لماذا يحصل الانسجام بين بعض الأشقاء في حين تتسم علاقة البعض الآخر منهم بالعداوة؟
في الحقيقة، يمكن أن يكون للجنس دور في ذلك. فقد توصلت دراسة جديدة إلى أن معظم الرجال صرحوا بوجود تنافس بين الأشقاء في مرحلة الطفولة، أكثر من النساء. ومع ذلك، حسب رأي الباحثين، يبدو أن هذه الاختلافات تتلاشى مع سن البلوغ.
افترضت مؤلفة الدراسة، هيلاري مردوك، التي قامت بإجراء البحث عندما كانت تدرس علم النفس في كلية أولبرايت في ولاية بنسلفانيا، وجود تنافس أكبر بين الأشقاء من نفس الجنس. لكن الدراسة أظهرت أنه لا يبدو أن تماثل الجنس أو اختلافه بين الأشقاء له تأثير على علاقتهم، بحسب موقع Live Science.
في المقابل، أخبرت مردوك Live Science أن الجنس بقي عاملاً بارزاً في الدراسة، إذ أن الذكور الذين شملهم الاستطلاع شعروا بتنافس أكبر في صغرهم مقارنة بالنساء. وقد ذكرت مردوك هذه النتائج خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لعلم النفس.
وفي إطار هذه الدراسة، قام الباحثون بإجراء استطلاع رأي حوالي 120 شخصاً بالغاً، أمضوا طفولتهم في نفس المنزل مع شقيق أو أكثر، في 18 ولاية أميركية مختلفة. وقد تراوحت أعمار المشاركين بين 20 و78سنة.
وفي مرحلة من الدراسة، طُلب من المشاركين تقييم علاقتهم بأشقائهم في مرحلة الطفولة، وفقاً لمقياس يتراوح بين 1 و10، أي بين الانسجام والتنافس.
مقارنة مع النساء، أفاد الرجال أن علاقتهم مع أشقائهم في مرحلة الطفولة تميزت بطابع تنافسي أكثر. وفي المتوسط، قام الرجال بتقييم علاقتهم مع أشقائهم بدرجة 5.2 حسب المقياس، في حين أن متوسط تقييم النساء بلغ 4.8. ولكن، أفادت مردوك أنه لا وجود لسبب واضح لهذا الاختلاف بين الرجال والنساء.
وفي هذا الشأن، يبدو أن الآباء يلعبون دوراً في مدى انسجام الأشقاء مع بعضهم البعض. فعلى سبيل المثال، أفاد بعض المشاركين، الذين لديهم علاقات مقربة مع أشقائهم، أن آباءهم يثنون على جميع الأبناء ولا يشجعون التنافس بينهم. ولكن تحريض الآباء الأشقاء على بعضهم البعض من خلال تشجيع روح المنافسة، أو إقامة المقارنة بينهم، يخلق مزيداً من التنافس الحاد.
علاوة على ذلك، طلب من المشاركين في الدراسة تقييم علاقتهم بأشقائهم كبالغين. وقد صرح الرجال والنساء على حد السواء أنهم يتمتعون بعلاقة مقربة مع أشقائهم. كما صرح العديد من المشاركين أنهم كلما تقدموا في السن شعروا بمدى قرب علاقتهم بأشقائهم. وفي بعض الأحيان، ساهم موت أحد الأبوين في مساعدة الأشقاء على الانسجام في مرحلة الطفولة.
من جانب آخر، تضمنت الدراسة أيضاً أسئلة حول التجارب التي مر بها المشاركون خلال الطفولة بما في ذلك طلاق الأبوين، أو التعرض إلى سوء المعاملة من طرفهما. وقد توصل الباحثون إلى أن هذه الأحداث تساعد الأشقاء في كثير من الأحيان على التقرب من بعضهم البعض.
في المقابل، أشارت مردوك إلى أن حدود الدراسة تتمثل في امتناع بعض الأشخاص عن المشاركة في الدراسة بسبب وجود نوع خاص من التنافس في علاقتهم بأشقائهم. وبالتالي، يمكن أن يشوب نوع من الانحياز النتائج ويجعلها لصالح الأشقاء الذين يتمتعون بعلاقة أفضل مع أشقائهم. فضلاً عن ذلك، أفادت مردوك أن الناس كانوا يخشون ملء استمارة الاستطلاع لأن ذلك قد يثير عواطفهم بشكل كبير.
ويذكر أيضاً، الكاتب كريستوفر بولاس، مؤلف كتاب “The Shadow of the Object”، أن الأباء النرجسيين قد يزيدون صفات العناد والتعنت عند أبنائهم، بحسب النسخة الأميركية لـ”هاف بوست”.
ويوضح بولاس أن رد فعل الأطفال المجازفين والأكثر جرأة تجاه الآباء النرجسيين، قد يكون التخلّي بشكلٍ تامّ عن العواطف، معتقدين أنّه ليس ثمّة من يمكن الوثوق به أو الاعتماد عليه. فإذا كان التعنّت والعناد من صفات وطباع الابن، فإن تعرضه للتجاهل وسوء معاملة من جانب الآباء النرجسيّين، من المرجح أن ينتهي الأمر بهؤلاء الأبناء بأن يكونوا نرجسيين أيضاً.
المصدر: هافينغتون بوست