استقبل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال أرسلان، بدارته في خلدة، سفير روسيا الإتحادية في لبنان ألكسندر زاسيبكين، حيث جرى عرض لآخر التطورات السياسية محليا وإقليميا ودوليا.
بعد اللقاء، قال إرسلان “تربطنا علاقة مميزة كحزب ديمقراطي لبناني نفتخر بها مع روسيا الإتحادية، وهذا ليس فقط من الزوايا الشخصية لما نرغب أو لما نحب، إنما نعتبر بأن دور روسيا الأساسي في المنطقة هو دور ضامن ويحصن حرية هذه المنطقة ويعيد اليها التوازن الدولي الذي فقدناه، والذي تسبب بالخراب والدمار والفتن الطائفية والمذهبية في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وأمام هذا الواقع أتى الدور الروسي ليكون ضامنا لكل الناس، ضامنا أساسيا وجديا وليس بالخطابات والشعارات والبيانات المحببة إنما بتوافق الروسي الفعلي على أرض المنطقة لمحاربة الإرهاب التكفيري بكل أشكاله وأنواعه على مستوى المنطقة لما يمثل هذا الإرهاب التكفيري من مخاطر ليس فقط على سوريا والمنطقة بل إنه يهدد السلم العالمي. وبالتالي فإن الموقف الروسي في هذه المنطقة يجعلنا نطمئن ونرتاح لأننا نعتبر أن محاربة روسيا، وهي الوحيدة والجدية على المستوى العالمي، بمحاربة الإرهاب وهي التي تدفع دما في محاربتها للإرهاب، دم الجيش الروسي وليس من خلال النظريات التي لم تؤت على هذه المنطقة إلا بالخراب. نعم إن روسيا دخلت جديا بمشروع محاربة الإرهاب التكفيري وإنعكاس هذا الإرهاب على العالم بشكل عام”.
وتمنى إرسلان “على كل الدول التي تقول وتعلن بأنها تحارب الإرهاب أن يكون لديها مصداقية أمام الشكوك الكبيرة وعلامات الإستفهام الجدية التي تنتابنا حول ما يقال بمحاربة تلك الدول للارهاب، فعندما نرى بأن الإرهاب قد بدأ تصنيفه، فيذكرون “داعش” ولا يذكرون المنظمات الأخرى، إنه تلاعب على الكلام وعلى المواقف وتفخيخ أمني للمنطقة وفتح للمجال أكثر وأكثر الى القوى الإرهابية بأن تتمادى في مواقفها التكفيرية والإرهابية”.
وتطرق إرسلان للعملية الإستباقية التي قام بها الجيش اللبناني في عرسال فقال”إنها عملية بطولية كبيرة أحيي من خلالها قيادة الجيش اللبناني ووزير الدفاع وقائد الجيش الذي يشكل ضمانة وطنية وأخلاقية ومناقبية عسكرية كبيرة الجنرال جوزف عون وأقول كلنا مع الجيش، كلنا داعمين للجيش وكلنا نعتبر بأن ما يقوم به الجيش هو لحماية الداخل اللبناني بالتكامل والتنسيق مع المقاومة في هذا البلد لحفظ أمننا الداخلي ولحفظ لبنان من إنعكاسات ما يحصل في المنطقة على الساحة اللبنانية”.
من جهته، أشاد السفير زاسيبكين بجهود الجيش اللبناني، وقال “نفتخر بهذه الإنجازات ونحن على إقتناع تام بأن هذا النهج سوف يستمر وخصوصا أن قضية القضاء على الإرهاب هي قضية تهم الجميع، ونحن في روسيا نخوض هذه المعركة منذ عشرات السنين وفي كل مكان، ولا بد أن أشير الى ما يحدث في سوريا لجهة تقدم الجيش السوري وحلفائه بهدف تحرير كافة الأراضي السورية من الارهابيين، كما أن هناك أهدافا أخرى ألا وهي تثبيت نظام وقف الأعمال العدائية وتركيز وبشكل أكثر فعالية للحوار الوطني السوري، ونحن سنواصل الجهود بالتعاون مع كل الاطراف القريبة بمفهوم ما يجري الان في المنطقة، وكان من الأفضل بطبيعة الحال لو إنضمت الولايات المتحدة الاميركية الى مسار السلام والمشاركة بكل هذه الجهود على أساس التنسيق والتعاون مع النظام السوري، لكن هناك تصعيد خطر حصل مؤخرا من خلال التهديدات الجديدة في موضوع السلاح الكيماوي وهذا ما يدل على أن هناك شيئا خطرا ممكن أن يكون قيد التحضير. بالطبيعة لدينا تجارب بالنسبة الى تزوير الحقائق من قبل الجانب الأميركي خلال السنوات الماضية ولعدة مرات، كما حصل في العراق مثلا وأدى الى الكوارث والمأساة الضخمة لهذا الشعب، نحن لن نسمح بتكرار مثل تلك الأشياء وسنقف في وجه هذه التهديدات، هناك بالنسبة الينا برنامج واضح للمرحلة القادمة وسوف نتقدم الى الامام لإيجاد الحلول السياسية السلمية للنزاع السوري وللنزاعات الاخرى في هذه المنطقة ولتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة وايجاد اللغة المشتركة مع كل الأطراف الأساسية على الأرض”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام