يقع حي الوعر في الجهة الغربية من مدينة حمص، وأُطلق عليه قبل الأحداث اسم “حمص الجديدة”، يكتسب حي الوعر أهمية موقعه من خلال محاذاته لتجمّع الكليات العسكرية في الجهة الشمالية الشرقية منه بالإضافة لقربه من الطريق الرئيسي حمص – مصياف شمالاً، وقربه من الطريق الرئيسي حمص – طرطوس من جهته الجنوبية ومصفاة حمص من الجهة الجنوبية الغربية والتي لا يبعد عنها أكثر من 1 كلم، وهذا بالإضافة لاحتوائه على العديد من المؤسسات الحكومية والمرافق العامّة ومن أبرزها: السرايا الحكومي الجديد، مبنى الجنائية، المعهد الصحي، بنك الدم، مدينة المعارض، مبنى البريد.
يحدّ الحي من جهته الجنوبية بساتين الميماس والغوطة والخراب وتنتشر فيها بيوت متفرقة بمحاذاة الجزر السكنية، كما يوجد في الجهة الشمالية الغربية من الحي -على أطراف الجزيرة الثامنة- بيوت سكنية صغيرة ومتفرقة يطلق عليها اسم حارة البدو نسبة لسكانها.
يتألف حي الوعر من 8 جزر عمرانية تتألف كل واحدة منها من مجموعة من كتل الأبنية الطابقية المتجاورة، بالإضافة إلى الجزيرة التاسعة المنفصلة عن الحي والتي تقع في الجهة الغربية منه، وكذلك الوعر القديم وهو القسم الأقدم من الحي قبل بناء الجزر السكنية المذكورة، ويقع في الجهة الشرقية منه، حيث تقدّر مساحة الحي العمرانية بحوالي 3.8 كلم2 (الجزر التسعة مع الوعر القديم).
تقع قرية الرقة داخل حي الوعر وتتوسط الموقع بين الجزر الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة وهي قرية صغيرة ذات بيوت بسيطة وصغيرة.
تعتبر أبنية الجزيرة السابعة من أكثر الأبنية الطابقية ارتفاعاً في الحي، ونسبةً لهذه الميزة أطلق عليها اسم الأبراج حيث يتفاوت ارتفاعها بين 9 و 16 طابقاً، بالإضافة لوجود بعض الأبراج العالية في باقي الجزر.
أعداد المدنيين
لا يوجد إحصاء دقيق لعدد السكان في حيّ الوعر، إلّا أنّ آخر إحصاء رسمي في العام 2011 ذكر أنّ العدد يُقدّر بـ 50.000 نسمة، وقد وصل هذا العدد بالإضافة لمدنيي أحياء حمص القديمة الذين ذهبوا إلى الحي إلى 125.000 نسمة، في حين تذكر بعض الاحصائيات الصادرة عن لجان في الحي أن عدد سكانه لا يتجاوز 65.000 نسمة.
بداية الحراك المسلح في الحي
بدأ الظهور المسلح في حي الوعر خلال شهر شباط من العام 2013 وذلك بالتزامن مع تحرير قواتنا لبلدة كفرعايا، وعملياتها باتجاه حيي جوبر والسلطانية، حيث كانت تفصل بين الحيين وبين حي الوعر بساتين باب عمرو فقط، وتجلّى ذلك من خلال إقامة حواجز على شارع الخراب الواصل بين حي الحمرا والوعر، وإقامة بعض الحواجز الطيارة في الطرقات الرئيسية من الحي، وما لبث هذا الظهور الخجول إلى أن انتقل إلى حالة مسلحة أكثر تنظيماً من خلال إقامة محارس وتسيير دوريات وإنزال كمائن عند مداخل الحي ورصد الطرقات المؤدية إليه وتفخيخ أخرى، وذلك بالتزامن مع قيام قوات الجيش السوري بعملية تطهير بساتين الوعر في شهر أيار من العام 2013.
في نهاية شهر تشرين أول من العام 2013 بدأت تظهر أنشطة المسلحين بشكل واضح على مشهد الأحداث في مدينة حمص من خلال استهداف حواجز الجيش المحيطة في الوعر القديم وفي برج الغاردينيا ومحيطه.
نهاية العام 2013 بدأت قوات الجيش السوري بتثبيت نقاط في بعض أبراج الجزيرة السابعة بغية حماية سكان قرية الرقة من مسلحي الحي، فدارت اشتباكات بين الطرفين بهدف استرجاع بعض الأبراج دون أن يتمكن المسلحون من ذلك، فعمدوا إلى تهجير أهالي قرية الرقة بعد محاصرتها وإطلاق النار والقذائف عليها بشكل كثيف ومستمر.
