يبكي الأطفال في بريطانيا وكندا وإيطاليا أكثر من غيرهم. هذا ما حدّده رسم بياني عالمي حول البكاء الطبيعي عند الرُضّع، خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد ولادتهم، وفقاً لتحليل قام بدراسة العديد من البحوث والدراسات التي شملت حوالي 8700 رضيع من عدة بلدان، بما في ذلك ألمانيا والدنمارك واليابان وكندا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا. وقد احتسبت الدراسة متوسط المدة التي يصرخ فيها الأطفال ويبكون خلال أربع وعشرين ساعة.
تشير نتائج الدراسة التي نُشرت، في إبريل/نيسان الماضي، إلى أن الرُضّع يبكون في المتوسط لمدة ساعتين يومياً في الأسبوعين الأولين بعد الولادة. وللبكاء عموماً ذروات تصل إلى حوالي الساعتين وربع الساعة يومياً في الأسابيع الستة الأولى، ثم تقل تدريجياً إلى حوالي ساعة وعشر دقائق في المتوسط، بحلول الأسبوع الثاني عشر. لكن مع ذلك يوجد من يبكون فقط أقل من 30 دقيقة، وآخرون يبكون أكثر من خمس ساعات في نفس الفترة الحسابية السابقة.
وأشارت النتائج إلى أن المغص عند الرُضّع منتشر أكثر في بريطانيا، حيث يصيب أكثر من 28 في المائة منهم في أول أسبوعين بعد الولادة، وفي كندا تصبح النسبة 34.1 في المائة في الأسابيع الأربعة الأولى، أما في إيطاليا فتصبح النسبة 20.9 في المائة في الأسابيع الثمانية أو التسعة الأولى.
على النقيض من ذلك، لوحظت أدنى معدلات المغص في بلاد مثل الدنمارك (5.5 في المائة في 3-4 أسابيع الأولى) وألمانيا (6.7 في المائة في 3-4 أسابيع الأولى). والمغص معروف بأنه بكاء الأطفال أكثر من ثلاث ساعات يومياً لمدة ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع، والمعايير الحالية التي تحدّد ما إذا كان الطفل يبكي كثيراً ويعاني من المغص هي معايير “وينسل” التي صيغت في خمسينيات القرن الماضي.
يقول ديتر وولكي، أستاذ علم النفس في كلية الطب بجامعة وارويك، والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة طب الأطفال، إن “هناك تحولاً وتغيراً في مسائل رعاية الأطفال والأسرة بشكل كبير خلال نصف قرن وعبر ثقافات مختلفة، وهناك حاجة إلى مبادئ توجيهية عامة جديدة للوالدين الجديدين وأيضاً للاختصاصيين الصحيين، لتقييم مستويات البكاء الطبيعية والمستويات المفرطة في البكاء عند الرُضّع”.
ويؤكد وولكي أن “الرسم البياني الجديد الذي وضعته الدراسة للبكاء والصراخ الطبيعي لدى الأطفال في البلدان الصناعية سيساعد العاملين في مجال الصحة على طمأنة الآباء والأمهات حول ما إذا كان بكاء طفلهم ضمن النطاق الطبيعي المتوقع في الأشهر الثلاثة الأولى، أم أنه من النوع المفرط الذي يتطلب مزيداً من التقييم والدعم الإضافي للوالدين”.
المصدر: العربي الجديد