عانى الأمريكي مايكل تورنر من آثار نفسية قاسية بسبب مشاركته في حرب فيتنام، وهو يتلقى الآن مع عدد من رفاقه علاجاً نفسياً يعتمد على الكلاب، بمبادرة من جمعية تعنى بالمحاربين القدامى. في السبعينيات من القرن العشرين، كان مايكل جندياً في الجيش الأمريكي، ونُقل مع الوحدات المقاتلة إلى فيتنام، حيث شهد على أهوال الحرب فصار يعاني من نوبات عصبية، ولم يعد قادراً على الانخراط بين الناس.
لكنه يشعر منذ بضع سنوات بتحسن يرى أن الفضل فيه يعود إلى كلبه الذي اقتناه بتوجيه من الجمعية.
ويقول: «حين أشعر أنني في وضع غير مريح، يتصبب مني العرق، وأصبح عصبياً، وأرفع صوتي».
لكن كلبه جوش «يشعر بكل ذلك، ويصدر صوتاً ليخبرني أنه ينبغي الابتعاد عن المكان».
ويستفيد مايكل بهذا من برنامج أطلقته جمعية «فيتيريانز موفيمغ فوروورد» الأمريكية المعنية بمساعدة المحاربين القدامى على تخطي صدمات الحروب من خلال ما تطلق عليه اسم «العلاج بالكلاب».
في العام 2012 كان مايكل تورنر أول المستفيدين من برنامجها، واقتنى الكلب جوش لمساعدته على تخطي اضطرابات ما بعد الصدمة التي سببها له انفجاران على ظهر حاملة الطائرات التي كان يخدم على متنها.
وهذه الاضطرابات النفسية تصيب الجنود الذين تعرضوا لحوادث قاسية، وهي تجذب اهتماماً واسعاً في الولايات المتحدة منذ أقدم جندي عائد من العراق على قتل ثلاثة أشخاص في تكساس قبل أن ينتحر في العام 2014.
وتبين أنه مصاب هو أيضاً باضطراب ما بعد الصدمة.
ويقول مدير الجمعية بلايك مييرز: «نحن نساعد كل المحاربين القدامى ومن كل الأجيال، وبصرف النظر عن أي حرب شاركوا فيها». ويشرح أن الطريقة التي تعتمدها جمعيته المؤسسة في العام 2010 تقضي بأن يكون المحارب السابق والكلب الذي اختاره في انسجام تام.
ومن شأن الانسجام هذا أن يقلص مستوى الضغط الذي يعاني منه المحارب. وأظهرت دراسة أعدها داون ماركوس الأستاذ في علوم التخدير والأعصاب أن العلاج باستخدام الكلاب يقلص إفرازات هورمونات الضغط النفسي ويزيد من إفرازات الهورمونات التي تشعر الإنسان بالسعادة.
وينبغي أن يخضع الكلب لتدريب جيد حتى يتمكن من القيام بهذه المهمة مع المحارب السابق، ولذا تصل تكاليف الكلب الواحد، بين شرائه وتدريبه، إلى ما بين ثلاثين ألف دولار و35 ألفاً.
لكن الجمعية تتكفل بهذه التكاليف ولا يتحمل المحارب السابق منها أي شيء، ويعود الفضل في ذلك
إلى متبرعين ومساهمة أطراف محلية في تأمين الغذاء والدواء والتجهيزات اللازمة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية