أصدر مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، دراسةٍ جديدةٍ تناولت الفرق البنيوي الكبير في الطريقة التي تنظر فيها كل “إسرائيل” والعرب إلى الخطوات باتجاه التطبيع.
يقول المركز إن “إسرائيل” ترى فوائد عظيمة في تسليط الضوء على التعاون الاستخباري والعسكري والاقتصادي الذي سيدفع بالفعل باتجاه قبولها في المنطقة ويقلل الجهود الدولية المبذولة في عزلها ويحرر جزءًا من الضغوطات الممارسة عليها من أجل القيام بتنازلات أخرى لصالح الفلسطينيين، كما أن الكيان سيوسع شرعيته الدولية من خلال إقامة علاقات رسمية مع الدول العربية الكبرى، وستجد الأعمال الإسرائيلية فرصًا جديدة في الأسواق العربية إذا أمكنها العمل هناك علانية.
لدى العرب، أوضحت الدراسة، في المقابل الديناميكا معكوسة، فتحويل التعاون من السريّة إلى العلن سيجبي منهم ثمنًا باهظًا، ولأنّ الدول العربية تحصل من “إسرائيل” على أغلب ما تريده بطريقة سرية فليس لديها دافع كبير لتوسيع العلاقات العلنية معها دون أنْ يكون لذلك سبب مهم.
وأشارت الدراسة أيضًا أنّ الكثيرين من القادة السياسيين يعتقدون بأنّ توحد “المصالح المتزايد بين إسرائيل والدول العربية السنية، وسيما حول أهداف مثل كبح إيران ومحاربة التطرف الإسلاميّ، يُمكن أنْ يُستخدم كقاعدةٍ للتطبيع العربيّ الإسرائيليّ والإسهام في إحراز تقدّمٍ في القضية الفلسطينية التي طال أمدها”، كما قالت الدراسة.
وشدّدّت الدراسة على أنّ التقارب الاستراتيجيّ بين إسرائيل وعددٍ من الدول العربية غير قابل للشك، والتعاون من وراء الكواليس بينهم مثمر أكثر من ذي قبل. وأشارت الدراسة أن التقاء المصالح المتزايد والتقارب الاستراتيجيّ والتعاون السريّ بين “إسرائيل” وبين الكثير من الدول العربية يعتبر واقعًا، إسرائيل أصبحت بعيدة عن رأس سلم الأولويات الأمني كعدو بالنسبة للقادة العرب الذين يتقاسمون معها المخاوف العميقة فيما يخص إيران.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت الدراسة على أنّ الزعماء العرب يعترفون خلف الأبواب المغلقة بأنّ “إسرائيل” لا تهددهم. وحسب ما قاله مسؤول رسميٍّ كبيرٍ في الخليج لمُعّد الدراسة فيليب غوردون: “نحن وإسرائيل ننظر إلى المنطقة من منظور متشابهٍ للغاية، الإسرائيليون لا يقتلون شعبنا، إيران والدولة الإسلامية يقومان بذلك”. “حتى الملك السعودي سلمان، بات يعترف بأنّ إسرائيل هي حقيقة قائمة”، بحسب تعبير الدراسة الاسرائيلية.
المصدر: رأي اليوم