قام الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، بتعيين إدوارد فيليب النائب في البرلمان عن حزب الجمهوريين اليميني وعمدة مدينة لوهافر رئيساً للوزراء، في خطوة فسرها عدد من المراقبين إلى رغبة الرئيس الشاب في إحداث شرخ في صفوف اليمين قبل نحو شهر واحد من الانتخابات التشريعية المقبلة. ويخلف فيليب بيرنار كازنوف الذي ترأس الحكومة الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند.
الإعلان أتى على لسان أمين عام الإيليزيه ألكسيس كولير الذي أفصح عن اسم رئيس الوزراء الجديد من أمام قصر الإليزيه على الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر بتوقيت باريس. هذا ومن المنتظر أن يسمي الرئيس ماكرون غداً الثلاثاء وزراء حكومته التي سينعقد مجلس وزرائها الأول يوم الأربعاء المقبل.
ولد إدوارد فيليب عام 1970 في بلدة روان شمال فرنسا، وبدأ عمله السياسي عندما كان طالباً في الجامعة حيث انضم لصفوف الحزب الاشتراكي لفترة عامين قبل أن يغير وجهته السياسية ويتقرب من اليمين الفرنسي.
عام 2002 ترشّح فيليب للانتخابات التشريعية لأول مرة لكنه خسر. في نفس السنة قرر التقرّب من آلان جوبي أحد أهم القياديين في أحزاب اليمين الفرنسي. ثم انضم إلى حزب الاتحاد من أجل حركة جمهورية والذي سمي لاحقاً بحزب الجمهوريين تحت رعاية جوبي. في تلك الفترة شغل فيليب مناصب عدة في بلدية مدينة لوهافر قبل أن يصبح عمدةً للمدينة عام 2010. وعام 2012 ترشح فيليب للانتخابات التشريعية واستطاع أن يربح ليصبح نائباً للبرلمان منذ ذلك الحين.
ويعدّ إدوارد فيليب من أبرز الداعمين للقيادي اليميني آلان جوبي. وانضم إدوار فيليب شهر نوفمبر الماضي لفريق آلان جوبي الذي ترشح للانتخابات التمهيدية لأحزاب اليمين. لكن جوبي خسر في الانتخابات أمام فرنسوا فيون ولم يستطع التأهل لتمثيل أحزاب اليمين في الانتخابات الرئاسية. بعد فشل مرشح أحزاب اليمين فرنسوا فيون في التأهل للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في ال23 من نيسان/أبريل الماضي، قرر إدوارد فيليب دعم المرشح إيمانويل ماكرون على حساب مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن. منذ ذلك الحين شهدت الساحة السياسية الفرنسية تغيراً في التحالفات، حيث تقرّب عدد من اليمينيين المناصرين لألان جوبي وضمنهم إدوارد فيليب من إيمانويل ماكرون بموافقة ضمنية من جوبي.
ويرى متابعون للشأن الفرنسي أنّ ماكرون يهدف، من وراء اختيار فيليب رئيساً للوزراء، إلى إحداث شرخ داخل أحزاب اليمين من خلال التقرب من مناصري جوبي بغية عقد تحالفات مستقبلية في الانتخابات التشريعية التي ستجري في حزيران/يونيو المقبل من أجل الحفاظ على الغالبية البرلمانية
المصدر: سبوتنيك