أعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند الإثنين أن بلادها ستطرح موضوع حماية البيئة في صلب إعادة التفاوض على بنود اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) التي تبدأ الأربعاء.
ومن المتوقع أن يتم تعديل هذا الاتفاق المبرم قبل 23 عاما بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة بعد إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سعيا منه لحماية وظائف الأميركيين التي انتقلت بصورة رئيسية إلى المكسيك على حد قوله.
وقالت فريلاند الإثنين من أوتاوا أنه خلال هذه المفاوضات “يجب تجنب جعل الآخر كبش محرقة”. ورأت أن الصيغة الجديدة من الاتفاق يجب أن تضمن أنه “لا يمكن لأي دولة من أعضاء نافتا الحد من مستوى حماية البيئة بهدف جذب الاستثمارات” وأن الجميع “يدعمون بالكامل الجهود الرامية إلى التصدي للتغير المناخي”.
وتعتبر تصريحات الوزيرة الكندية بمثابة انذار مباشر للأميركيين، وأعلن ترامب في الاول من حزيران/يونيو انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس الهادف الى الحد من الاحتباس الحراري والذي وقعه 195 بلدا في كانون الاول/ديسمبر 2015 في العاصمة الفرنسية.
وأشارت فريلاند إلى أن كندا تريد أن تستوحي من الأفكار “التقدمية” المدرجة في الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل (سيتا) الموقع مع الاتحاد الاوروبي والذي يدخل حيز التنفيذ في 21 أيلول/سبتمبر، وخصوصا في موضوع البيئة.
وحذرت الوزيرة من أن المفاوضات قد تشهد لحظات صعبة مشيرة الى تجربتها الشخصية خلال مفاوضات “سيتا” التي كادت أن تنهار في اللحظة الأخيرة. وقالت ان كندا تتوجه إلى واشنطن لخوض محادثات مع شركائها الأميركيين والمكسيكيين، متبنية موقفا بناء وحازم في آن، معتبرة أن “اللياقة والقوة ليسا متناقضين”.
وتسعى كندا الى تضمين صيغة الاتفاق الجديدة بنودا تتعلق بحماية العمال والمساواة بين الرجل والمرأة وحقوق السكان الأصليين وآلية أفضل للتسوية الخلافات بين المستثمرين والدول. وأضافت الوزيرة أن “عددا كبيرا من العمال يشعرون بأنهم مهمشون في الاقتصاد العالمي في القرن الواحد والعشرين وبالتالي صوتوا على التخلي عن الرؤية الليبرالية الحديثة للتجارة والنمو والانفتاح على العالم”.
وحذرت بأن “هذه المفاوضات تأتي في وقت خطير وله عواقب جسيمة بالنسبة الينا جميعا”، موضحة أنها “متفائلة في ما يخص النتيجة النهائية”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية