ركزت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة في بيروت اليوم السبت 1 تموز 2017 على مواضيع عديدة كان ابرزها استباق الجيش اللبناني فجر أمس هجوماً كانت تُعدّ له الجماعات الإرهابية ضد اللبنانيين، في عملية أمنية/ عسكرية في عرسال، أطلق عليها اسم «قضّ المضاجع»، محبطاً بذلك مجزرة محققة، فيما لو قُيِّض للانتحاريين التحرك نحو أهدافهم،واقليميا يتجه العراق إلى إعلان الانتصار على تنظيم داعش في الموصل خلال «الأيام القليلة القادمة»، وفق ما أعلن قائد عسكري امس، ليتصاعد بذلك الضغط على التنظيم المتطرف تزامنا مع تضييق الخناق عليه في سوريا .
* الاخبار
الدولة اللبنانية تتمسّك برفض حلّ أزمة النازحين السوريين! الجيش يُفشل هجمات انتحارية
استبق الجيش اللبناني فجر أمس هجوماً كانت تُعدّ له الجماعات الإرهابية ضد اللبنانيين، في عملية أمنية/ عسكرية في عرسال، أطلق عليها اسم «قضّ المضاجع»، محبطاً بذلك مجزرة محققة، فيما لو قُيِّض للانتحاريين التحرك نحو أهدافهم
رضوان مرتضى
لم تكن الساعة قد بلغت الخامسة والنصف فجراً بعد. دخلت دورية من فوج المجوقل إلى مخيم النور للنازحين، عند أطراف بلدة عرسال، بحثاً عن أحزمة ناسفة وإرهابيين. المعلومات الاستخبارية كانت تفيد بأنّ هجوماً انتحارياً يُعدّ له في المخيم، الذي كان يُعرف سابقاً باسم «مخيم أبو طاقية»، تمهيداً لتنفيذ عملية انتحارية في العمق اللبناني. ولم يكن لتوقيف أحمد خالد دياب، أحد مسؤولي جبهة النصرة في القلمون، أول من أمس، أي علاقة بالعملية الأمنية أمس، بعكس ما جرى التداول به في وسائل الإعلام.
كذلك لا صحة للمعلومات التي تردّدت عن أنه قاتل العقيد نور الدين الجمل. المعلومات المتوافرة، بحسب المصادر الأمنية المتابعة للهجوم، تحدثت عن «طبخ» أحزمة ناسفة وإعداد عبوات متفجرة استعداداً لسلسلة تفجيرات. ولم تكد تبدأ عملية التفتيش حتى فجّر انتحاري نفسه وسط عناصر فوج المجوقل، فأصيب ثلاثة عناصر إصابات حرجة في وجوههم. الانتحاري بحسب المصادر الأمنية من عناصر تنظيم «جبهة النصرة». أُتبِع التفجير الانتحاري بإلقاء أحد الإرهابيين قنبلة على العناصر العسكريين، ما أدى إلى سقوط جرحى. حوصر المخيم، لتبدأ التوقيفات بالتزامن مع حصار مخيم قارية ودهمه (نسبة إلى بلدة قارة السورية التي يعود معظم النازحين المقيمين في المخيم إليها).
وقعُ الهجوم في المخيم الثاني كان أكبر. ثلاثة انتحاريين ينتمون إلى تنظيم «داعش» فجّروا أنفسهم تباعاً، وترافقت التفجيرات الانتحارية مع تفجير ثلاث عبوات ناسفة. وقد فجّر انتحاريان نفسيهما من دون سقوط أي إصابات في صفوف الجيش، بينما تمترس انتحاري ثالث في إحدى الخيم، متّخذاً من عائلة نازحة دروعاً بشرية. هدّد الانتحاري الثالث بتفجير نفسه بأفراد العائلة إن لم تنسحب القوة المداهمة، ثم بدأت مفاوضات تمكن خلالها عناصر الجيش من إقناعه بترك معظم أفراد العائلة، قبل أن يفجّر نفسه في آخر المطاف ويقتل طفلة. لم يكن انفجار الانتحاريين الأربعة خلال ساعات الصباح الأولى صادماً. لكن هول الخبر أعاد إلى الأذهان صور انتحاريي الفجر الخمسة في بلدة القاع قبل عام كامل. وكانت لدى القيادة العسكرية معلومات استخبارية عن مخطط تفجيري وعمليات أمنية ضخمة يستعد لتنفيذها كلّ من تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش»، كلٌّ على حدة في الداخل اللبناني. حتى إن كمية المتفجرات التي جرت مصادرتها تؤكد ذلك. عقب العملية الأمنية، نفذ الجيش عمليات توقيف كبيرة كانت حصيلتها قرابة 400 موقوف. وذكرت المصادر الامنية أن التحقيق الميداني الأوّلي بيّن أن عدداً من موقوفي مخيم القارية هم من عناصر «داعش»، مشيرة إلى أن بينهم قياديين.
