أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة تدفع الدول الأخرى بشكل مستمر إلى الابتعاد عن التواصل مع روسيا، بينما واشنطن نفسها تتواصل مع موسكو كثيرا.
وقال لافروف في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة “سبوتنيك”، اليوم: “نحن نلتقي معه [مع جون كيري] كثيرا، لقد زار موسكو مرتين خلال الأشهر الأخيرة – في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2015، وفي شهر آذار/مارس من العام الجاري، وقبل ذلك زار سوتشي في ربيع 2015.. وقد تحدثنا هاتفيا لما لا يقل عن 25 مرة، بما فيها ثلاث مرات خلال الأسبوع الأخير. لذلك ليس هناك نقص في التواصل”.
وتابع وزير الخارجية الروسي: “وعلى الرغم من كثرة اتصالاتنا بالأميركيين، فإنهم يحذرون الدول الأخرى ويدفعونهم عنا. بل وحتى أنه تسربت معلومات إلى الإعلام حول أنهم حاولوا ثني رئيس وزراء اليابان عن زيارة روسيا”.
روسيا مستعدة للتعاون مع أي رئيس جديد للولايات المتحدة
وقال سيرغي لافروف، بأن روسيا مستعدة للعمل مع أي رئيس جديد للولايات المتحدة، معربا عن أمله في أنه سيعي أهمية التعاون بين موسكو وواشنطن، في تسوية المشاكل العالمية : “نحن مستعدون للعمل مع أي زعيم للولايات المتحدة على أمل أنه سوف يدرك أهمية التعاون الروسي الأمريكي لحل العديد والعديد من المشاكل، التي لم تقل في العالم على مدى السنوات الثماني الماضية”.
وأضاف وزير الخارجية الروسي: “نأمل بأن يكون شريكنا قادرا على التفاوض، وأكثر اتساقا، وأنه لن يجمع بين السعي للتعاون معنا في الكثير من القضايا الدولية ا لتي لا يمكن تسويتها من دوننا، مع السعي لإظهارنا بأننا الخطر الرئيسي، وخلق العقبات أمام مشاركتنا في النظامين المالي والنقدي الدولي، وتحريض الدول الأخرى نحو سلك نهج معادي لروسيا.. آمل ألا يكون مثل هذا التناقض، ونحن بالتأكيد سنحترم خيار الشعب الأميركي.
سيتم الانتهاء من توريد “إس-300” لإيران خلال 2016
وبالنسبة لصفقة الصواريخ أرض جو مع إيران ذكر، سيرغي لافروف، أنه سيتم إنجاز توريد منظومة الدفاع الجوي “إس-300” لإيران خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن عدد مجموعات هذه المنظومة التي اشترتها طهران كاف لضمان مصالحها الأمنية المشروعة في حماية مجالها الجوي.
وقال لافروف اليوم الأربعاء: “العدد [ مجموعات “إس-300″]- بما يتفق تماما مع العقد. بصراحة، أنا حتى الآن أخشى أن أخطئ. أنا ببساطة لا أتذكر، ولكن هذه هي الكمية التي تناسب تماما مع المصالح الأمنية المشروعة لإيران لحماية مجالها الجوي”.
وأشار الوزير الروسي إلى أنه في الوقت الحالي يجري بالفعل توريد مكونات منظومة “إس-300” “وأعتقد أنه على الأرجح خلال هذا العام سوف ينتهي [ التوريد] “. وفيما يتعلق بسحب الدعوة الإيرانية ضد روسيا بشأن عدم توريد “إس-300” في الوعد المحدد سابقا، قال لافروف: “بقدر تنفيذ هذا العقد لتوريد “إس-300″ الدعوى القضائية سيتم سحبها”. مضيفا بأن “الجميع اتفق على هذا”.
محاولات عرقلة المشروع التجاري “التيار الشمالي 2” لها طابع سياسي
وفي سياق آخر أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مشروع بناء خط أنابيب الغاز “التيار الشمالي 2 ” هو تجاري بحت، ومحاولات منعه تحمل طابعا سياسيا، وخصوصا الولايات المتحدة، من خلال أصدقائها المقربين في الناتو لمحاولة خلق مشاكل أمام تنفيذه.
