اعتبر النائب السابق اميل لحود في بيان أن “كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن زيارة وزراء لبنانيين الى سوريا، وقبله موقفه الرافض للتنسيق مع الحكومة السورية لعودة النازحين الى بلدهم وإعلان عدم انسجامه مع توجهات الحكومة بهذا الشأن، يحتمون عليه استقالة وزرائه فيرتاح من كثرة الكلام والاعتراضات ويريحنا من سماع مواقفه الشعبوية المبنية، كما دوما، على رهانات خاطئة، على طريقة الناس راجعة من الحج”.
ولفت الى أن “جعجع اعتاد مع آخرين على المشاركة في الحكم والاستفادة من مواقع في السلطة وممارسة المعارضة في آن، علما أن التناقض ليس غريبا عن سلوكه السياسي، هو الذي يجمع بين شعارات الحفاظ على أمن المجتمع المسيحي والتحالف مع دول خليجية تدعم منظمات إرهابية مثل داعش والنصرة، التي من بين أهدافها القضاء على المسيحيين، خصوصا في هذا الشرق، وأصدق مثال على ذلك ما مارسته في العراق وسوريا وقتل رجال الدين وخطف المطرانين وتهجير المسيحيين وتدمير أديرتهم وكنائسهم وآثارهم”.
أضاف “التناقض نفسه حاضر أيضا في حرص جعجع على عدم تدخل دول في الشأن اللبناني الداخلي، في حين يصر على الزج بالأمم المتحدة في الكثير من الشؤون التي يمكن أن تتولى الحكومة اللبنانية معالجتها بنفسها”، مشيرا الى أن “جعجع يتناسى أن الأمم المتحدة تعترف بالدولة السورية وتتعاطى معها، فكفاه لعب دور الملكي أكثر من الملك، وهو واحد من أدوار كثيرة لا تليق به”.
وتابع “لا ننسى أن جعجع ترأس وفدا للتعزية بوفاة المرحوم باسل الأسد في العام 1994، وشارك في أولى حكومات بعد الطائف، وكان شريكا في هذا الاتفاق، كما لا ننسى سجله الطويل والحافل حربا، أيضا تحت شعار حماية المناطق المسيحية، والتي دفع المسيحيون الثمن الأكبر فيها، من دون أن ننسى أيضا ما ارتكبه بحق الجيش اللبناني وعسكرييه، وهذا كله لا يمحوه عفو ولا اتفاق، بل هو ثابت في وجدان من دفع دما أو إعاقة وترمل وتيتم وهجر وعذب”.
ولفت لحود الى أن “الغريب في السجال القائم منذ فترة في لبنان حول التنسيق مع سوريا أن أحدا لا يسأل عن موقف الدولة السورية وما إذا كانت مستعدة حقا للحوار مع بعض من ينتمون الى طبقة سياسية تضم الكثير من الزاحفين السابقين على طريق دمشق، وهم صنعوا مجدا سياسيا وماليا نتيجة ذلك، قبل أن يتحولوا الى سياديين جدد، وبعضهم يزحف اليوم مساحات أطول نحو الخليج، ومن شب على الزحف شاب عليه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام