برزت رياضة التأمل كوسيلة فعالة للحد من التوتر والاكتئاب وزيادة التركيز والمشاعر الإيجابية وتحسين أنماط النوم الصحية، وجاء ذلك نتاجاً لعشرات الدراسات العلمية في هذا الشأن.
ويتحقق التأمل عندما يقوم الشخص بخلق صورة في العقل لشيء معين، ثم التركيز عليه بشكل كلي يمكّنه من عدم رؤية أي شيء من حوله، سوى هذه الصورة التي رسمها في عقله، والتنفس مهم وضروري في عملية التأمل، ويتم بعمق وهدوء، وبمجرد أن تبدأ في التأمل ستجد أن عملية التنفس تتم بانتظام.
ويستحسن أن يكون التأمل فى مكان هادئ، وأن تكون الإضاءة طبيعية ومعتدلة، وأن يملأ الهواء النقي جنبات الحجرة، وأن تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة.
ويجلس المتأمل في وضع مريح (وضع القرفصاء)، على أن يكون العمود الفقري فى وضع مستقيم ومريح، والرأس متعامدة على الكتفين.
وكلما كان العمود الفقري في وضع مستقيم كلما تمت عملية التنفس بسهولة أكثر، وانتظمت الدورة الدموية، ومن الممكن إمالة الرأس قليلاً إلى الأمام لمزيد من الاسترخاء، مع ارتكاز اليدين على الركبتين.
ورصد موقع (Authority Nutrition) 11 فائدة مختلفة لرياضة التأمل، يمكن تحقيقها جميعًا، إذا تمت ممارسة هذه الرياضة بضع دقائق يوميًا.
1- تقليل الإجهاد: أحد أهم الأسباب، التي يلجأ إليها الأشخاص للتأمل، هو الحد من الإجهاد، حيث أظهرت دراسة شملت أكثر من 3500 شخص يتعرضون للإجهاد والتوتر اليومي، أن هذه الرياضة ساعدتهم على الحد من الإجهاد.
كما أنها تحد من ارتفاع مستويات هرمون “الكورتيزول” أو “هرمون الإجهاد” فى الدم، ما يقلل من زيادة إفراز مادة “السيتوكينات” التي تسبب الأرق وتزيد من الاكتئاب والقلق وضغط الدم.
2- التحكم في القلق: أثبتت دراسة أجريت على 18 متطوعًا، بعد ممارسة التأمل بانتظام، أن هذه العملية تحافظ على مستويات أقل من القلق على المدى الطويل.
وكانت دراسة أخرى شملت عددًا أكبر من المتطوعين بلغ حوالي 2466 شخصًا، أظهرت أن ممارسة التأمل بانتظام خفض مستويات القلق لدى المشاركين.
3- تحفيز الصحة العاطفية: يعمل التأمل على خفض الاكتئاب النفسي وإعطاء نظرة إيجابية للمرضى النفسيين، بناء على دراسات أجريت على أكثر من 4600 شخص بالغ يمارس التأمل بشكل مستمر.
وكشفت النتائج أن التأمل يقلل من الاكتئاب على المدى الطويل ويزيد التفكير الإيجابي والتفاؤل.
4 – تعزيز الوعي الذاتي: تساعد بعض أنماط التأمل على زيادة فهم الشخص لذاته، ما يساعد في نمو وبناء الشخصية بشكل إيجابي وفعال، حيث يكتسب الشخص المزيد من الوعي للتعرف على الأفكار الايجابية والسلبية التي تدور داخل الذات.
وكانت دراسات أجريت على 21 امرأة مصابة بسرطان الثدي مارسن التأمل بانتظام، أنه زاد لديهن تقديرهن للذات وانخفض لديهن أيضًا مشاعر الوحدة بشكل أكبر من اللاتي تعرضن لجلسات الدعم النفسي.
5 – زيادة التركيز والانتباه: أظهرت التجارب أجريت على مجموعة من المشاركين، لمدة 8 أسابيع، أن التأمل يزيد من نسبة الانتباه وقوة التحمل للأفراد، وأن ممارسة هذه الرياضة لفترة قصيرة تصل إلى 4 أيام قد يفيد في زيادة التركيز والانتباه.
6- الحفاظ على الذاكرة: وجد الباحثون أن رياضة التأمل تفيد كبار السن أيضًا في الحفاظ على الذاكرة وتعزيز السرعة الذهنية، كما تفيد مرضى الزهايمر في محاولة استرجاع الذاكرة.
7- زيادة المشاعر الإيجابية: كشفت الدراسات أن التأمل يزيد من المشاعر الإيجابية تجاه الآخرين مثل العطف والرحمة ويحد من الصراع بين الأزواج، ويساعد على إدارة الغضب.
8- مكافحة الإدمان: الانضباط العقلي، الذي يتطور من خلال رياضة التأمل، يساعد الكثير من الأفراد في الإقلاع عن التدخين وزيادة ضبط النفس والوعي.
وقد يساعد التأمل أيضًا، بحسب الدراسات، في التحكم في الشراهة والرغبة الشديدة لتناول الطعام، من يحد من إدمان الأشخاص على أطعمة بعينها.
9 – تحسين النوم: عند مقارنة فترات النوم لمجموعتين، إحداهما تمارس التأمل بانتظام، والأخرى لا تمارسه، وجد الباحثون أن أفراد المجموعة الأولى زادت لديهم فترات النوم الليلية.
وأضافت الدراسات أن التأمل يساعد على استرخاء الجسم، وتقليل مشاعر التوتر والقلق.
10 – التحكم في الألم: استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة نشاط المخ، حينما واجه المشاركون في التجربة البالغ عددهم 3500 شخصًا، حافزًا مؤلمًا.
وانقسموا إلى مجموعتين، إحداهما تمارس التأمل بانتظام 4 أيام أسبوعيًا، في حين لم تمارس المجموعة الثانية التأمل.
ووجد الباحثون أن التأمل قد قلل بشكل كبير من حدة الألم، وخفض انخفاض الشكاوى من الألم المزمن أو المتقطع.
11 خفض ضغط الدم: في دراسة شملت 996 متطوعاً يمارسون التأمل باستمرار، ويعانون من ارتفاع ضغط الدم، وجد الباحثون أن التأمل يخفض من ضغط الدم عن طريق تخفيف الإشارات العصبية التي تنسق وتنظم وظائف القلب والتوتر الذي يحدث في الأوعية الدموية.
المصدر: وكالة الاناضول