نفذت القوة الصاروخية التابعة لحرس الثورة الاسلامية هجوما بصواريخ ذو الفقار متوسطة المدى على أوكار تنظيم داعش في محافظة دير الزور السورية، فما هي صواريخ ذو الفقار التي استهدفت التنظيم الارهابي؟
صاروخ “ذو الفقار” هو صاروخ من ضمن تشكيلة ترسانة الصواريخ الايرانية دخل خط الانتاج الواسع في أيلول من العام 2016 ميلادي، وافتتح هذا الخط وزير الدفاع والقوات المسلحة العميد حسين دهقان بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس. ويعتبر صاروخ “ذو الفقار” نسخة مطورة عن صاروخ “فاتح 110” الّذي تمتلكه المقاومة الاسلامية في لبنان-حزب الله، ويبلغ مدى الصاروخ الايراني 700 كيلومتر حسب إعلان وزارة الدفاع مزوّد بالوقود الصلب المركب.
فما هو الوقود الصلب المركّب؟
ايران وخلال تطويرها لصاروخ “ذوالفقار” تكون قد استخدمت تقنية الوقود الصلب المركّب للمرة الثالثة، خلال انتاجها لصواريخها الباليستية. ويعود استخدام الوقود الصلب المركب إلى العقد الرابع من القرن الماضي عبر باحثين أمريكيين، ومنذ ذلك الوقت أجري على هذا الوقود عدة تحديثات لينتهي المطاف به الى تقنية الوقود الصلب المركب المستخدم في التقنيات الصاروخية المعاصرة.
هذا النوع من الوقود يستخدم عادة في الصواريخ التي ترسل الى الفضاء، أو الصواريخ الباليستية العملاقة العابرة للقارات، أما طريقة عمل هذا الوقود بأنه يقع في القسم الأخير للصاروخ في محفظة الاحتراق، وعلى عكس الوقود الصلب العادي، يُخلط هذا الوقود بمواد مأكسدة ليتحوّل الخليط بعدها الى بلورات صغيرة تبدأ بالإحتراق ويندفع على إثرها الصاروخ.
ومن أهم فوائد استخدام هذا النوع من الوقود الصلب هو توفير الاستقرار للصاروخ أثناء التحليق لأن هذه الأنواع من الصواريخ عادة ما تواجه عدم استقرار في مرحلة الطيران وخصوصا عندما يفقد الصاروخ أجزاء منه نتيجة الإحتراق.
الفائدة الأخرى للوقود الصلب المركب هو أن الغبار المنبعث عن الصاروخ أثناء الإنطلاق أقل بكثير من الصاروخ الّذي يعمل بالوقود الصلب العادي، وهذه مزيّة مهمة وخصوصا أثناء الحرب. ويمتلك هذا الصاروخ مزايا أفضل ومروحة أوسع من الاستخدمات مقارنة بالوقود الصلب العادي، وعبر امتلاك تقنية الوقود الصلب المركّب، تكون الجمهورية الاسلامية بذلك قد انضمت الى مجموع الدول القلائل التي تمتلك هذه التقنية الصاروخية.
وقبل صاروخ ذو الفقار، استطاعت ايران أن تزود نوعين من الصواريخ بالوقود الصلب المركب وهي صواريخ سجيل وفاتح 313.
ويعد “ذو الفقار” النسخة التاسعة من منظومة صواريخ فاتح الايرانية بعد صواريخ فاتح 110 بنسخاته الأربعة (A,B,C,D) التي يبلغ مداها الأقصى 300 كيلومتر وصاروخ فاتح 313 بمداه البالغ 500 كيلومتر، وصاروخ الخليج الفارسي المضاد للسفن وبمدى يبلغ 300 كيلومتر، وكذلك صواريخ هرمز 1 و 2، المضادة للسفن والتي يبلغ مداها الأقصى 300 كيلومتر.
الجيل الأول لصاروخ فاتح 110 تم تطويره في العام 2002 بمدى بلغ 250 كيلومتر، ثم أجريت عليه بعض التعديلات من قبل خبراء الصناعات الصاروخية ليضم في نهاية المطاف أربعة صواريخ فاتح 110 وهي: فاتح110-A، فاتح110-B، فاتح110-C، فاتح110-D.
صاروخ “ذو الفقار” أو النسخة التاسعة من صواريخ فاتح، هو نسخة معدلة عن صاروخ فاتح 313، وكشف عنه في 22 آب من العام 2015 ودخل خط الانتاج الواسع في أيلول من العام 2016، بمدى يبلغ 200 كيلومتر أكثر من صاروخ فاتح 313، ويستخدم الوقود الصلب المركّب أثناء تحليقه للوصول الى هدفه.
ويعتبر الصاروخ الباليستي “ذو الفقار” من الصواريخ التكتيكية، وأنجزت جميع مراحل تصميمه وصناعته عبر جهود الخبراء الايرانيين كمنتج لصناعات مؤسسة الصناعات الجو فضائية التابعة لوزارة الدفاع الايرانية.
“ذو الفقار” هو صاروخ أرض-أرض، يطلق بشكل مائل وليس عامودي، ويطلق من قاعدة إطلاق ثابتة أو متحركة إلى هدفه على مرحلة واحدة، وهو صاروخ نقطي خفيف لا يكشفه الرادار، وقد استخدمه حرس الثورة الاسلامية للمرة الأولى ضد مجموعات تنظيم داعش الارهابية في محافظة دير الزور وفقا للصور التي وردت عن عمليات الإطلاق.
المصدر: وكالة تسنيم