تتردد في مستشفى الفاريس في بوينس ايرس أنغام موسيقى كلاسيكية على مسمع من طاقم العمل والمرضى القادرين على التحرك لمتابعة العرض… ففي هذه المؤسسة العامة في العاصمة الأرجنتينية، الموسيقى لا تشفي لكنها تساعد على الترويح عن المتألمين.
في البهو المركزي في هذا المستشفى حيث ينتظر المستخدمون مواعيدهم، ينهي الموسيقيون الـ70 أداء مقطوعة من أوبرا «لا ترافياتا» لجوزيبي فيردي على وقع التصفيق وصيحات الإعجاب.
ويحاول الفنانون عدم تعكير صفو النشاط الاعتيادي للمركز الاستشفائي غير أن مسعاهم هذا محكوم بالفشل إذ تعلو في المكان أصوات آلات النفخ خلال أداء مقطوعة للمؤلف الموسيقي الألماني يوهانس برامس ما يثير الذهول لدى أكثرية النزلاء على رغم انزعاج البعض. وتقول ليليانا خلال تصويرها المشهد بهاتفها المحمول لشقيقتها الموجودة في المستشفى في غرفة أعلى بثلاث طبقات «لم أسمع يوما اوركسترا (كلاسيكية)». وتؤكد انا ماريا سوريانو المكلفة العناية الطبية للأشخاص المحتضرين في قسم الأورام السرطانية أن «الموسيقى لها أثر علاجي لأنها مرتبطة بالروحانية، وهي تسمح للمرضى في نهاية عمرهم باستعادة الشعور بالبهجة والسعادة والتأثر. هذا له أثر علاجي تماما».
وتم جمع الموسيقيين بمبادرة من جمعية «موسيقى للروح» التي تضم متطوعين من فرق موسيقية عريقة.
وتقدم الحفلات في المستشفيات أيام الاثنين خلال الاستراحة الأسبوعية للفرق الأوركسترالية. وتوزع النوتات الموسيقية عبر البريد الالكتروني ويتعارف الموسيقيون قبل دقائق قليلة من العرض ويجرون تمارين مقتضبة في المكان.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية