أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يوجد أي اتصالات بين السلطات السورية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واضاف ان “ما يصرح به المسؤولون الأميركيون لا يتطابق مع أفعالهم”، مشيرا إلى “مسألة تحسين العلاقات معهم مرتبطة بتغيير سلوكهم”.
وقال الأسد في حديث لوكالة “سبوتنيك” للانباء “إننا نحاول دائماً النظر إلى نصف الكوب الممتلئ لكننا لم نستطع رؤيته وحاولنا أن نرى أي شيء إيجابي”، وتابع “قلنا إن ما قاله هذا الرئيس الجديد دونالد ترامب كان واعدا وقد وصفت ما قاله بالواعد قبل بضعة أشهر لكن في الواقع فإن الأمر لا يتعلق بما يعدون به”، واوضح “اننا جميعا نعرف أن المسؤولين الأمريكيين يقولون شيئا ويفعلون شيئا مختلفا إنهم لا يلتزمون بوعودهم أو بكلماتهم”.
وحول مكافحة الارهاب، قال الرئيس الاسد “إننا نعلن دائما استعدادنا للتعاون مع أي بلد مستعد بصدق أو يريد أو لديه الإرادة لمحاربة الإرهاب”، وتابع “إننا لا نحدد أي بلدان تلك ونقول أي بلد بما في ذلك الغرب”، وأوضح “آخذين في الاعتبار معرفتنا المسبقة بأن الغرب يدعم الإرهابيين وأنه لا يمتلك الإرادة لمحاربتهم لكننا قلنا إننا مستعدون للتعاون مع كل من هو مستعد لمحاربة الإرهاب”.
ولفت الرئيس الاسد الى انه “ربما قلة من الناس تعرف أن الإرهابيين لجأوا منذ بداية الهجمات إلى تدمير الدفاعات الجوية السورية التي لا علاقة لها بما كانوا يسمّونه حينذاك المظاهرات السلمية”، واضاف “كان هدفهم الأول الدفاعات الجوية لا نستطيع بالطبع إعطاء عدد دقيق لأن هذه معلومات عسكرية كما تعلم لكن يمكنني أن أقول لك أننا فقدنا أكثر من خمسين بالمئة”، واشار الى ان “الروس ومن خلال دعمهم للجيش السوري عوضوا جزءاً من تلك الخسارة بأسلحة وأنظمة دفاع جوي نوعيّة لكن هذا لا يكفي عندما تتحدث عن بلد بأكمله”، واعبتر ان “الأمر يستغرق وقتاً طويلاً لاستعادة كل دفاعاتنا الجوية”.
من جهة ثانية، أكد الرئيس الأسد “وجود معلومات حول خطط أردنية لنشر قوات في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي”، ولفت الى ان “قرار عمان في يد واشنطن وكل ما يريده الأمريكيون هناك سيحدث فإذا أرادوا استخدام الجزء الشمالي من الأردن ضد سورية فإنهم سيستخدمونه”، وشدد على ان “العديد من الإرهابيين يدخلون من الأردن ومن تركيا بالطبع منذ اليوم الأول للحرب في سوريا”.
وفي سياق آخر، لفت الرئيس الاسد الى ان “مسألة علمانية الدولة تعتبر القضية الأكثر إشكالية في الدستور من حيث عدم قبول الفصائل المشاركة ظاهريا في أستانا وجنيف بها”، واضاف ان “هؤلاء يريدون دولة دينية ودولة إسلامية”، وتابع “هذا هو الجزء الأكثر أهمية في الخلاف المتعلق بالدستور وحتى هذه اللحظة لم نبدأ بالمفاوضات المباشرة لكننا نعرف من خلال الوسطاء ما يقترحونه وما نقترحه نحن”.
اما حول حذف كلمة عربية من اسم سوريا، قال الرئيس الاسد إن “مثل هذا الامر يقره الشعب السوري عبر استفتاء عام”، ورأى ان “غالبية السوريين ملتزمون بهذه الكلمة لأنها هويتهم ونحن كحكومة لا نملك الدستور الذي ينبغي أن يكون هناك توافق سوري عليه”، وتابع “إذا كان السوريون لا يؤمنون بكلمة دولة عربية ما معنى وجود هذه الكلمة؟ فقط لأن الحكومة تؤمن بها؟”، موضحا ان “انطباعنا هو أن أغلبية السوريين ملتزمون بهذه الكلمة لأن هذه هويتهم أغلبية السوريين عرب ويؤمنون بهويتهم”.
وأوضح الرئيس الأسد ان “سوريا هي نسيج اجتماعي تنصهر فيه ثقافات وحضارات مختلفة ولا يمكن لجزء من هذا النسيج تقرير مصير هذا البلاد”، وشدد على أن “مسألة الفيدرالية تتطلب إجماعا والأغلبية الساحقة من السوريين لا تؤمن بها”.
المصدر: سبوتنيك