أعرب الامام السيد علي الخامنئي عن شكره للشعب الايراني على مشاركته الحماسية الواسعة في الانتخابات.
لفت السيد الخامنئي الى ان الحضور المكثّف لأكثر من 40 مليون ناخب، منح رصيداً جديداً للانتخابات الرئاسية، مؤكداً ان الفائز الحقيقي هو الشعب.
ورأى السيد الخامنئي ان النظام الاسلامي تمكن على الرغم من مؤامرات الأعداء أن يستقطب هذا الشعب العظيم.
وجاء في نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الشعب الايراني العزيز
لقد أظهر الاحتفال الانتخابي الملحمي بالأمس النور السّاطع للعزم والارادة الوطنية أمام أعين العالم، مشاركتكم الواسعة والعظيمة، واندفاعكم الى مراكز الانتخاب بكل شوق، وانتظام الطوابير من أجل الوصول الى صناديق الاقتراع في جميع أنحاء البلاد ومن كل الأطياف الاجتماعية علامة واضحة على ركازة أسس الديمقراطية الاسلامية و المصلحة العامة المهداة من الله سبحانه وتعالى، وقد رفعت مكانة إيران والايرانيين في اختبار الميدان العملي.
تواجدكم الكثيف بالأمس وإدلائكم بأكثر من 40 مليون ورقة اقتراع في صناديق الاقتراع، سجل رقما متجددا في انتخابات رئاسة الجمهورية وأثبت التطور المستمر للشعب الايراني في ميدان الحضور والتواجد الفعال.
لقد ردّت ايران الاسلامية الخبثاء والحاقدين والحسّاد على أعقابهم، وأثلجت قلوب أصدقائها وأنصارها.
لقد كنتم أنتم الشعب الايراني الفائز بانتخابات الأمس ونظام الجمهورية الاسلامية الّذي استطاع رغم مؤامرات الأعداء استطاع استقطاب ثقة هذا الشعب العظيم على نحو متزايد، ويتألق باستمرار مع كل فترة يمر بها.
لم يكن الاختبار بالأمس متعلقا بالمشاركة الواسعة بل تعدّاه إلى جزء مهم حيث كان اختبارا للهدوء والصلابة وآداب المشاركين فيها الّذي وفر الأمن لهذه الانتخابات. لقد شاركت كل الأطياف والطبقات والاتجاهات السياسية إلى جانب بعضهم البعض وصوتوا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانيّة.
إنني إذ أسجد سجدة شكر وبخشوع في محضر الله عز وجل، وأسأله اللطف والرحمة والثواب اللائق للشعب الايراني، وأتوجه بالسلام والاخلاص إلى بقية الله الأعظم (أرواحنا فداه)، لا بد لي من التّذكير بعدد نقاط:
1- أدعو الشعب العزيز الّذي وفقه الله لإجراء هذه الانتخابات بعد حماوة الأيام والأسابيع التي سبقتها، الى الاتحاد والوحدة الوطنية التي هي بدون أي شك عاملا مهما من عوامل القوة والاقتدار الوطني.الكل هم تحت ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وأبناء هذا الوطن العزيز، حاولوا زيادة نصيبكم في تطوير البلاد الى أهدافه العليا والسّامية، وتحقيق جميع التطلعات الوطنية في التخطيط والعمل.
2- أوصي وأشدد على رئيس الجمهورية وجميع الأشخاص الّذين سيشكلون الحكومة المقبلة على العمل وبذل الجهود الشبابية من أجل حل مشكلات البلاد وأن لا يغفلوا لحظة واحدة عن الخط المستقيم. وأن يولوا الطبقات الضعيفة، في القرى والمناطق الفقيرة، أولى اهتماماتهم، وأن يكافحوا الفساد والمشاكل الاجتماعية.
3- أن يراعوا العزة الوطنية، يعتمدوا الحكمة في العلاقات العالمية ، الاهتمام باقتدار البلد دوليا كجملة من أهم أولويات الادارة الثورية والاسلامية.
4- أرى أنه من الواجب عليّ أن أشكر كل فرد شارك في الانتخابات وشجّع الباقيين على أداء هذه المهمة، لا سيّما المراجع العظام والعلماء الأعلام والنخب الجامعية والسياسية والثقافية والفنية.
5- أرى من الواجب عليّ أيضا أن أشكر المرشحين لرئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية الّذين كان لهم دور فعّال في تنوير وخلق الحماسة من أجل المشاركة في الانتخابات.
6- أرى أنّه من الواجب عليّ أن أتقدم بالشكر لكل العاملين على إجراء ورقابة انتخابات رئاسة الجمهورية وانتخابات المجالس المحلية للمدن والقرى الّذي تحملوا أعباء مرهقة.
7- أرى من الواجب عليّ أن أشكر الّذين وفّروا أمن الانتخابات وكذلك الإعلام الوطني الّذين أضفوا الحماسة على الانتخابات عبر بذل الجهود الفنية المتواصلة.
8- أدعوا الجميع، في الختام، الى التقوى والسعي لتنفيذ الواجب الالهي والاجتماعي، والالتزام بخط الثورة الاسلامية التي تعتبر الارث القيّم للإمام الخميني العظيم والشهداء الأطهار وأسأل الله تعالى لهم علو الدرجات.
والسلام عليكم و رحمة الله
المصدر: وكالة فارس