يعيش الجزائريون لليوم الخامس الحرمان من الانترنت، وخاصة المحمول، بسبب لجوء السلطات إلى التشويش على شبكة الانترنت، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي طيلة خمسة أيام، بسبب الدورة الاستثنائية لشهادة البكالوريا، بالنسبة للتلاميذ الذين تأخروا عن اجتياز الامتحانات في الدورة العادية، فتم إقصاؤهم، قبل أن يمنحوا فرصة ثانية، ولكن على حساب الملايين من الجزائريين.
مرة أخرى، لم تجد السلطات حلا لمواجهة الغش المحتمل في امتحانات شهادة البكالوريا، سوى اللجوء إلى التشويش على الانترنت، رغم أن الشبكة العنكبوتية أصبحت من ضروريات الحياة، بالنسبة للشركات والأفراد، والكثير من التعاملات التجارية تتم عن طريقها، لكن السلطات وبعد عام كامل على فضيحة تسريب أسئلة بكالوريا 2016، لم تجد حلا تحارب به الغش، سوى هذا الحل السهل المتمثل في تعطيل شبكة الانترنت، وخاصة المحمول.
والمصيبة بالنسبة لمستعملي الانترنت، أنهم «عوقبوا» مرتين، الأولى عند تنظيم البكالوريا العادية شهر يونيو/ حزيران الماضي، ثم عند تنظيم بكالوريا «المتأخرين» بمعنى أن الملايين من الجزائريين الذين يدفعون مقابلا للحصول على خدمــــات الانترنت وجدوا أنفسهم محرومين منه طوال خمســــة أيام من الثامنة صباحا وحتى الســــادسة مســــاء، وأحـــيانا يفرج عنها في حدود منتصف النهار، أي ما بين الفترة الصباحية والمسائية، وكل هذه المعاناة لسبب بسيط، هو أن آلافا من المترشحين لم يستفيقوا باكرا ولم يلحقوا بالامتحان الأكثر أهمية في مشوارهم الدراسي.
والغريب، أن السلطات وشركات المحمول والانترنت، لم يبلغوا، كالعادة، المواطنين الجزائريين بأن شبكة الانترنت ستعرف تذبذبا، فالجميع يعرف ذلك، لكن لا أحد يصرح به، ليفاجأ مستعملو الانترنت منذ الخميس الماضي، باستحالة الدخول على الكثير من المواقع والتطبيقات، خاصة فيسبوك وتويتر وأنستغرام وفايبر وواتساب، وخاصة إذا تعلق الأمر بالانترنت المحمول، ليضطروا للانتظار حتى السادسة مساء وقت إطلاق سراح الانترنت، وتصبح تلك المواقع والتطبيقات متاحة، دون أن تقدم شركات المحمول والانترنت أي تعويض عن الضرر الذي لحق بمستعملي هذه الخدمة، خاصة الشركات والمؤسسات التي تستخدم الانترنت بشكل أساسي في تعاملاتها.
المصدر: القدس العربي