المهتمون بمتابعة التطورات السعودية باتوا يجمعون على أن إقصاء الامير متعب بن عبدالله عن رئاسة “لحرس الوطني” سيشكل خطوة أخيرة امام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تمهيداً لتولي العرش من دون تهديدات.
الباحث في معهد واشنطن سايمون هندرسون اعتبر أن الخطوة هي الأخيرة، قبل إعلان الملك تنحيه لصالح نجله.
والكاتب والصحافي البريطاني ديفيد هيرست، في تقرير، أن إصلاح الجيش السعودي قضية سيعمد ابن سلمان إلى استغلالها بهدف السيطرة على الحرس الوطني، وبالتالي فإنه سيستغل المطالبات بإنشاء هيكل دفاعي موحَّد للملكة يضم قواتها البرية كافة لدمج الحرس الوطني بالجيش النظامي، الذي يترأسه فهد بن تركي آل سعود، المقرب من ولي العهد ووزير الدفاع، محمد بن سلمان.
والمعارض السعودي والاعلامي البارز غانم الدوسري أفرد إحدى حلقاته فقط لتقديم نصائح لمتعب بن عبدالله، كي لا يوقع به ابن سلمان، للانقضاض بشكل نهائي على كل مقدرات الحكم في السعودية.
مهمة السيطرة على “الحرس الوطني” ستشكل لابن سلمان حماية من انقلاب مضاد. وممكن لهذه الخطوة أن تُنجر عندما يقرر ولي العهد السعودي وضع الحرس الوطني تحت سيطرة وزارة الدفاع أو جهاز أمن الدولة الجديد الذي يتبع إليه، وقد بات يسيطر من خلاله على 80 في المئة من قوات وزارة الداخلية.
لن تكون مهمة ابن سلمان التي أجمع المحللون على خطورتها سهلة، خاصة وأن الحرس الوطني خضع منذ عام 1962 لنفوذ الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز حين كان لا يزال اميراً، وقد شهد الحرس في عهد عبدالله عصره الذهبي حيث تمكن من تحويله من مجرد وحدات من المجاهدين والمتطوعين من القبائل إلى مؤسّسة عسكرية تمتلك نفوذاً كبيراً في المملكة.
ويرى محللون أن ولاءات قادة وعناصر الحرس الوطني الشديدة للأمير متعب بن عبدالله ستكون عقبة كبيرة أمام ابن سلمان، إذ أنه لن يتمكن من إقصاء رئيس الحرس بالسهولة نفسها التي أبعد فيها ولي العهد السابق محمد بن نايف، وخلال الإجراءات والتدخلات التي رافقت الانقلاب على الأخير، فإن الوحيد الذي لم يتعرض لأي مضايقات كان الأمير متعب بن عبد الله، وذلك خشية المس فيه، وبالتالي تحركه بكل ما له من نفوذ لإفشال مخططات ابن سلمان، وفق ما نقل تقرير نشرته قناة “نبأ” السعودية المعارضة.