على الرغم من أن الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية باتوا يمتلكون القدرة على المباغتة، ونجحوا في الآونة الأخيرة في ضرب الخلايا الإرهابية وكشفها قبل تنفيذ مخططاتها، إلّا أن المقبل من الأيام يؤشّر إلى تصاعد في الأعمال الإرهابية على مستوى المنطقة. فقرار التنظيمات الإرهابية بضرب الجيش والداخل اللبناني قائم، وهذا أمر يرتبط بالقرار الذي بدأ يتبلور بحسم الحرب على تنظيمي «داعش» و«النصرة» على مستوى إقليمي ودولي، وهزائم تلك الجماعات في الميدانين السوري والعراقي. ولا شكّ في أن الخلايا النائمة للتنظيمين تشعر بالضيق وبضرورة فتح جبهات أمنية جديدة تخفّف الحصار الذي يشتدّ عليها من إدلب إلى البادية السورية والغرب العراقي.
ويمكن القول إن أي تسوية في جرود عرسال لن تكون حالياً لمصلحة «النصرة» أو «داعش»، وكذلك استمرار عملية التفاوض لعودة النازحين السوريين إلى قراهم. فبالنسبة إلى مقاتلي «داعش»، لا مكان متاح للخروج من جرود عرسال. ومع أن الأمر يختلف بالنسبة إلى «النصرة» التي تملك خياراً محدوداً بإمكانية الخروج إلى إدلب، إلّا أن هذا الأمر لم يعد مشجّعاً الآن، في ظلّ ما يجري تداوله عن إمكان تفاهم روسي ــ تركي ــ إيراني على تحييد «النصرة» في المحافظة السورية الشمالية، وكون أمير «الجبهة» في عرسال المدعو أبو مالك التلّي سيخسر حتماً امتيازاته التي حصل عليها في عرسال، ما إن يخرج إلى إدلب، حيث يحكم «الإمارة» أمراء أشدّ قوّة وبطشاً منه. كذلك فإن عملية تسوية إخراج المسلحين من عرسال ترتبط بضرورة التنسيق الرسمي اللبناني مع الحكومة السورية، التي لا تنوي تقديم مخارج خلاص للحكومة اللبنانية من دون اتصال رسمي، طالما أن أطرافاً لبنانية انخرطت باكراً في الحرب ضد الحكومة السورية، وشجّعت السوريين على النزوح إلى لبنان وإلى عرسال تحديداً.
ورغم الإنجاز الذي تحقق أمس بالعملية الاستباقية التي أنقذت لبنان، إلا أن عسكريي الجيش والنازح السوري كانا ضحية في آن واحد. وتتحمّل الطبقة السياسية اللبنانية مسؤولية زج الجيش في هذه المسألة، ما دامت هذه المخيمات قد تحولت الى بيئة حاضنة للإرهابيين والانتحاريين ولتصنيع الأحزمة الناسفة. أما الحل لإنهاء معاناة عسكريي الجيش والنازحين في المخيمات فطريقه واحد: فتح باب المفاوضات بشكل رسمي مع الدولة السورية لإعادة جميع النازحين إلى بلداتهم. وفيما تتمسّك السلطة اللبنانية بقنبلة النازحين، كانت الأمم المتحدة أمس تُعلن عودة نحو 500 ألف نازح سوري إلى منازلهم في الأشهر الأخيرة، غالبيتهم من داخل سوريا، ونحو 10 في المئة منهم من خارجها. ويعني الإعلان الأممي أن الدولة السورية مستعدة لتسهيل عودة النازحين إلى بلادهم، فيما الدولة اللبنانية مصرّة على إبقائهم في لبنان، مع كل ما يعنيه ذلك من أوضاع إنسانية مأسوية يعيش فيها غالبيتهم، ومن مخاطر أمنية تتهدّد البلاد برمتها.
* اللواء
النصر النهائي خلال أيام في الموصل تزامنا مع تطويق داعش
الأمم المتحدة تبدي قلقها من اخلاء قسري لمدنيين من المدينة
يتجه العراق إلى إعلان الانتصار على تنظيم داعش في الموصل خلال «الأيام القليلة القادمة»، وفق ما أعلن قائد عسكري امس، ليتصاعد بذلك الضغط على التنظيم المتطرف تزامنا مع تضييق الخناق عليه في سوريا المجاورة.
وأعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس عن شكره وامتنانه للمرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني، لدوره الكبير في عملية استعادة مدينة الموصل، معتبرا أن دعوته لحمل السلاح أنقذت البلاد. وأكد العبادي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن «المواقف التاريخية للمرجعية الدينية تتوج مواقفها المدافعة عن العراق وشعبه، وفي مقدمتها فتوى الجهاد الكفائي التي أنقذت العراق وعبّدت طريق الانتصار»، في إشارة إلى الدعوة التي أطلقها السيستاني لحمل السلاح ومقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية. وجاء بيان العبادي فيما تواصل القوات العراقية عملياتها في المدينة القديمة بغرب الموصل، لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر مواقعه في المدينة.
وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية الفريق الركن عبد الغني الأسدي من داخل المدينة القديمة بغرب الموصل إن «المتبقي من عناصر داعش (في الموصل) بين 200 إلى 300 مقاتل، غالبيتهم من الأجانب». وأضاف الأسدي أنه «في الأيام القليلة القادمة سنعلن النصر النهائي على داعش».
ورغم هذا التصريح، فلطالما كان هناك فجوة كبيرة بين إعلان النصر والانتهاء الفعلي للمعارك في منطقة معينة خلال الحروب التي امتدت لسنوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وبدأت القوات العراقية هجومها على الموصل في 17 تشرين الأول، فاستعادت الجانب الشرقي من المدينة في كانون الثاني، قبل أن تطلق بعد شهر هجومها على الجزء الغربي ذات الكثافة السكانية العالية.
