تلقت إحدى أعرق الجامعات في المملكة المتحدة وابلاً من الانتقادات بسبب إزالتها لمكان الصلاة المخصص للمسلمين داخل الحرم الجامعي. في الواقع، أفاد طلاب جامعة إيست أنجليا أنهم تلقّوا مؤخراً خبر إزالة المكان المخصص لتأدية صلاة الجمعة وذلك قبيْل شهر رمضان. وأوْعزت الجامعة ذلك إلى “نقص المساحات الكافية” فضلاً عن القاعات خلال موسم الامتحانات. وفي الحقيقة، تمت إزالة مكان الصلاة الوحيد المتاح فى الحرم الجامعي نهائياً واسْتبداله بممرّ يؤدي إلى المكتبة الجامعية.
اذ على مدى السنوات القليلة الماضية، استخدم الطلاب المسلمون في الجامعة قاعة المحاضرات للتعبّد وأداء شعائرهم الدينية. بالإضافة إلى ذلك، يقيم الطلاب صلاة الجمعة في مكان منفصل في المبيت الجامعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا كان الحل المؤقت الذي وضعته الجامعة إلى حين إيجاد خطط لإقامة مكان دائم للصلاة. ولكن بداية من يوم الأحد، سيّتعين على الطلاب المسلمين ترك المكان المخصص للصلاة من دون أن يحصلوا على بديل له. كما أكد الطلاب أنه لم تتم دعوتهم لمناقشة هذه الخطوة.
واتهم الاتحاد الطلابي الجامعة بالتمييز والعنصرية والإخفاق في القيام بواجباتها بموجب قانون المساواة. وفي شأن ذي صلة، أفاد المتحدث باسم الاتحاد من أجل الرفاهية والمجتمع والتنوع، جو سو أن هذه الواقعة انجرَّ عنها “تفشي الإحساس بالقلق والانزعاج في صفوف الطلبة المسلمين لأنها جعلتهم يشعرون بأنهم منبوذون”. وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة وضعت خططاً للتوسع خلال السنوات القليلة القادمة، وتعهدت بانتداب ما يصل إلى 3000 طالب جديد بحلول سنة 2030، أي بزيادة قدرها 20 في المائة.
من جانب آخر، اشتكى الطلاب من أن المساحة المخصصة للصلاة صغيرة جداً لاستيعاب ما يقدر بحوالي 600 طالب مسلم موجودين داخل الحرم الجامعي. وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم الجمعية الإسلامية في الجامعة إن “الجامعة التي بصدد دراسة خُطط بهدف الترفيع من عدد طلابها، تحاول إقناعنا بأن “مركز تعدد الإيمان” المزدحم سيسْتطيع استيعاب -بطريقة أو بأخرى- جميعَ الطلاب الحاليين”.
وفي بيان لها، قالت الجامعة: “سيتم، كجزء من استثمار بقيمة مليونيْ جنيه إسترليني في المساحات الدراسية لإنشاء مكتبة جديدة، وتجديد كامل لقاعات المحاضرات الرئيسية في الجامعة، استخدام مرفق الصلاة الذي يقع على مقربة من إحدى قاعات المحاضرات. وبالتالي، لن يكون متاحاً بصفة مؤقتة لأسباب تتعلق بالسلامة خلال أعمال البناء. وسيكون هذا المرفق متاحاً للطلاب المسلمين من جديد بداية من العام الدراسي القادم”.
كما أضاف المسؤولون في الجامعة أن المكان المخصص لإقامة صلاة الجمعة سيبقى متاحاً للطلاب المسلمين خلال المساء، ولكن لن يستطيعوا أداء صلاة الجمعة لمدة شهر واحد إلى حين الانتهاء من فترة الامتحانات. ونتيجة لذلك، خلال هذه الفترة، فإن مساحة العبادة الرئيسية في مركز تعدد الإيمان بالجامعة ستكون متاحة للطلاب المسلمين لتأدية صلاة الجمعة”.
وفي الختام، قالت الجامعة إن المكان المخصص لأداء صلاة الجمعة في المبيت الجامعي سيكون متاحاً مرة أخرى بمجرد الانتهاء من موسم الامتحانات. وأضافت الجامعة أنه تم تشكيل مجموعة عمل بهدف إيجاد حلول على المدى الطويل.
المصدر: هافينغتون بوست