مصابيح «أولاف أليهو» المصنوعة من الملح جميلة للغاية وصممت بحيث تنقي الجو… لكن المصمم الكوبي يحتاج لصنعها أن يجوب الشوارع الجانبية في هافانا بحثا بين القمامة عن بقايا أخشاب ومعدات إلكترونية تالفة.
ويقول مصممو الملابس والأثاث المنزلي في كوبا ان غياب متاجر البيع بالجملة فضلا عن ندرة وغلاء أسعار الخامات يدفعهم للابتكار.
ويقول رواد العمل الخاص في الجزيرة أنهم يحولون المشكلة إلى ميزة في حين ينتجون تصميمات فريدة صديقة للبيئة.
وقال أليهو (37 عاما) الذي تحتوي مصابيحه على بلورات الملح «ليس من السهل الحصول على المواد الأولية لذلك يتعين علينا التكيف والارتجال في الكثير من الأحيان». وأضاف «50 إلى 60 في المئة (من المواد الأولية) معاد تدويرها». ويقول أليهو إنه يطلب من النجارين بقايا الخشب لصنع قواعد مصابيحه وينتقي مفاتيح الإضاءة من أجهزة إلكترونية قديمة. ويضيف «إنها غالية الثمن جدا وليس هناك أعداد كبيرة منها في المتاجر»، ويتابع القول أن شركته «لوزفي» ما زال يتعين عليها استيراد مكونات منها اللمبات ضعيفة الإضاءة على عكس اللمبات الموفرة ذات الوهج الأبيض العالي المتوفرة في الأسواق الكوبية.
ويبيع أليهو مصابيحه بما بين 25 و50 دولارا للواحد، وهو مبلغ كبير في بلد يبلغ متوسط الأجر الشهري فيه نحو 30 دولارا. ويقول أليهو ان انخفاض أسعار المكونات سيمكنه من خفض السعر.
وسمحت الحكومة للمزيد من الكوبيين بإقامة أعمالهم الخاصة في السنوات القليلة الماضية، في إطار خططتها لتحديث اقتصادها وخفض حجم العمالة في القطاع العام.
وزاد عدد أصحاب المشروعات إلى أكثر من ثلاثة أمثاله ليبلغ أكثر من 500 ألف بحلول نهاية عام 2016.
ويشكو بعض أصحاب الأعمال من أن الحكومة لم تطبق بعض الإصلاحات. فعلى سبيل المثال ما زالت الشركات الخاصة الصغيرة غير قادرة على الوصول إلى أسواق الجملة. وعادة ما يكون هناك نقص في المواد الأولية وتكون أسعارها غالية، لكن هافانا ترجع ذلك إلى حصار تجاري فرضته عليها الولايات المتحدة على مدى 50 عاما.
وقالت كاريداد ليمونتا، التي تبيع شركتها «بروكله» ملابس للنساء وأدوات منزلية، ان الأقمشة الجديدة غالية الثمن لذلك فهي تعيد تدوير ستائر وأغطية الأسرة القديمة التي تحصل عليها من الفنادق ومتاجر حكومية تبيع القماشالمستعمل. وقالت صاحبة الشركة التي تبلغ من العمر 60 عاما «أحول السراويل إلى حقائب على سبيل المثال… ظهور القمصان لا تبلى بدرجة كبيرة لذلك أقصها واصنع منها نسيجا مكونا من قطع مختلفة».
وقالت ليمونتا أنها كانت تتمنى لو أن أسعار الأقمشة كانت أرخص لكنها لا تريد لكوبا أن تتبنى نوع «الملابس السريعة» السائد في الاقتصادات الاستهلاكية، حيث تكون أسعار الملابس رخيصة لكنها تبلى سريعا ويلقى بها في القمامة. وفي حي فيدادو للشركات قرب شركة «بروكله» يقع بازار يجدد المصابيح القديمة ويصمم أخرى جديدة مستخدما كل شيء من الأنابيب إلى عبوات المياه الفارغة.
وقال غريتيل سيرانو (32 عاما) الذي يقوم حاليا بتجديد دفعة كبيرة من المصابيح لأحد الفنادق «في دول أخرى ترمي المصباح وتشتري غيره. لكن هنا يأتون بالمصباح إلى المتجر فنعيده جديدا».
المصدر: رويترز