ويقتصر الجهاديون الآن على منطقة صغيرة من البلدة القديمة في الموصل، ولكن شوارعها الضيقة ووجود المدنيين جعلوا العملية تستعيد السيطرة عليها.
ورغم أن المنطقة التي لا يزال يسيطر عليها التنظيم صغيرة جدا، غير أن أزقتها وشوارعها الضيقة بالإضافة إلى تواجد المدنيين فيها، جعلت العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر.
وأبدى مقاتلو التنظيم المتطرف مقاومة شرسة في المدينة القديمة، باستخدام قذائف الهاون والمفخخات والقناصة، لإبطاء تقدم القوات العراقية.
الى ذلك، أبدت الامم المتحدة امس قلقها من تهديدات متصاعدة خصوصا باخلاء قسري لمدنيين من الموصل للاشتباه بعلاقتهم بالمسلحين الجهاديين الذين تقاتلهم القوات العراقية لاستعادة المدينة.
وقال روبر كولفيل المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان «مع التحرير التدريجي للموصل من داعش، نشهد تناميا مقلقا للتهديدات خصوصا بالاخلاء القسري لمشتبه بكونهم من عناصر داعش او من لديهم أقارب يشتبه في انخراطهم مع داعش».
وأضاف «ان مئات من الاسر مهددة بالترحيل القسري ومثل هذه التطورات مقلقة للغاية». وتابع ان المفوضية تلقت معلومات تشير الى «رسائل ليلية تركت في منازل أسر او وزعت في أحياء» تحذر أناسا بضرورة الرحيل والا فانه سيتم ترحيلهم عنوة.
وقال ان هذه التهديدات عادة ما ترتبط باتفاقات عشائرية تطالب باستبعاد كل أسرة على صلة بالجهاديين من بعض المناطق.
واضاف «ان الاخلاء القسري غير القانوني والترحيل الإجباري يمكن ان تشكل عقوبة جماعية وهي تتعارض بوضوح مع الدستور العراقي وحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية الدولية». وتابع ان الامم المتحدة تدعو الحكومة العراقية «الى التحرك لانهاء عمليات الاخلاء الوشيكة ولكل عقوبة جماعية» معتبرا ان «عمليات الإخلاء القسرية غير القانونية تشكل أعمالا انتقامية تسيء للمصالحة الوطنية والتعايش الاجتماعي».
* الجمهورية
مانشيت:الجيش يضرب قلب الإرهاب ويصطاد الإرهابيين في مخيمات النازحين
لطالما شكّل الأمن هاجساً لكل الاجهزة العسكرية والامنية، خصوصاً أنه دخل منطقة شديدة الحساسية والخطورة، في ظل البراكين المتفجرة في المنطقة وارتفاع منسوب المخاطر المحدقة بلبنان من جرّاء النار المشتعلة حوله، وتحديداً في سوريا. وكذلك من جرّاء المكامن التي تنصبها المجموعات الارهابية على اختلافها لإيقاع لبنان فيها، والتي لا تترك فرصة او ثغرة ممكنة الّا وتستغلها لشَنّ هجمات على اهداف مدنية وعسكرية أو اهلية او سياحية في لبنان. ويوماً بعد يوم تُثبت الاجهزة كلها انّ عينها الساهرة، التي ترصد حركة تلك المجموعات في الداخل اللبناني وعلى الحدود السورية، نَجّت لبنان من كوارث حتمية كانت تنوي تلك المجموعات إلحاقها بالجسم اللبناني. وما تفكيك هذه الاجهزة للخلايا والقبض على أفرادها سوى دليل ساطع على جهوزية أجهزة الدولة الدائمة لإحباط مخططات الخلايا ومكائدها.
في سياق الجهد الاستثنائي الذي تبذله الاجهزة الامنية والعسكرية، ولا سيما منها الجيش اللبناني، على مستوى الحرب الاستباقية التي يشنّها على المجموعات الارهابية، حَقّق الجيش في الساعات الماضية إنجازاً نوعياً عبر عملية أمنية استثنائية انقَضّت فيها الوحدات العسكرية على أوكار الارهابيين في مخيماتهم التي يحتلّونها في منطقة عرسال وقتلت عدداً منهم وقبضت على المئات، فيما كانوا يخططون لعمليات إرهابية في الداخل اللبناني على جانب كبير من الخطورة، ولا تستثني أي منطقة، سواء في البقاع او الجنوب وصولاً الى بيروت.
وعلمت «الجمهورية» انّ حصيلة العملية العسكرية أدّت الى توقيف 336 شخصاً من المخيّمين ومناطق قريبة منهما. وفي المعلومات انّ التحقيقات تواصلت مع الموقوفين وستأخذ وقتاً لا بأس به سَعياً الى جمع المعلومات حول المهمات المكلفين بها، وخصوصاً ممّن ضبطت أسلحة مختلفة في حوزتهم.
سد الثغرات
وأكدت مراجع أمنية وعسكرية لـ«الجمهورية» انّ «الوضع في لبنان عموماً مَمسوك وتحت السيطرة، الى حدّ كبير، ولا نسقط من احتمالاتنا فرضية حدوث خروقات إرهابية في اي لحظة. من هنا، فإنّ العين الامنية والعسكرية مفتوحة رصداً لكل ما قد يخلّ به وتعقّباً للارهابيين، وعلى جهوزية تامّة للتصدي ومواجهة الاخطبوط الارهابي.
