منذ عدة سنوات والعلماء يربطون بين الإصابة ببعض الأمراض المزمنة التي تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسرطان وبين العمل ليلاً، دون معرفة السبب المؤدي لذلك تحديداً، لكن أخيراً توصل الباحثون إلى السبب الرئيس في الإصابة بهذه الأمراض.
وبحسب دراسة جديدة نقلتها صحيفة “تلغراف” البريطانية الثلاثاء، 27 يونيو/حزيران 2017، عن الدورية العلمية للطب المهني والبيئي (Occupational & Environmental Medicine)، تم التوصل إلى أن العمل في المناوبات الليلية قد يعطل قدرة الجسم على إصلاح الضرر اليومي الذي يصيب الحمض النووي، ويزيد من خطر حدوث الطفرات التي قد تؤدي للسرطان.
ويعتقد العلماء أن خلل الساعة البيولوجية مسؤول عن زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة وتراجع الخصوبة والأزمات القلبية والأورام. إلا أنهم لم يتمكنوا من تحديد الآلية التي يحدث بها ذلك.
الآن، اكتشف الباحثون الأميركيون أن الأشخاص الذين يعملون ليلاً يتراجع إنتاج جسدهم إلى 80% من أحد المركبات الكيميائية الثانوية الناتجة عن عملية إصلاح الحمض النووي للخلايا. ويقولون إن ذلك يشير إلى أن الجسم لا يقوم بعملية إصلاح الخلايا الجوهرية التي تتم عبر الليل في المعتاد، بحسب ما ذكرت التلغراف.
ويعتقدون أن هذا التأثير ربما ينتج عن غياب هرمون الميلاتونين، هرمون النوم، الذي تتراجع مستوياته في أجسام من ينامون خلال النهار.
وقال د. بارفين بهاتي، من مركز فريد هاتشنسون لأبحاث السرطان، في سياتل واشنطن، للتلغراف إن بقاء الجسم مستيقظاً خلال الليل يخفض من قدرته على إصلاح الأضرار التي أصابت الحمض النووي، ويؤدي هذا التراكم إلى زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان في مواقع متعددة، مثلما لُوحظ بين موظفي المناوبات الليلية”.
اختبرت الدراسة مستويات المركب الكيميائي (8-OH-dG) الذي ينتج عن عملية إصلاح الحمض النووي في أجسام 50 من موظفي المناوبات الليلية. ثم اختبروها مرة أخرى خلال أيام العمل النهارية، ليجدوا أن مستويات المركب قد ارتفعت إلى 300%، كما يعتقد الباحثون أيضاً أن موظفي المناوبات الليلية قد يحتاجون لتناول مكملات غذائية من هرمون النوم، ليتمكن الجسم من إصلاح الحمض النووي أثناء نومهم نهاراً.
وتابعت د. بهاتي “إذا تأكدت هذه النتائج، فيجب استكشاف استخدام مكملات الميلاتونين كتدخل لازم للحد من حدوث خلل الحمض النووي المسبب للسرطان وسط العاملين ليلاً”.
المصدر: هافينغتون بوست