزاب من التيار الوطني الحر، الحزب السوري القومي الاجتماعي، النائب ميشال المر، حزب الكتائب، والعائلات في تحقيق التوافق في عدد من البلدات والقرى المتنية، حيث فازت بالتزكية بلديات بتغرين، مجدل ترشيش، برج حمود، زرعون، الدكوانة، الجديدة، البوشرية السد، الرابية، الغابة، المنصورية، برمانا، مار شعيا، ديك المحدي، زكريت. وفازت بشبه تزكية بلديات العطشانة، الزلقا، عيرون، بياقوت، قرنة شهوان، قنابة، برمانا مارموسى، الدوار، بكفيا.
وأكد المر أنه «لا يتمرجل على أحد» ولا نريد أن نقوى على المارونية. ولفت إلى أن «القاعدة السياسية التي نركز عليها في المتن منذ 40 سنة تقوى وتزيد»، معتبراً أن «من ربح في الانتخابات البلدية سوف يربح في الانتخابات النيابية واللوائح التي يدعمها متقدمة في معظم قرى المتن»، لافتا إلى ان «رئاسة الجمهورية تتعلق بالوضع الدولي والإقليمي وليس لها علاقة بالانتخابات النيابية والبلدية».
في الخنشارة، حصلت المعركة الانتخابية بين ثلاث لوائح. لائحة مدعومة من القومي والكتائب والعائلات برئاسة كمال سماحة، فيما دعمت القوات لائحة ثانية برئاسة أسعد رياشي، ودعم التيار الوطني الحر لائحة ثالثة برئاسة انيس سماحة، بعدما كان القومي دعا إلى توافق على أساس برنامج عمل والكفاءة وقطع شوطاً كبيراً غير ان كلاً من العونيين والقواتيين اختار لأسباب أبعد من الخنشارة عدم التوافق.
ومساء أفادت الماكينة الانتخابية للحزب السوري القومي الاجتماعي عن فوز كل من لوائح البلدية المدعومة منه في ضهور الشوير وعين السنديانة، رومية، انطلياس، الزلقا في المتن الشمالي، سرحمول، كفرحيم، شملان، المشرفة والمخاتير المدعومين من اللائحة. وكذلك فازت في مدينة عالية اللائحة البلدية المدعومة من القومي.
التنمية والوفاء للغبيري
وفي قضاء بعبدا فازت لائحة جورج عون في الحدث بكامل اعضائها، حسب ماكينة التيار الوطني الحر. وأظهرت النتائج الأولية غير النهائية للانتخابات البلدية في الحازمية فوز لائحة «الحوار والقرار» بكامل أعضائها برئاسة رئيس البلدية الحالي جان الأسمر. وفازت لائحة «عاريا حلوة» المدعومة من القوات اللبنانية في عاريا، وخسرت لائحة «عاريا للكل». أما في الغبيري فتقدمت لائحة «التنمية والوفاء» على منافستها «الغبيري للجميع» بفارق يزيد على 2300 صوت.
تقدُّم لأرسلان في الشويفات
وفيما تقدمت لائحة قرار العائلات المدعومة من رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان في الشويفات، علمت «البناء» من مسؤول الماكينة الانتخابية للحزب الديمقراطي في الشويفات أن «الحزب الديمقراطي حصد 8 مخاتير من أصل 9 والمختار التاسع الفائز هو وليد حيدر غير مدعوم من الحزب»، وشدّد على أن «أجواء الانتخاب كانت إيجابية ولم يتخللها أي إشكالات أمنية أو مخالفات قانونية في عملية الاقتراع، مرجحاً «فوز لائحة قرار الشويفات التي يدعمها الحزب الديمقراطي على لائحة «الشويفات مدينتي» المدعومة من الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي والمجتمع المدني وتحدث عن نسبة اقتراع جيدة وصلت إلى 41 في المئة».
وقال مستشار النائب طلال أرسلان الدكتور سيلم حمادة لـ«البناء» إن «الشويفات اليوم انتخبت لعائلات الشويفات والنتائج ستعكس إرادة عائلات الشويفات التي قدمت برنامجاً إنمائياً يضم العائلات كلها.
وأعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ المشاركة كانت معقولة في انتخابات جبل لبنان والوضع الأمني ممسوك والإشكالات التي حصلت محدودة، مشدداً على أنّ «لبنان يحتاج الآن إلى رئيس للجمهورية وليس إلى انتخابات نيابية وأي كلام آخر يعني الدخول في المجهول».
اغتيال بدر الدين محطّ متابعة
وعلى رغم الانشغال المحلي بالانتخابات البلدية، إلا أن اغتيال القائد السيد مصطفى بدر الدين بقي محط متابعة ومراقبة بعد أن حسم حزب الله طبيعة الاغتيال والجهة المنفذة من خلال قصف صاروخي للجماعات التكفيرية على مركز لحزب الله، بالقرب من مطار دمشق الدولي، حيث كان يتواجد الشهيد بدر الدين. بينما تترقب الأوساط الأمنية والسياسية كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل في احتفال تأبيني لبدر الدين في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية.
وكان حزب الله قد أصدر بياناً أكد فيه أن «التحقيقات الجارية لدينا أثبتت أن الانفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، والذي أدى إلى أن استشهاد بدر الدين، ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة. إن نتيجة التحقيق ستزيد من عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواصلة القتال ضد هذه العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها وهذه هي أمنية وآمال شهيدنا العزيز السيد «ذو الفقار» ووصيته لإخوانه المجاهدين. وهي معركة واحدة ضد المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة الذي بات الإرهابيون التكفيريون يمثلون رأس حربته وجبهته الأمامية في العدوان على الأمة ومقاومتها ومجاهديها ومقدساتها وشعوبها الحرة الشريفة».
«الموساد» زوّد الإرهابيين بالمعلومات
وقالت مصادر عسكرية لـ«البناء» إن «إطلاق التكفيريين الصواريخ على مركز حزب الله يعني أنهم متأكدون من وجود بدر الدين في المركز»، مرجحة أن «تكون «إسرائيل» قد زوّدت المجموعات الإرهابية التي نفذت الاغتيال بالمعلومات الدقيقة حول حركة بدر الدين الذي كان تحت الرصد والمتابعة الدقيقة على مدى 20 عاماً من قبل الموساد «الإسرائيلي» وأجهزة استخبارية أخرى، وبالتالي هذا الاغتيال تمّ في إطار التنسيق بين الاستخبارات «الإسرائيلية» والتركية والخليجية وتركيزها على الجبهة السورية وكانت المجموعات الإرهابية مجرد أداة تنفيذية».
وشددت المصادر على أن «حزب الله لن يخرج من سورية مهما بلغت التضحيات والظروف لأسباب عدة مرتبطة بأمن المقاومة وأمن لبنان ومكافحة الإرهاب في سورية. وهو يملك بدائل للقيادي بدر الدين الذي كما تفوق على رفيقه الشهيد عماد مغنية سيتفوّق قادة آخرون على بدر الدين الذي يملك كفاءة قتالية عالية جداً وخبرة واسعة في إدارة العمليات. وهو الذي وضع استراتيجيات جديدة لمواجهة إسرائيل والتكفيريين معاً وخلق حالة من الردع مع إسرائيل في الجنوب وابتداع طرق ووسائل لضرب أهداف في قلب إسرائيل ودخول رجال حزب الله إلى الجليل». ورجّحت المصادر أن تكون الغوطة الشرقية مصدر انطلاق الصواريخ التي استهدفت مركز حزب الله، لأنها تعتبر المنطقة الأكثر وجوداً للجماعات الإرهابية في ريف دمشق». وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني إلى أن «الشهيد بدر الدين صرف عمره في النضال ضد الصهاينة والتيارات التكفيرية والإرهابية». محذراً من أن «الأوضاع في المنطقة بأنها مضطربة، وأن الفوضى في المنطقة اليوم لا سابقة لها في القرن الأخير».
الحريري إلى باريس
على صعيد آخر، غادر الرئيس سعد الحريري بيروت متوجهاً إلى باريس بحسب مصادر إعلامية على أن يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء المقبل.
ويذكر أن النائب وليد جنبلاط كان قد زار باريس منذ أيام.