والأساس في عمل الجيش ومعه سائر الاجهزة الامنية البقاء مُمسكاً بالمبادرة، لأنّ المعركة مع الارهاب تتطلّب يقظة دائمة ولا تتحمّل أي استرخاء، لأنّ عدوّنا غدّار ولا يتوانى عن التغلغل الى الجسم اللبناني من أي ثغرة قد يجدها رخوة، ومهمة الجيش والاجهزة هي سَد كل الثغرات».
رواية الجيش
وفي السياق، روى الجيش، في بيان، تفاصيل ما حصل خلال قيام قوّة من الجيش بتفتيش مخيّم النور العائد للنازحين السوريين في بلدة عرسال، ففجّر انتحاريّ نفسه من ثم فجّر ثلاثة انتحاريين آخرين أنفسَهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كذلك فجّر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش 4 عبوات أخرى معدّة للتفجير، وخلال قيام قوّة أخرى من الجيش بعمليّة تفتيش في مخيّم القاريّة التابع للنازحين فجّر أحد الإرهابيين نفسَه، فيما رمى إرهابيّ آخر قنبلة يدوية».
قائد الجيش
وللاطلاع على الوضع الميداني، تفقّد العماد عون قوى الجيش المنتشرة في منطقة عرسال، وأشار إلى أنّ «ما جرى يؤكّد مرّة أخرى قرار الجيش الحاسم في القضاء على التنظيمات الإرهابية وخلاياها وأفرادها أينما وجدوا على الأراضي اللبنانية، ومهما كلّف ذلك من أثمانٍ وتضحيات»، لافتاً إلى أنّ «المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف العمليات النوعية لاقتلاع هذا الشَر الخبيث، الذي لا يعير أيّ اهتمام لحياة الإنسان، ويضرب عرض الحائط كلّ القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية».
وفي سياق متصل بمحاربة الإرهاب، ولمناسبة مرور عام على التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها بلدة القاع، زار قائد الجيش مبنى بلدية القاع والتقى رئيسها بشير مطر والاعضاء. وطمأن عون الأهالي إلى أنّ «الجيش سيبقى إلى جانبهم ولن يسمح للإرهاب بتهديد أمنهم وسلامتهم». واكد «انّ الجيش هو في موقع الهجوم وليس في موقع الدفاع، ولن ننتظر الإرهابيين».
رئيس الجمهورية
ولاقت العملية ترحيباً سياسياً واسعاً، حيث لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال زيارته مقرّ المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، الى أنّ «قوة من الفوج المجوقل نفّذت عملية نوعية في عرسال وكانت عملية خطرة جداً نظراً لوجود انتحاريين وعبوات ناسفة، فنحن نهنّئ الجيش على نجاح هذه العملية».
بري
واتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بقائد الجيش مهنّئاً بالعملية الامنية ومواسياً بالعسكريين المصابين، قائلاً له بحسب معلومات «الجمهورية»: «أريد أن أهنّئك وأن أواسيك في آن معاً، نحن معك وخلفك وأمامك ونشدّ على يدك وأحييك وأحيي المؤسسة العسكرية».
الراعي
من جهته، حيّا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في تصريح من المطار، لدى عودته الى بيروت، «الجيش اللبناني وكل قوى الأمن على العملية التي نفّذوها فجر اليوم (أمس) في عرسال». وتمنى أن «يتعامل اللبنانيون بمسؤولية مع الأحداث، حتى لا تتحوّل الأفراح إلى مآتم، وان يتم وضع حدّ للسلاح المتفلّت».
فترة اختبار
سياسياً، كرر بري أمام زواره تأكيد «ضرورة استغلال الفترة التمديدية الحالية للمجلس النيابي وعدم اعتبارها «فترة تمديدية وكان الله يحبّ المحسنين»، بل اعتبارها فرصة او فترة اختبار للمجلس كما للحكومة لمزيد من العمل والانتاج لكي تعود الناس وتحترم هذا المجلس بكل مكوّناته على غرار ما حصل مع مجلس عام 1992. فدعونا نعمل لمصلحة الناس وإلّا اذا بقينا في المراوحة والتعطيل والمماطلة وتضييع الوقت، فهذا إسمه «شَرشحة».
وأشار بري الى انه في صدد الدعوة قريباً الى جلسة تشريعية للمجلس وبندها الاول هو مشروع سلسلة الرتب والرواتب. فقال: «أنا شخصياً منسجم مع نفسي حول هذا الموضوع ومع الوعد الذي قطعناه بضرورة إقرارها لأنها حق لأصحابها».
وحول التعقيدات التي يمكن أن تواجه طرح السلسلة واعتراضات بعض القطاعات، ولا سيما منها الاقتصادية، قال بري: «السلسلة بند أساسي في الجلسة المقبلة والمجلس سيّد نفسه في هذا الأمر وسيدرسها ويقرّها وليس أمامه ما يمنعه من ذلك، الّا اذا قرّر رئيسا الجمهورية والحكومة استرداد المشروع فهذه هي الطريقة الوحيدة لسحب السلسلة من الجلسة، وما لم يحصل ذلك فالمجلس سيدرسها ويقرّها».
