اعلن موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن اعتماده مؤخراً وبشكل كامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً تقنيات الشبكات العصبية الموجودة في الدماغ البشري، لتشغيل ميزة الترجمة لديها.
وهذه الميزة تعمل على إظهار ترجمة تلقائية لأي نص يطلب المستخدم ترجمته من أي لغة أخرى مختلفة عن لغته الأم، بينما كانت ميزة الترجمة تعتمد سابقاً على مجموعة من التكنولوجيات، بما في ذلك أيضاً النماذج القديمة للترجمات الآلية المعتمدة على ترجمة العبارات.
ولاحظ خوان ميغيل بينو وألكسندر سيدوروف ونيسيب فازيل إيان من شركة “فيسبوك” أن الترجمة الآلية المعتمدة على العبارات لا تعمل بشكل جيد عند الترجمة بين اللغات التي ترتب الكلمات بطرق مختلفة جداً، وذلك لأن هذه التقنية تعتمد على تقسيم الجمل إلى عبارات، في حين أن نموذج الشبكة العصبية يجعل من الممكن مراعاة السياق الكامل للجملة المصدر وكل ما تم إنشاؤه حتى الآن من أجل خلق ترجمة أكثر دقة.
ويعمل “فيسبوك” على تغيير كيفية ترجمة النصوص الموجودة في مشاركات وتعليقات المستخدمين، بحيث أن الترجمات يجب أن تكون أكثر دقة إلى حد ما مستقبلاً، بحيث تعتبر الشبكات العصبية بمثابة نظام حوسبة يحاكي الطبيعة المترابطة والمرنة بشكل كبير للعقل البيولوجي من أجل التفكير بطريقة مماثلة لطريقة تفكيرنا البشرية.
كما أنها تعتبر مفيدة جداً في إمكانيات التعرف على الصور والكلام وغيرها من التطبيقات، مما يجعلها توفر نتائج أفضل من حيث تدريب النظام لنفسه للتعلم مقارنة بعملية قولبة النظام من خلال تزويده بقواعد محددة، كما تستعمل “غوغل” الشبكات العصبية لتشغيل بعض الترجمات الآلية في خدمتها للترجمة.
ويمكن للشبكات العصبية التعامل مع كلمات غير معروفة بشكل أفضل من الأنظمة الأخرى، ويمكن أن تولد ترجمة بسرعة أكبر، وتعتبر إمكانيات تقنيات الذكاء الصناعي الوليدة على فهم السياق أمر حاسهم لآمال شركات مثل “فيسبوك” و”غوغل” و”مايكروسوفت” و”أمازون” و”آبل” فيما يخص بناء مساعدين افتراضيين وروبوتات الدردشة الكتابية وغيرها من الواجهات المستقبلية لمستخدميها.
وأضاف “فيسبوك” في بيانه أن “استكمال عملية الانتقال إلى الترجمة الآلية العصبية بدلاً من العبارات المستندة تعتبر علامة فارقة في طريقنا لتوفير تجارب “فيسبوك” للجميع بلغتهم المفضلة، وسنستمر في دفع حدود تكنولوجيا الترجمة الآلية العصبية بهدف توفير ترجمة إنسانية للجميع في فيسبوك”.
المصدر: الهافنغتون بوست