هل تذكرون الصورة التي أبكت مذيعة شبكة “سي ان ان” ؟ هب تذكرون الصورة التي أخرجها الصحفي السويسري من جيبه ليعطيها للرئيس الأسد خلال مقابلة تلفزيونية معه طالبا منه التعليق عليها؟! وهي الصورة التي رفعتها مندوبة واشنطن السابقة سامثا بور في وجه المندوب الروسي الراحل فيتالي تشوركن في مجلس الأمن! هل تذكرون الطفل عمران؟ ها هو يعود مجدداً إلى الضوء، ولكن برواية والده التي لم يعد بإمكان كاميرات المسلحين مصادرتها.
لم يخرج والد الطفل “عمران دقنيش” من حلب، هو لم يكن من عداد المسلحين ولا من أنصارهم ولا ممن يعتبرون أنفسهم مستهدفين من الجيش السوري، قرر أن يبقى في كنف الدولة، لتعود قصة طفله إلى الضوء بعد إعلان شركة زين للاتصالات في الكويت الذي استخدم الصورة في مشهد تمثيلي لإدانة الإرهاب التكفيري في إعلان رمضاني.
الحملة الاعلانية أثارت المعارضة السورية التي انتفضت على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم: #زين _تشوه_الحقيقية، وقدم معارضون سوريون عريضة إلكترونية على موقع “آفاز” العالمي احتجاجاً على استخدام الشركة صورة الطفل عمران في إعلانها خلال شهر رمضان على أنه ضحية الإرهاب والجماعات التكفيرية، وطالب آخرون شركة زين بالاعتذار وسحب الحملة الاعلانية لأن الطفل كان رمزاً “للعمليات القصف الوحشي الذي يقوم بها النظام السوري”، بحسب زعمهم. إلى أن خرجت صورة عمران مجدداً!
وفي مفاجأة قلبت الطاولة على رأس المتاجرين بصورة الطفل، أجرى التلفزيون السوري مقابلة مع الطفل عمران وأسرته، الذين يعيشون اليوم في كنف الدولة السورية. وكشف والد الطفل عن كيفية المتاجرة بصورة ابنه، وعن التهديدات والعروض المالية التي تلقاها.
وأضاف “دفعوا لي مبالغ كبيرة، ومن أكثر من جهة، من طرف موسى العمر، وكان الوسيط مراسل المسلحين أبو الشيخ، وأنا رفضتها”.وأضاف والد عمران أن تلك الليلة التي التقطوا فيها الصورة ، لم يكن هناك أي قصف جوي أو صاروخي ، لم يكن هناك طيران ولا إثر الصاروخ، إنما انفجار داخل المبنى.
الأب كشف أن ملتقط الصورة هو محمود رسلان الملقب بأبو الشيخ وهو ناشط في حركة نور الدين زنكي وهو الشخص ذاته الذي صور عملية قطع رأس الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى على يد مجموعة من عناصر نور الدين زنكي، وكشف والد عمران أن عناصر حملوا ابنه إلى سيارة الإسعاف ولكن كان هناك طفل آخر يجلس على الكرسي ويقومون بتصويره، قام العناصر على الفور وابعدوا الطفل الآخر سريعا ووضعوا عمران مكانه لأنه أصغر سنا.
وأضاف والد عمران، استفزني مقطع فيدو انتشر ضمن حملة المعارضة على شركة زين للاتصالات التي استخدمت صورة عمران في إعلانها الرمضاني للمدعو محمود رسلان يدين فيه تشويه الإعلان للحقيقة ولهذا قررت ان اتكلم، وأوضح الأب انه رفض أن يعطيهم أي تصريح في وقتها ورفض الكلام لأنه كان مدرك أن ما يقومون به هو حملة للإعلام وليس واجب إنساني تجاه ابنه.
كما أجرت قناة “روسيا اليوم” مقابلة مع والد الطفل، ظهر فيها الطفل عمران متحدثاً إلى العدسة، قبل أن يكشف والده تفاصيل إصابته وكيف عمد المسلحون إلى تصويره أثناء انشغال الوالد بانقاذ عائلته وإخراج أفرادها من المنزل.