وقالت مصادر سياسية لـ«البناء» إن «زيارات عدد من المسؤولين باريس تأتي في إطار الجهود الفرنسية لانتخاب رئيس للجمهورية وتحاول فرنسا استشكاف مواقف القوى السياسية لانتخاب رئيس على سنتين إلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أبلغ الفرنسيين رفض القوى السياسية لذلك، فاستدعى الفرنسيون جنبلاط إلى باريس للتحدث معه في هذا الشأن، كما بعثوا برسالة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري لسؤاله عن سبب رفض القوى السياسية انتخاب رئيس لسنتين إلا أن بري لم يرد على الرسالة».
ونفت مصادر نيابية مستقبلية مطلعة علمها بزيارة الحريري إلى باريس، وشددت على أن «تيار المستقبل رفض ويرفض مبادرة انتخاب رئيس لمدة سنتين»، واعتبرت أن ذلك مخالفة للدستور وبالتالي تحتاج إلى اجتماع المجلس النيابي بأغلبية الثلثين لتعديل الدستور. وفي هذه الحالة يمكنه انتخاب رئيس، فلماذا نعدّل الدستور؟
وشدّدت على أنها «ترفض انتخاب العماد عون رئيساً لمدة سنتين ولا حتى لمدة ساعتين»، مشدّدة على أن «المستقبل لا يزال مرشحه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، لكن نتمنى عليه النزول إلى المجلس»، وأكدت ان «التواصل دائم بين الحريري وفرنجية، لكن لا معطيات جديدة تؤشر إلى انتخاب رئيس، وبالتالي حل الملف الرئاسي سيطول».
المصارف: نلتزم بالقوانين اللبنانية والدولية
في غضون ذلك، تستكمل الولايات المتحدة حربها على حزب الله على الصعيد المالي، فأكدت جمعية مصارف لبنان، أن «التزام المصارف بالقوانين اللبنانية والمتطلبات الدولية بما فيها تطبيق العقوبات، هو من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه وعلى مصلحة كل المواطنين والمتعاملين مع المصارف»، موضحة أن «مصارف لبنان تتواجد في 33 بلداً، وتعمل في ظل نظام العولمة المالية وتحترم كل متطلباته».
العقوبات قرار سياسي بامتياز
وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إن «العقوبات المالية الأميركية على حزب الله هو قرار سياسي بامتياز ومعالجته تكون بالاتصالات السياسية مع المسؤولين الأميركيين السياسيين والماليين، لأن العقوبات تطال السيادة اللبنانية لا سيما أنها تشمل حسابات بعض الأشخاص والشركات بكل العملات ومنها الليرة اللبنانية، كما أنها تطال مدفوعات الدولة ومن ضمنها رواتب النواب».
ودعت الحكومة أن تسأل المسؤولين الأميركيين: هل فعلاً الولايات المتحدة تريد الاستقرار الاجتماعي والنقدي والاقتصادي في لبنان؟ وهل تريد منع الدولة من القيام بواجباتها في تسديد مدفوعاتها؟ وهل تريد المسّ بالسيادة اللبنانية؟
وعن قرار نقابة المصارف أوضحت المصادر أنه «بعد تجربة البنك الكندي تشكّل خوف وقلق لدى معظم المصارف من تكرار ذلك، فعمدت إلى الاستجابة لتعاميم مصرف لبنان واتخاذ إجراءات عشوائية ومبالغ فيها لحماية نفسها من أي عقوبات دولية مالية تؤدي إلى إفلاسها وبالتالي إلى إقفالها».
وأوضحت أن «الحل هو بأن يفرض مصرف لبنان رقابة مسبقة على العمليات والحسابات المالية وليس رقابة لاحقة، وذلك ليحدّ من العمليات الاستنسابية والعشوائية التي قد تطال اسماء ومؤسسات لا علاقة لها بحزب الله، لان التعميم يعطي المصارف الحرية المطلقة بالتعامل مع المراسيم التطبيقية للقانون».
وشددت على أن «إصدار التعاميم من صلاحيات الحاكم، لأنه موضوع نقدي، وذلك لحماية النقد الوطني. لكن الأمر يفترض على السلطة السياسية التدخل في إطار حماية السيادة الوطنية والحد من أضرار الإجراءات العشوائية، لأنه قانون عقوبات سياسي يفترض التدخل».
المصدر: صحف