توصلت دراستان منفصلتان إلى أن أجهزة تنظيم ضربات القلب، ومضخات الأنسولين، وغيرها من الأجهزة الطبية بالمستشفيات تعاني من مشاكل أمنية تجعلها عرضة لهجمات إلكترونية.
وخلصت واحدة من الدراستين، أجريت على أجهزة تنظيم ضربات القلب، إلى وجود أكثر من ثمانية آلاف ثغرة معروفة في نظام التشفيرالخاص بهذه الأجهزة.
وجاءت هذه التقارير بعد فترة قصيرة من تعرض أكثر من 60 هيئة صحية في بريطانيا لهجوم إلكتروني.
وبحثت الدراسة، التي أجريت على أجهزة تنظيم ضربات القلب، في مجموعة من الأجهزة القابلة للزرع في الجسم، والتي تُصنعها أربع شركات بالإضافة إلى “النظام البيئي” لأجهزة أخرى تُستخدم لمراقبة هذه الأجهزة وإدارتها. وأفادت النتائج بأنه لم تحظ أي من هذه الأجهزة بالحماية من خلال أنظمة الدخول التي توظف آلية اسم المستخدم وكلمة المرور، أو التأكد من أن الأجهزة المتصلة بها كانت حقيقية.
وقال الباحث بيلي ريوس والدكتور جوناثان بوتس، من شركة “وايتسكوب” الأمنية، إن الدراسة التي أجرياها تُظهر “تحديات خطيرة” تواجه شركات تصنيع أجهزة قياس ضربات القلب في محاولة لتأمين الأجهزة، ومنع أية ثغرات تقنية يمكن أن يستغلها القراصنة الإلكترونيون، وتوصلوا إلى أن عددا قليلا من شركات التصنيع هي من شفرت أو وفرت الحماية بطريقة أخرى للبيانات الموجودة على الأجهزة، أو خلال عملية نقل هذه البيانات إلى أنظمة المراقبة.
وأوضج ريوس أن قلة حجم، وضعف القدرة الحاسوبية للأجهزة الداخلية، يجعل من الصعب تطبيق المعايير الأمنية التي تُساعد في حماية الأجهزة الأخرى.وقال إنه، وزملائه في البحث، أحالوا جميع المشاكل التي اكتشفوها إلى وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، التي تشرف على الشركات المصنعة للأجهزة الطبية.
وفي بحث أكبر، قال الباحثان إن شركات تصنيع الأجهزة يجب عليها بذل المزيد من الجهد “للوقاية من أي ثغرات محتملة في الأنظمة، قد يكون لها تداعيات على رعاية المرضى”.
وتوصلت الدراسة المنفصلة، التي استقصت آراء الشركات المُصنعة والمستشفيات والهيئات الصحية بشأن الأجهزة التي يستخدمونها عند علاج المرضى، إلى أن 80 في المئة منهم قالوا إنه من الصعب حماية الأجهزة، وأشارت إلى أن الثغرات الموجودة في الشفرات، وعدم المعرفة بطريقة كتابة الرموز الآمنة، وضغوط الوقت، جعلت العديد من هذه الأجهزة عرضة للهجمات.
وبالرغم من معرفتها بهذه المشاكل، فإن تسعة في المئة فقط من شركات تصنيع الأجهزة، وخمسة في المئة من الهيئات الصحية، أجروا اختبارات سنوية للمعدات للكشف عن وجود أي ثغرات أمنية محتملة، بحسب الدراسة، وأشارت إلى أن نسبة أعلى من شركات التصنيع، تصل إلى 17 في المئة، اتخذت خطوات لتأمين الأجهزة التي تُصنعها.
وقال الدكتور لاري بونيمون، الذي شارك في إعداد الدراسة الثانية مع شركة “سينوبسيز” الأمنية، إن “تأمين الأجهزة الطبية هو بالفعل قضية حياة أو موت لكل من شركات تصنيع الأجهزة وهيئات تقديم الرعاية الصحية، من المهم جدا أن تجعل شركات تصنيع الأجهزة الطبية أمن أجهزتها أولوية قصوى”.
المصدر: بي بي سي