وقال لافروف : “نحن مقتنعون بأن” التيار الشمالي 2 “سيؤدي أيضا إلى تعزيز إمدادات الطاقة إلى أوروبا وأمن الطاقة في أوروبا. والمشروع هو عبارة عن مشروع تجاري بحت، ويضم عددا من الشركات الغربية … ومحاولات منعه، طبعا تحمل طابعا سياسيا بحتا، والأميركيون يمارسون هذا، من خلال أصدقائهم المقربون جدا في حلف شمال الأطلسي الذين يحاولون خلق الصعوبات، ولكن هنا، أكرر، المشروع تجاري بحت، وحول هذا أيضا أعلنت قيادة ألمانيا كبلد شركاتها مهتمة في هذا المشروع “.
وأشار وزير الخارجية الروسي، إلى أن روسيا تبقى على خططها المتعلقة ببناء خط أنابيب غاز من أجل تصدير الغاز إلى جنوب أوروبا عبر قاع البحر الأسود، مشيرا إلى أن شركة “غازبروم” قد وقعت مذكرة حول إمكانية تنفيذ مثل هذا المشروع مع شركة “إيديسون” الإيطالية، وشركة “ديبا” اليونانية ومستعدة لتنفيذه، في حال أكد الشركاء على اهتمامهم.
وقال وزير الخارجية الروسي: “نحن لم نشطب الاتجاه الجنوبي.. لقد وقعت شركة “غازبروم”، تقريبا في شهر شباط/فبراير مذكرة تفاهم مع شركة “إيديسون” الإيطالية، وشركة “ديبا” اليونانية حول إمكانية تنفيذ مشروع تصدير الغاز إلى جنوب أوروبا عبر قاع البحر الأسود عبر دول ثالثة إلى اليونان ومن ثم إيطاليا.. من الواضح أننا نحتاج لدولة ثالثة لأن اليونان لا تطل على البحر الأسود. في حال تأكيد اهتمامهم. فإن غازبروم مستعدة للعمل”.
أوروبا تريد تأكيد قدرتها على تسوية الأزمة الأوكرانية مع روسيا
وتطرق لافروف إلى الأزمة الأوكرانية ، متحدثاً، أن أوروبا تريد إثبات قدرتها على تسوية الأزمة الأوكرانية مع روسيا دون تدخل من وراء المحيط. وقال وزير الخارجية الروسي: “أعتقد بأن المصالح الوطنية يجب أن تسود في الدول الأوروبية، ومصالح أوروبا يجب أن تسود. كما تريد أوروبا الإثبات للجميع أنها قادرة على تسوية الأزمة الأوكرانية بمشاركتها دون تدخل من وراء المحيط”.
ويتوقع لافروف أن “أوروبا ستظهر تدريجيا المزيد من الاستقلال في هذا المجال، كما يحدث ذلك في المباحثات حول المجال التجاري والاستثماري الأطلسي.. إن محاولات تمرير كل ذلك في ظل الفوضى لن تنجح، والزعماء الأوروبيون مضطرون للإعلان بأن ذلك لا يناسبهم تحت الضغوطات الاجتماعية”.
يريفان تؤكد مسألة تحديد وضع قره باغ عبر اتفاق شامل وليس من جانب واحد
وبما يخص النزاع في ناغورني قرة باغ، صرح سيرغي لافروف، أنه لا يرى سببا للذعر بشأن مبادرة البرلمانيين الأرمن لمناقشة الاعتراف بناغورني قره باغ، لأن يريفان أكدت أن الوضع في هذه المنطقة لن يُحدد من جانب واحد، بل عبر اتفاق شامل.
وقال لافروف: “وفيما يتعلق بالأنباء عن مناقشة الاعتراف بناغورني قره باغ: فليست أرمينيا التي تناقش. هذا اقتراح من اثنين من أعضاء البرلمان، وحكومة أرمينيا حسب قوانينها، كما شرحوا للجميع لتهدئة المشاعر، يجب أن تعد تقريراً عن مشروع القانون هذا”. وأضاف الوزير الروسي: “عندما كنت في يريفان وعندما تحدث مع زميلي عبر الهاتف، وبعد ذلك، عندما كان في موسكو بعد بداية أحداث نيسان/ أبريل، أكدوا لي بوضوح التزام يريفان بالتسوية السلمية. وهذا يعني أن وضع قره باغ سيتحدد في سياق اتفاق شامل وليس من جانب واحد”.
المصدر: وكالة سبوتنيك