قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، ان تحويلات المغاربة المقيمين في الخارج إلى بلادهم بلغت أكثر من 62 مليار درهم (حوالي 6.8 مليار دولار)، خلال سنة 2016.
وأوضح، في جلسة المساءلة البرلمانية الشهرية لرئيس الحكومة،أمس الأول في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، أن «الجاليات المغربية تساهم مساهمة نوعية في دعم الاقتصاد الوطني، إذ شهد حجم تحويلاتها المالية نمواً مضطرداً خلال العقدين الأخيرين، حيث انتقلت من 20 مليار درهم سنة 1990 إلى 62.2 مليار درهم سنة 2016».
وقال العثماني ان «نسبة قليلة من التحويلات المالية توجه نحو الاستثمار»، من دون ذكر قيمتها.
وأشار إلى أن استثمارات الجاليات المغربية في الخارج تتركز في الأساس في قطاع العقار، بما يناهز 41 في المئة من مجموع التحويلات، في حين لا تتعدى الاستثمارات في المشاريع الاقتصادية المنتجة نسبة 14 في المئة. ورأى أن هذا الوضع يُلزم الحكومة بتعبئة أكبر وتشجيع خاص لاستثمارات هؤلاء المغاربة في بلادهم. وأضاف أن عدد مغاربة المقيمين في الخارج تضاعف، خلال العقدين الأخيرين، فارتفع من مليون و700 ألف فرد سنة 1998 إلى أكثر من 4 ملايين ونصف المليون حاليًا.
وأوضح أن نسبتهم تقارب 13 في المئة من سكان المغرب.
وأشار إلى أن هذه الجاليات في مجملها شابة، حيث لا يتجاوز عمر حوالي 70 في المئة من أفرادها 45 سنة، بينهم 20 في المئة ولدوا في الخارج.
وأوضح أن «نسبة كبيرة من الجيل الأول من المهاجرين بلغت سن التقاعد خاصة في أوروبا».
وتابع العثماني أن المغاربة في الخارج بتوزعون في أكثر من 100 دولة في القارات الخمس، لكن 80 في المئة منهم يتمركزون بشكل قوي في أوروبا، ويتوزعون أساساً ما بين فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وألمانيا.
وأضاف أن الجاليات المغربية «تتميز بقدرتها الكبيرة على الاندماج في مجتمعات الإقامة ولديها توجه عام نحو الاستقرار الدائم».
وأشار إلى أن 17 في المئة من هذه الجاليات على مستوى تعليمي يفوق الثانوية العامة + 5 سنوات في التعليم العالي (ما يعادل الماجستير)، موضحًا أن «هذا ما يجعل المغرب يحتل المرتبة الثالثة عالميا بالنسبة لهجرة الأدمغة، حسب البنك الدولي».
وقال إن 44 في المئة من الأجيال التي ولدت ونشأت في بلدان الإقامة لديها جنسية ثانية، مشيرًا إلى أن هؤلاء لديهم تطلعات مختلفة عن الأجيال التي سبقتهم. مقابل ذلك، لكنه استدرك بالقول ان هذه المعطيات «لا ينبغي أن تحجب علينا بروز فئات تعيش في أوضاع اجتماعية واقتصادية هشة خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة».
المصدر: وكالة الاناضول