وشدّد بري في مجال آخر على «وجوب إجراء انتخابات فرعية لملء الشواغر الموجودة (مقعد ماروني في كسروان ومقعد أرثوذكسي ومقعد علوي في طرابلس)، خصوصاً انّ ولاية المجلس مستمرة لـ11 شهراً يفترض خلالها إجراء هذه الانتخابات، مع الاشارة الى انّ إجراءها يتمّ وفق القانون الأكثري وهذا منصوص عليه في القانون الجديد. وفي كل الحالات أنا لا اعتقد انّ هناك عائقاً او مانعاً لإجراء هذه الانتخابات فلا ضرورة لهذا التأخير».
وعن استخدام البطاقة الممغنطة في الانتخابات المقبلة، قال بري: «بطاقة ممغنطة او إلكترونية يجب إنجازها، لا شيء يمنع ذلك وهو أمر ليس صعباً بل سهل جداً وضروري في آن معاً».
وحول وساطة المصالحة التي كان بدأها لجسر العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، قال بري انه بدأ فعلاً هذه الوساطة لكنها عُلِّقت موقتاً بسبب سَفر كل من الحريري وجنبلاط، ومع عودتهما ستستأنف و«آمل خيراً». وتطرّق بري الى التطورات المتسارعة في المنطقة، فتوقف باهتمام كبير أمام الحدث العراقي وإنهاء تنظيم «داعش»، واذ اعتبر ذلك إنجازا كبيراً الّا انه يبحث عن جواب للسؤال ماذا بعد «داعش»؟
فقال: «أخشى ما أخشاه محاولة إدخال المنطقة في ما هو أخطر من «داعش»، أي التقسيم. تقسيم المنطقة والعالم العربي. هنا مبعث الخشية والخوف، أنا خائف على المنطقة والمهم هو ان تحفظ حدود البلدان». وعن لبنان قال: «الحمد الله لبنان رغم «التعتير اللي فِي» أفضل من أيّ بلد آخر».
وأكّد بري لـ«الجمهورية» تَمسّك لبنان بحقوقه النفطية وحدوده «حتى آخر رمق»، مشيراً الى انّ هذا الموضوع كان محلّ نقاش بينه وبين ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ «وكان لافتاً انّ موقفها متفهّم الى حدّ التطابق للموقف اللبناني». وأوضح انّ «كل الأمور منتهية، لكن يبقى انتظار الموقف الأميركي الذي لم يعيّن بعد المسؤول المعني بهذا الملف حتى الآن».
* البناء
تركيا تسعى لتحييد روسيا وسورية من عملياتها ضدّ الأكراد مقابل عرض لإدلب!
تحضيرات أستانة تكتمل بترسيم المناطق وآليات الرقابة… وداعش خارج ريف حلب
الجيش اللبناني: عملية نوعية في عرسال تفضح المنظمات الأممية والتخاذل السياسي
ما بعد الموصل ليس كما قبله، في السياسة كما في ميادين الحرب، فكل شيء يتمّ على إيقاع أنّ «الرجل المريض» داعش يحتضر، وأنّ التسابق على تركة «الرجل المريض» لا يخضع للرغبات والحملات الإعلامية. فأهل الدار هم الذي يستعيدون ما سلب منهم، وهذا ما يترجمه الجيش السوري توسّعاً في الجغرافيا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. ففي ريف حلب لم يعد هناك وجود لداعش وطريق أثريا – الرصافة من ريف حماة إلى ريف الرقة صارت بيد الجيش السوري. وفي مناطق الحدود الأردنية قال وزير الدفاع الروسي إنّ تقدّم الجيش السوري مدهش وسريع، ونحو الشرق والشمال يملأ الجيش فراغات البادية ويتقدّم على الحدود العراقية واضعاً الهدف بلوغ دير الزور والبوكمال.
التحرك العسكري يلاقيه في السياسة مسار أستانة في ظلّ تعطل مسار جنيف، سواء بالفيتو الأميركي السعودي «الإسرائيلي» على الحلّ السياسي، أو بكون الجماعات التي تحتلّ مقاعد المعارضة بتغطية المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تابعة لهذا المثلث المعادي للحلّ السياسي. وفي تحضيرات أستانة كشف وزير الدفاع الروسي عن تفاهم روسي تركي إيراني على ترسيم خرائط مناطق التهدئة وتحديد آليات الرقابة. وقالت معلومات مصادر عسكرية متابعة لـ«البناء» إنّ الجنوب السوري، خصوصاً مناطق القنيطرة ودرعا لم يحسم وضعه في تفاهمات أستانة بانتظار ما سيقوله الأردن المشارك في الاجتماعات التي ستُعقد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، خصوصاً مع تغيّب ممثلي المسلحين في الجنوب عن الاجتماعات، بينما تركّز التحديد للتفاصيل في مناطق النفوذ التركي الممتدة في ريفي حلب وإدلب، والتي قالت المصادر ذاتها إنّ الأتراك وصلوا لقبول طلب سورية بنشر مراقبين روس على الحدود السورية التركية ضماناً لوقف تدفّق المسلحين والسلاح، وقدّموا عرضاً بنشر مراقبين روس وأتراك وصولاً إلى إدلب، ولو استدعى الأمر تجريد جبهة النصرة من السلاح بالقوة. وقالت المصادر إنّ تركيا تسعى لتحييد روسيا وسورية من عملية تريد تنفيذها في مناطق السيطرة الكردية في ريف حلب وصولاً إلى عفرين.
