لانَ في زمانِهم لا جرودَ للارهاب، بل وطنٌ مزهوٌ بالرجال، ورجالٌ هم رفقاءُ الشمسِ من المشرقِ الى ما قبلَ المغيب، لم تغب عن خامسِ ايامِ التحريرِ بيارقُ انجازاتِهم وراياتُ عزائمِهم المطبقةِ على ما تبقَّى من ارهابيي جبهةِ النصرة في جرود عرسال..
يُكملُ مجاهدو المقاومةِ المهمة، كأنَ في آذانِهم ما لا يُسمِعُهُم الا جميلَ الكلام، فيَردُّونَ التحيةَ لجُلِّ اللبنانيينَ المنتصبينَ في محاريبِ القولِ والعمل، يَدعُونَ لهم بطولِ النصر، ومديدِ العزِّ المصنوعِ من طلائعِ تلكَ الجباه..
اضافَ المجاهدونَ في سِجِلِّ المناطقِ العائدةِ الى حِضنِ الوطنِ وادي كميل ووادي حمودي وشعباتِ النحلة ووادي ضليل البراك في جرود عرسال على ما اعترفت تنسيقياتُ المسلحين، ما اطبقَ الخناقَ على ما تبقى من مسلحي النصرةِ بعدَ ان تفتَّتَ مشروعُهم بينَ الصخورِ العرساليةِ التي لم تَلِن الا لرجالِ الله..
وقفَت بقايا النصرةِ بينَ خياراتٍ احلاها مرّ، فيما المقاومةُ واقفةٌ عندَ بيانِ قيادةِ غرفةِ عملياتِها، بأَنَّ من ارادَ من مسلحي النصرةِ حَقنَ دَمِهِ فَلْيُلقِ سلاحَهُ، ولْيُسَلِّمْ نَفسَه فيضمَنَ سلامتَه..
اما في جرودِ السياسةِ فهنالكَ من لم تُعلِّمْهُ السِّنُونَ صوابيةَ الرهان، ولم تَزرَعِ الايامُ تغييراً في قواميسِه وكتبِه الممجوجة، فجدَّدَ في تموزَ الالفينِ وسبعةَ عشرَ ما اَلَـحَّ عليهِ في تموزَ الالفينِ وستة زمنَ العدوانِ الصهيوني، ليُعيدَ المطالبةَ بنشرِ قواتٍ دوليةٍ على الحدودِ الشرقيةِ والشَّمالية، لكنْ لم يَقُل هؤلاءِ للفصلِ بينَ مَن؟
الارهابيون باتوا مفصولينَ عن المعادلةِ بقبضاتِ المقاومة، امّا اولئكَ السياسيونَ فمُنفصلونَ عن الواقعِ وعنِ اللبنانيينَ الذين يُعِدُّونَ معَ المقاومينَ لنصرِ تموزَ جديد..
المصدر: قناة المنار