أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة “الى أنه اليوم ليس هناك من خيار أمام أمتنا سوى العودة إلى قيم واخلاق رسول الله(ص) وتعاليم الاسلام الصحيحة وأهداف البعثة النبوية لا سيما إذا أرادت أن تخرج من هذا الواقع المزري والمهين الذي وصلت اليه، ومن حالة الضياع والتفكك والإنقسامات المذهبية والعرقية والقومية وغيرها”.
وقال “الأمة الإسلامية وخاصة في المحيط العربي أصبحت تعيش وضعا شبيها بأوضاع العرب في الجاهلية، معظم الأزمات التي كان يعاني منها الناس في الجاهلية بسبب الجهل والتخلف والعصبية والهمجية تعاني منها شعوب المنطقة في الوقت الرهن. ففي دول العالمين العربي والاسلامي اليوم الكثير من الفقر والجهل والأمية والتخلف العلمي والإستبداد الداخلي والإختلافات الداخلية وهيمنة وسيطرة القوى الكبرى على مقدرات وخيرات وثروات هذه الدول والشعوب إضافة الى ما تعانيه دول وشعوب المنطقة من حروب واقتتال وقتل وفتن وانقسامات وخراب ودمار وإرهاب بسبب الفكر الوهابي التكفيري والجماعات التكفيرية الإرهابية وداعميهم الإقليميين والدوليين”.
ولفت “الى أن في العالم اليوم أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم بامكانهم أن يكونوا أمة واحدة موحدة متعاونة وأن يكون لهم رأي واحد وموقف واحد وكلمة واحدة في كل الأحداث والإستحقاقات والقضايا التي ترتبط بهم وبدولهم، وبامكانهم أن يكونوا على موقف واحد من قضية فلسطين التي يجب ان تكون قضيتهم الأولى وعلى موقف واحد رافض لللكيان الصهيوني المحتل ولكل شكل من أشكال العلاقة او التعامل معه، وبامكانهم أن يكونوا على موقف واحد من التكفير والإرهاب التكفيري وطرد هذه الجماعات من صفوف الأمة ومنع هيمنة القوى المستكبرة على بلداننا وثرواتنا وخيرات هذه المنطقة. ولكن حالة الضياع والتشتت والنزاعات والخلافات الداخلية وارتهان البعض للقوى الكبرى من أجل الإحتفاظ بالسلطة والعرش والحكم جعل هذه الأمة أمة ضعيفة وعاجزة ومنقسمة، ولا يوجد حل سوى بالعودة الى أهداف البعثة والى قيم وتعاليم الاسلام وتطبيق أحكامه وتشريعاته عمليا ورفض الانجرار وراء المصالح الضيقة ورفض هيمنة الإستكبار على بلداننا والوقوف موقفاً واحدا موحدا في مواجهة الجماعات الارهابية التي تضر بالإسلام قبل أن تضر بأي دين آخر وتشوه صورة الإسلام وتستهدف المسلمين ودولهم ومقدراتهم قبل ان تستهدف أي دول أخرى”.
وأضاف الشيخ دعموش “يجب أن تقوم جبهة واحدة لمواجهة هذا الخطر الداخلي الذي يفتك بشعوب ودول هذه المنطقة ويعيدها الى العصر الجاهلي الظلامي المتخلف واللاإنساني، فالعودة الى قيم الاسلام العظيمة والتمسك بها وتحمل مسؤولياتنا كأمة كفيل بأن نتجاوز المرحلة الصعبة التي وصلنا اليها. وهناك أمل كبير بأحرار هذه الأمة وشرفائها وعلمائها وبالجمهورية الاسلامية في ايران وبالمقاومة الشريفة في لبنان وفي فلسطين التي قدمت ولا تزال تقدم التضحيات الجسام في التصدي للأطماع الصهيونية وللإرهاب الذي تمارسه الجماعات التكفيرية ضد دول وشعوب المنطقة”.
ورأى الشيخ دعموش “أن المقاومة اليوم تقلق الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى، لأنها تعتبر ان المقاومة تعاظمت قدراتها وراكمت الكثير من الخبرات والتجارب العسكرية الهجومية والدفاعية التي تجعلها قادرة على الحاق الهزيمة بالعدو وتحقيق انتصارات في أي حرب قادمة، وهذا ما يزيد في قوة لبنان وحصانة لبنان ومنعة لبنان في مقابل اسرائيل”.
وشدد “على أن الاسرائيلي الذي يشعر بتعاظم قدرات المقاومة بات قلقا وخائفا ومرعوبا أكثر من أي وقت مضى، ولذلك يبني الجدران على الحدود من أجل تحصين مستوطناته من المقاومة”.
مضيفاً “أن إسرائيل التي باتت تشعر بالأمن من جهة االدول والجيوش العربية العربية الحيطة بها والبعيدة عنها ، ومن جهة الجماعات التكفيرية الارهابية، أصبحت تعتبر المقاومة هي الخطر الأكبر والتهديد الاستراتيجي الفعلي الأخطر الذي تخافه بسبب تعاظم قدرات المقاومة وجهوزيتها”.
وأكد “أن اسرائيل تخشى الحرب مع المقاومة ، فهي قد تعتدي هنا او هناك ولكنها لن تستطيع ثني المقاومة عن مواصلة طريقها، وليس من السهل عليها أن تأخذ قرارا بمواجهة شاملة”.
المصدر: بريد الموقع