ومنذ ذلك الوقت بدأ المسلحون بأعمال التحصين والاجراءات الهندسية، فكانت الجزيرتين السابعة والثامنة محط الاهتمام والثقل كونهما خط التماس مع قواتنا في الجهة الغربية، فيما كان الوعر القديم من الجهة الشرقية كونه على تماس مع قواتنا في الكليات والمشفى العسكري، حيث قام المسلحون بحفر شبكة من الخنادق والأنفاق وإقامة المتاريس والسواتر الاصطناعية التي تضمن لهم التنقّل الآمن على خط الجبهة.
ومن الجدير بالذكر أن أبرز الفصائل التي تقاسمت العمل المسلح في الحي هي: هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” – حركة أحرار الشام – الجيش الحر – هيئة حماية المدنيين.
مراحل الضغط التي نفذتها قوات الجيش السوري باتجاه الحي ونتائجها
خلال السنوات السابقة حاولت قوات الجيش السورس الضغط على مسلحي الحي من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تقضي بحلّ ملف الحي بالطرق التي تحفظ المدنيين داخل الحي أي الطرق السلمية، وخصوصاً أن المشهد الجغرافي والعمراني للحي يغلق أي فسحة أمل باتجاه انهاء ملفه بغير هذه الطريقة، ومن أبرز هذه المراحل:
بدايةً كان إنهاء ملف حمص القديمة، ومن قبله سيطرة قوات الجيش السوري على بساتين الميماس والخراب والغوطة من أكثر العوامل التي ساعدت على إحكام حصار الحيّ وبالتالي كسبت ورقة ضغط هامّة في هذا المجال.
العام 2014
بالتزامن مع عملية حمص القديمة، قامت قوات الجيش السوري بمحاولة السيطرة على أبراج جديدة في الجزيرة السابعة، حيث كانت تُعتبر هذه المحاولة أول المعارك باتجاه الحي، وعلى إثرها عقد في شهر أيار أول اتفاق وقف إطلاق نار بين المعارضة المسلحة وقوات الجيش السوري انتهى منتصف شهر تموز من العام ذاته.
شهر تشرين الثاني: نفّذت قوات الجيش السوري رمايات مدفعية وصاروخية مكثّفة بالإضافة، أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق نار دام حوالي أسبوعين.
شهر كانون أول:رمايات مدفعية طالت معظم الحي واستمر الضغط الناري حوالي أسبوعين.
العام 2015
شهر كانون الثاني: نتيجة الضغط الناري الذي نفّذته قوات الجيش السوري الشهر الفائت، كان منتصف شهر كانون الثاني على موعد مع هدنة جديدة وجولة من المفاوضات، انتهت عند نهاية شهر شباط.
شهري أيار وحزيران: كثّفت قوات الجيش السوري من استهدافها لمواقع ونقاط المسلحين في الحي عبر الرمايات المدفعية الثقيلة والصاروخية المكثّفة.
شهر آب: رمايات ثقيلة مدفعية وصاروخية استهدفت الحي، أفضت إلى هدنة (في كامل الحي عدا الجزيرة السابعة) تخللها دخول موفد من الأمم المتحدة.
شهري أيلول وتشرين أول: تكثيف الرمايات الثقيلة، وحديث عن عودة المفاوضات.
شهر كانون الأول: إعلان وقف إطلاق نار مقدمة للتفاوض واتفاق تسوية، اقتضى تنفيذ المرحلة الأولى والتي تمثلت بإخراج حوالي 275 مسلح من الرافضين للتسوية مع عائلاتهم إلى ريف إدلب، حيث كان العدد الكلي للمغادرين 750 شخص بين مدني ومسلّح.
العام 2016
شهر آذار: أعلن عن فشل المفاوضات وتوقف خروج دفعات المسلحين بسبب عدم الاتفاق على بعض البنود.
شهر أيار: جرى تبادل للرمايات بين قوات الجيش السوري والمسلحين، حيث كان الردّ عنيفاً من قبل قوات الجيش ما دفع إلى اتفاق تهدئة استمر حوالي الأسبوع.
شهر آب: رمايات مدفعية وصاروخية ثقيلة ومكثفة باتجاه الوعر، أسفرت بعد يومين عن اتفاق وقف اطلاق النار وتحديد جدول للمفوضات من أجل خروج المسلحين، وفي نهاية شهر أيلول جرى إخراج 123 مسلح مع عائلاتهم إلى قرية الدار الكبيرة، ومن ثم خروج دفعة جديدة من مسلحي حي الوعر (حوالي 112 مسلح و120 من عائلاتهم) باتجاه الريف الشمالي، وبداية شهر تشرين أول قامت مجموعة من المسلحين بتسليم سلاحها الثقيل للقوات الحكومية.
