كما هو معهود غالبا بدأ الموسم السياحي في المرفأ القديم لجزيرة سكوبيلوس القريبة من الساحل الشرقي لليونان، بمعدلات بطيئة وقليلة من الزوار.
ففي هذا الوقت من العام يمكن للزوار أن يختاروا الحانة المفضلة لديهم بتمهل، ويجلسون على المقاعد المجانية التي تروق لهم المتناثرة تحت أشعة الشمس، ليراقبوا زوارق الصيد التي تنساب بخفة على صفحة الماء، بينما يقوم أكثر من نادل والابتسامة ترتسم على شفتيهم بتلبية طلباتهم من التزاتزيكي، وهو طبق من الصلصة مكون من اللبن الزبادي والخيار والثوم والخل والليمون ومجموعة من الأعشاب يقدم مع اللحم المشوي.
ولكن من المنتظر أن يكون نفس هذا المنظر مختلفا تماما في غضون بضعة أسابيع فقط، عندما تصل موجات متزايدة من السائحين إلى هذا المكان. وقتها ستمتلئ المطاعم بالزوار عن آخرها، وسيضطر العاملون فيها إلى الهرولة في عجلة ما بين طاولة نفد صبر الزبائن الجالسين أمامها، إلى طاولة أخرى لتلبية الطلبات الكثيرة التي لا تكاد تنتهي.
ويردد الأشخاص الذين يعرضون غرف الإقامة والمشروبات والأطعمة وجلسات التدليك، وأدوات الزينة اليدوية وصور الوشم الوقتية التي يمتد مفعولها إلى ثلاثة أسابيع، ومجموعات متنوعة من السلع والخدمات الأخرى شعارا يقول «كلما زاد العدد كان ذلك أفضل».
وهم يأملون في أن تكون الدولارات التي تجلبها حشود السائحين معها علاجا للأزمة المالية ولسنوات من موازنات التقشف الحكومية، وهم يدركون أن هذه العملية العلاجية تتطلب أكثر من مجرد عام رائع من السياحة لكي يتم العودة إلى مسار الانتعاش السابق.
وتتوقع اليونان أن يبلغ عدد السياح خلال العام الحالي نحو 30 مليون زائر، بعد أن سجل عددهم العام الماضي رقما قياسيا بلغ 27.5 مليون زائر.
ويقول ريغاس غريبيوتيس «سنرى، نرجو عدم المبالغة في التفاؤل»، وهو لا يريد أن يرفع سقف التوقعات حتى لا يكون ذلك جالبا للنحس، غير أن الابتسامة المرتسمة على وجه هذا الطاهي الشاب تشي بالتفاؤل.
ويضيف قائلا «إن سكوبيلوس ليست مثل جزيرة ميكونوس أو سانتوريني، اللتين تشهدان إقبالا من السياح على الدوام».
غير أن كثيرا من السياح يفضلون البيئة الأكثر هدوء داخل أرخبيل سبوراديس. ويعترف ريغاس وأشقاؤه الثلاثة أنهم يأملون في قدوم صيف مزدهر بعد أن استثمروا في تجديد الحانة التي يمتلكونها والمطلة على المياه.
المصدر: د ب ا