على إيقاع المشهد الناتج بعد انتصارات الموصل وبضوء المعلومات الاستخبارية المتجمّعة لدى الجيش اللبناني، وبأوامر مباشرة وإشراف ميداني من قائد الجيش العماد جوزيف عون نفّذت وحدات المغاوير والنخبة في ألوية الجيش مداهمات في تجمّعات النازحين السوريين، محققة نتائج باهرة بإحباط مخططات واعتقال مطلوبين وكشف ما تراكم من تراخٍ وتخاذل وتواطؤ خلال السنوات الماضية، تحت مسمّيات المنظمات الأممية التي يتخذها الإرهابيون مظلّة لهم، أو عبر الحماية السياسية التي ربطت كلّ كلام عن تجمّعات إرهابية تستغلّ غطاء النازحين، أو كلّ ذكر لعرسال، باعتبارهما عنصرية ضدّ النازحين السوريين وضدّ المدينة اللبنانية الذين حرّرهم معاً الجيش اليوم، لأول مرة من الاحتلال العسكري والسياسي والإعلامي الذي كان مقنّعاً لحساب تنظيم داعش وجبهة النصرة وأخواتهما.
الجيش أنقذ لبنان من مخطط إرهابي واسع
خرقت العملية الأمنية النوعية التي نفّذها الجيش اللبناني في عرسال فجر أمس الأول منقذاً لبنان من مخطط إرهابي واسع النطاق، الجمود السياسي المسيطر على البلاد حتى نهاية الأسبوع الحالي.
فقد تمكّن فوج المجوقل في الجيش من توقيف أكثر من 350 إرهابياً في مخيمي النور والقارية شرق عرسال، بينهم السوري أحمد خالد دياب قاتل المقدّم نور الدين الجمل الذي استُشهد في معارك عرسال الشهيرة في آب 2014 إضافةً الى 25 من كبار المطلوبين المنتمين إلى تنطيمي «داعش» و«النصرة» كانوا يُعدّون لتنفيذ مخططات إرهابية من زحلة الى بيروت.
واُصيب في العملية النوعية 7 عسكريين، جرّاء تفجير أربعة انتحاريين أنفسهم في مخيم النور، وإلقائهم قنبلة يدوية على عناصر دورية الجيش في مخيم القارية رداً على المداهمات، ما أدّى إلى مقتل طفلة وجرح شخصين في الاشتباكات خلال عمليات الدهم. وردّت «جبهة النصرة» بوضع سلسلة عبوات مشبّكة ببعضها البعض وبطريقة معقّدة قرب مخيم النور ما استدعى تفجيرها بالكامل في مكانها.
ويؤكد مصدر أمني لـ«البناء»، أن «عملية الجيش جاءت بناء على معطيات ومعلومات مع موقوفين كبار أوقفوا مؤخراً وينتمون إلى داعش، تقاطعت تلك المعلومات مع ما كشفه وأكده الإرهابي الخطير خالد دياب الذي أوقفته مخابرات الجيش خلال اشتباك جرى بينه وبين الدورية المداهمة بينما كان يتجوّل على متن دراجة نارية داخل عرسال، حول تخطيط إرهابيين في المخيم لتنفيذ عمليات انتحارية إرهابية تتوزع بين مدينة زحلة وبيروت».
وجاءت المداهمة فجراً على خلفية قيام أحد الإرهابيين السوريين المدعو رعد العموري بخطف أحد اللبنانيين من آل الفليطي من داخل بلدة عرسال، ونقله الى مخيم النور شرق البلدة. هذا وشهدت مخيمات عرسال مداهمات غير مسبوقة من بينها مخيم أبو طاقية، القارية والنَوَر.
وكشفت معلومات خاصة لـ «البناء»، أنّ «الانتحاريّين اللّذين فجّرا أحزمتهما الناسفة في مخيم النور في جرود عرسال هم أحد مسؤولي «جبهة النصرة» ويدعى أبو عائشة، وقاضي شرعي لـ«النصرة» في الجرد يُدعى أبو عبادة الشعي»، وثالث مجهول الهوية وانتحاري رابع فجّر حزامه بمخيم القارية أثناء مداهمة الجيش للمخيّمين».
وتشير المعلومات إلى أن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن معظم موقوفي مخيم القارية في عرسال، هم من إرهابيي داعش، ومن بينهم مسؤولون كبار». لتؤكد المصادر نفسها «أن الجيش اللبناني لن يتوانى عن ضرب الإرهاب وأدواته في أي لحظة ومكان مهما بلغت الأمور، فلا تجاوز للخطوط الحمر ولا تهاون مع الإرهابيين أين ومتى كانوا، وعملية الجيش أمس تثبت أن لبنان نجا من مجزرة رهيبة كان يُعدّها الإرهابيون من زحلة حتى بيروت».