شهر تشرين الثاني: خرق المسلحون الهدنة ما دفع قوات الجيش السوري للرد برمايات صاروخية ومدفعية ثقيلة.
شهر كانون الأول: اتفاق تهدئة برعاية روسية يتضمن وقف الرمايات الثقيلة، خرق المسلحون الاتفاق لتقوم قوات الجيش السوري بالردّ عبر رمايات متنوعة، وبعد ذلك بأيام عقدت هدنة جديدة استمرت لعدة أسابيع فقط.
العام 2017
شهر شباط: شهدت بداية هذا الشهر تصعيد من قبل المسلحين عبر تفجير المقرات الأمنية في حمص، ما دفع قوات الجيش السوري إلى تكثيف الرمايات باتجاه الحي الوعر.
الاتفاق النهائي وإخراج المسلحين من الحي:
بداية آذار 2017 صعّدت قوات الجيش السوري من رماياتها باتجاه الحي والتي أفضت إلى اتفاق تهدئة برعاية روسية وجلسات تفاوض مكثّفة.
من أبرز بنود الاتفاق
• خروج المسلحين مع سلاحهم الفردي وعوائلهم إلى المناطق التالي: جرابلس – إدلب – ريف حمص الشمالي.
• تسوية أوضاع من يريد أن يبقى في الحي بعد تسليم سلاحه.
• فتح الطرقات المؤدية إلى الحي.
• إدخال المساعدات.
• تأهيل مؤسسات الدولة والمرافق العامّة.
وبالفعل بدأ المسلحون بالخروج منتصف الشهر تطبيقاً للاتفاق حسب الدفعات التالية:
• المسلحون الذين قاموا بتسوية أوضاعهم بعد تسليم السلاح، يُقدّر عددهم بـ : 1700
الدفعات المغادرة:
• الدفعة الأولى إلى جرابلس بتاريخ 18/03/2017: الكلّي 1350 (1000 مدني + 350 مسلحا)
• الدفعة الثانية إلى جرابلس بتاريخ 27/03/2017: الكلّي 1864 (1220 مدنيا + 644 مسلحا)
• الدفعة الثالثة إلى إدلب بتاريخ 01/04/2017: الكلّي 1830 (911 مدنيا + 919 مسلحا)
• الدفعة الرابعة إلى جرابلس بتاريخ08/04/2017: الكلّي 1424 (1099 مدنيا + 325 مسلحا)
• الدفعة الخامسة إلى جرابلس بتاريخ 17/04/2014: الكلّي 2010 (1491 مدنيا + 519 مسلحا)
• الدفعة السادسة إلى جرابلس بتاريخ 24/04/2017: الكلّي 1405 (1144 مدنيا + 261 مسلحا)
• الدفعة السابعة إلى إدلب بتاريخ 30/04/2017: الكلّي 1757 (1192 مدنيا + 565 مسلحا)
• الدفعة الثامنة إلى جرابلس بتاريخ 05/05/2017: الكلّي 1184 (1012 مدنيا + 172 مسلحا)
• الدفعة التاسعة إلى جرابلس بتاريخ 10/05/2017: الكلّي 1090 (955 مدنيا + 135 مسلحا)
• الدفعة العاشرة إلى إدلب بتاريخ 16/05/2017: الكلّي 2613 (2188 مدنيا + 425 مسلحا)
• الدفعة الحادية عشرة إلى الدار الكبيرة بتاريخ 18/05/2017: الكلّي 340 (170 مدنيا + 170 مسلحا)
• الدفعة الثانية عشرة إلى جرابلس وإدلب بتاريخ 20/05/2017: الكلّي 2316 (1397 مدنيا + 919 مسلحا)
المجموع: 19183 (13779 مدنيين + 5404 مسلحا)
المجموع النهائي للمسلحين الذين أُخرجوا من الحي والذين تمّت تسوية أوضاعهم 7614، وهم على الشكل التالي:
• 5404 مسلحين أُخرجوا في الاتفاق الأخير
• 235 مسلحا أُخرجوا في شهر أيلول 2016
• 275 مسلحا أُخرجوا في شهر كانون أول 2015
• أعداد المسلحين الذين قاموا بتسوية في الاتفاق الأخير 1700
المجموع النهائي للمدنيين الذين خرجوا من الحي 14504، وهم على الشكل التالي:
• 13779 خرجوا في الاتفاق الأخير
• 250 خرجوا في شهر أيلول 2016
• 475 خرجوا في شهر كانون أول 2015.
المصدر: الاعلام الحربي