من بين جميع أنواع السرطانات والأورام الخبيثة المنتشرة، هل سبق أن سمعت بسرطان القلب؟ فمن سرطان الرئة إلى الدم إلى والبروستاتا والمخ…إلخ، تتعدد أشكال هذا المرض، لكن يبقى نوعٌ وحيد نكاد لا نسمع به إلا نادرًا وهو سرطان القلب .
سرطان القلب هو أحد الأورام الخبيثة نادرة الحدوث، لكنه ليس مستحيلًا. فحتى الجمعية الأمريكية للسرطان لم تقم بإدراج هذا المرض ضمن قائمتها الإحصائية السنوية على الرغم من أنه يندرج تحت فرع “سرطانات الأنسجة الناعمة”.
والسبب في ذلك هو قلة عدد الأشخاص الذين يتعرضون لهذا النوع من المرض. حيث سُجِّلت 12310 حالة في عام 2016 مُصابة بسرطان القلب مقارنةً بـ 300000 حالة من سرطان الثدي لنفس العام، وومؤكد أن هناك سبب علمي يجعل هذا النوع من السرطانات الأقل انتشارًا والأكثر ندرةً في الحدوث، ولفهمه يجب التطرق أولًا إلى الطريقة التي يحدث فيها السرطان.
يبدأ السرطان عادةً من طفرة في الحمض النوي للخلية غالبًا خلال مرحلة الانقسام، ما يؤدي إلى نسخ عدد كبير من الخلايا التي تحمل نفس الطفرة الوراثية الغريبة وتنتقل من خلايا إلى خلايا وليدة بعملية الانقسام والنسخ، ومع كثرة عدد الخلايا التي تحمل نفس الطفرة، تنتشر شيئًا فشيئًا في العضو حتى تُشكِّل ورمًا قد يصعب السيطرة عليه ويُعرف حينها باسم سرطان أو عُضو مُسَرطَن. في بعض الحالات، يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لاستئصال العضو لصعوبة علاجه ومخافة انتشار الأورام لأعضاء مجاورة وباقي الجسم.
الأمر يختلف من بدايته عندما يتعلَّق بسرطان القلب. فخلايا القلب تتوقف عن الانقسام بعد اكتمال تكوُّن القلب في رحم الأم بالمراحل الجنينية الأولى. ولا تنقسم خلايا القلب إلا في حالة واحدة إن تعرَّضت لضررٍ ما من تلف أو إصابة.
هذا يعني أنه إن حصلت طفرة جينية غريبة في إحدى خلايا نسيج القلب، فإن انتشارها صعبٌ للغاية بسبب عدم انقسامها إلا نادرًا.
سبب آخر يجعل الإصابة بسرطان القلب أمرٌ نادر الحدوث الحدوث هو أنَّ عوامل خارجية قد تؤثر على الخلايا في الجسم وتدفعها للانقسام العشوائي. مثل تأثير الأشعة فوق البنفسجية على الجلد وما قد تُسببه من سرطان الجلد، أو تأثير المُسرطنات في الأطعمة المصنعة التي ترتبط بسرطان القولون والمعدة.
وفي حالة القلب، فإنه نادرًا ما يتعرض لعوامل خارجية أو داخلية تزيد حدوث الطفرات في خلاياه، وبالتالي، نادرًا ما يتعرض الشخص للإصابة بـ سرطان القلب.
المصدر: قناة العالم