ارتياح في عرسال والمخيمات
وتركت عملية الجيش حالة من الارتياح الشعبي الواسع لدى أهالي عرسال وصفوف النازحين السوريين في مخيمات المدينة، وفقاً لمصادر من داخل المدينة التي أشارت لـ «البناء» الى أن «العرساليين والغالبية العظمى من النازحين السوريين في عرسال يدعمون الجيش في القيام بواجباته في حفظ الأمن وسلامة المواطنين في أي وقت ومكان وطريقة يراها مناسبة، كما ويرفضون وجود المسلحين التابعين للجماعات الإرهابية في مخيمات النازحين أو في أحياء المدينة وجرودها».
وتجدر الإشارة الى أنها المرة الأولى منذ العام 2014 التي تدخل وحدات الجيش اللبناني الى مخيمات النازحين في عرسال وتنفذ مداهمات وتلقي القبض على مسلحين، ما يُعَدّ مؤشراً إيجابياً على أن الجيش والدولة اللبنانية جديان في ضبط الوضع الأمني، وإنهاء ما يُسمّى إمارة «داعش» و«النصرة» في عرسال، كما أثبتت العملية وجود عناصر إرهابية مختبئين بين النازحين المدنيين في المخيمات، الأمر الذي كانت تنفيه بعض القوى والأحزاب السياسية، لا سيما تيار المستقبل.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «النازحين يطلبون العودة الى سورية، كما أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في عرسال لم يعُد يحتمل بقاء النازحين في المدينة»، وأشارت الى «تلكؤ الوزارات المعنية في الحكومة لا سيما الشؤون الاجتماعية والداخلية وشؤون النازحين في العمل الجدّي والتواصل مع الحكومة السورية لإعادة النازحين إلى مناطقهم، وكشفت أن ناشطاً سورية يُدعى أبو طه العرسالي هو الذي يقوم بالتواصل مع الجهات المعنية من الجيش اللبناني وحزب الله ومع الجيش السوري والجماعات المسلحة لتأمين عودة النازحين الى سورية على دفعات. وقد تمّت الدفعة الأولى بإعادة حوالي 50 عائلة بينما لا تزال الدفعة الثانية التي تضم 600 شخص مجمّدة بسبب الوضع الأمني».
وقال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ«البناء» إن «أهالي المدينة يشجّعون الحكومة والنازحين على العودة الى بلدهم، والبلدية والأهالي مستعدون للمساعدة لإتمام الأمر ضمن إمكاناتهم». وشدد الحجيري على أن «الأهالي يقفون خلف الجيش والأجهزة الأمنية في القضاء على التنظيمات الإرهابية واستكمال تنظيف الجرود والحفاظ على أمن المدينة». وأوضح أن «الجيش هو المخول تحديد المعركة ونطاقها وطبيعتها وتوقيتها، ونقف خلفه في اتخاذ القرار المناسب في مهمة تثبيت الأمن ومواجهة المخططات الإرهابية التي تهدف الى ضرب الاستقرار والامن في البقاع ولبنان».
وطمأن إلى «أنّ الوضع في البلدة ومحيطها تحت سيطرة المؤسسة العسكرية، ولا داعي للخوف من تطوّرات قد تُعيدنا إلى سيناريو صيف العام 2014، فلا إمكانيّة للمسلّحين لخلق واقع مأساوي جديد في عرسال، لأنّ الجيش في المرصاد».
قائد الجيش: قرار بالقضاء على الإرهاب
وتفقّد قائد الجيش العماد جوزاف عون قوى الجيش المنتشرة في منطقة عرسال، حيث التقى الضباط والعسكريين الذين نفّذوا المهمّة، واطلع على أوضاعهم وحاجاتهم المختلفة. وأشار العماد عون إلى أنّ «ما جرى اليوم، يؤكّد مرّة أخرى قرار الجيش الحاسم في القضاء على التنظيمات الإرهابية وخلاياها وأفرادها أينما وجدوا على الأراضي اللبنانية، ومهما كلّف ذلك من أثمانٍ وتضحيات، ولفت إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف العمليات النوعية لاقتلاع هذا الشر الخبيث».
وزار قائد الجيش مبنى البلدية في بلدة القاع لمناسبة مرور عام على التفجيرات الإرهابية التي تعرّضت لها.
وطمأن مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم اللبنانيين الى أن «لبنان محميّ الآن أكثر من أي وقت مضى، وهو على طريق رفع مستوى الحماية أكثر فأكثر جراء التنسيق الأمني بين المؤسسات العسكرية والأمنية».
مواقف سياسية داعمة
وسجلت جملة من المواقف السياسية الداعمة لإنجاز الجيش، أبرزها من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي هنأ الجيش بنجاح العملية، واصفاً إياها بأنها «كانت خطرة للغاية»، واطمأن الى سلامة العسكريين الذين قاموا بها.
كما زار الرئيس عون مقر قيادة قوى الأمن الداخلي، حيث كان في استقباله وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وتوجّه عون الى الضباط قائلاً «تجمعون بين التهذيب مع المواطنين والشراسة في مقاتلة الإرهابيين، وعلينا وعليكم اليقظة والتحوط لمرحلة ما بعد سقوط التنظيمات الإرهابية في سورية لئلا يدخلوا لبنان».
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات العملية، وأجرى اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش، وهنأه على نجاح العملية، كما تمنى لجرحى المؤسسة العسكرية الشفاء العاجل، وأثنى على بطولات العسكريين وتضحياتهم.
واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان «أنّ العمليّة النوعيّة أكّدت جهوزيّة الجيش اللبناني الدائمة لمواجهة كلّ خطر يتهدّد لبنان واللبنانيّين». وتوجّه الحزب بتحية تقدير للجيش اللبناني، قائداً وقيادةً وضباطاً وأفراداً على هذا الإنجاز الكبير الذي تحقّق بحرفيّة قتاليّة عالية ومن دون أيّة خسائر في أرواح العسكريّين.
وأكد أنّ «معركة القضاء على هذا الإرهاب هي واحدة، من الموصل إلى الشام فلبنان، والمطلوب في هذه المواجهة، حصول تنسيق عالٍ بين جيوش هذه الدول الثلاث والقوى التي تحارب مع هذه الجيوش، لإلحاق الهزيمة الكاملة بالإرهاب».
كما أكد الحزب أنّ «معركة القضاء على الإرهاب تتطلّب الكثير من البذل والتضحيات، ولذلك من المهم التمسّك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة. فهذه المعادلة أثبتت نجاعتها في تشكيل حاضنة قادرة على درء الخطر الإرهابي، والتصدّي للمشاريع والخطط المرسومة في الدوائر الأميركيّة والمنسّقة مع العدو الصهيوني، للنَّيل من أمن واستقرار لبنان ودول المنطقة ومجتمعاتها».
بدوره أشار حزب الله في بيان، أن «العملية الجديدة تأتي استكمالاً للجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية اللبنانية للتعامل مع التهديد الإرهابي والقضاء على المجموعات الإرهابية المتغلغلة في العديد من الأماكن، كما تتكامل هذه العملية مع عمليات المقاومين على الحدود الشرقية لمنع الإرهابيين المسلحين من التغلغل في الأراضي اللبنانية وطردهم منها».
لقاء «التطبيع» بين «القوات» و«المردة»
سياسياً، برزت الزيارة التي قام بها نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني الى بنشعي ضمن جولة قام بها الى المنطقة، حيث التقى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيّة، بحضور الوزير السابق يوسف سعادة.
وقالت مصادر مشاركة في اللقاء لـ«البناء» إن «الموضوع الإنمائي طغى على أجواء اللقاء الذي لم يتطرّق الى التحالف السياسي والانتخابي بين القوات والمردة»، وأوضحت المصادر أنه «لأمر طبيعي أن يطلب نائب رئيس الحكومة الذي زار المنطقة موعداً مع النائب فرنجية، ومن الطبيعي ايضاً أن يستقبله رئيس المردة في دارته، لكن التحالف بين الطرفين غير مطروح في الوقت الحالي لكن لا شيء مستحيل في السياسة».
ولفتت المصادر الى أن «التواصل بين الحزبين تجمّد في الفترة الأخيرة بعد أن عقدت لجنة التواصل اجتماعات عدة، بهدف تنظيم الخلاف على الأرض واليوم التواصل موجود عبر الحكومة وستعود اللجنة الى لقاءاتها بهدف تطبيع العلاقات لتصبح طبيعية لا سيما أن المردة والقوات متفقان داخل الحكومة في ملفات عدة، منها رفض خطة الكهرباء، لكن لا يمكن الحديث عن مرحلة جديدة أو طي صفحة الماضي».
ونفت مصادر تيار المردة الحديث عن أن «تيار المردة أقرب الى القوات من التيار الحر»، موضحة لـ«البناء» أن «المردة أقرب الى التيار الحر في الخيارات الاستراتيجية والوطنية، ولكن التواصل معه مفقود في الوقت الحالي بعكس العلاقة مع القوات، حيث التواصل موجود، لكن كل فريق يحتفظ بخطه السياسي وخياراته الكبرى».
وعما إذا كان التقارب بين «القواتيين» و«المرديين» موجّه ضد التيار الوطني الحر نفت المصادر ذلك، معتبرة أنه «ليس تحالفاً كي يكون موجّهاً ضد أحد». وعن العلاقة بين النائب فرنجية والرئيس عون، لفتت الى أن «فرنجية لبّى دعوة عون في لقاء بعبدا ومستعدّ لتلبية دعوة أخرى، إذا وجّهت له ومنفتح للتعاون مع رئيس الجمهورية، أما العلاقة مع التيار فأوضحت أنها مجمدة حالياً ومقطوعة ولا يبدو أنها ستعود الى طبيعتها في القريب العاجل ولا يبدو أيضاً وجود بوادر تحالف انتخابي في الانتخابات النيابية المقبلة».
وأكد حاصباني بعد اللقاء أنّه «مع فرنجيّة كان إيجابيّاً وثبّت العلاقة الدائمة بين «القوات» و«المردة» واللقاء اليوم ثبّت الإيمان المشترك في بناء الدولة». وأضاف «نحن على تواصل دائم مع «المردة» ونتلاقى حول الكثير من شؤون البلاد الاجتماعية الأساسية، وسنكون دائماً في تعاون بما فيه خير البلد والمواطنين». وشدّد على أنّ «حزب «القوات» منفتح على الجميع ونحن على استعداد للتعاون مع الجميع وتقريب وجهات النظر أينما استطعنا».
ولفت وزير الإعلام ملحم الرياشي في تصريح أن «العلاقة بين القوات والمردة تسير على قدم وساق باتجاه تطبيع العلاقة لتصبح جيّدة وطيّ صفحات الخلاف الناتجة عن الحرب».
المصدر: صحف