خليل موسى – سورية
في واجهة الأحداث والمعارك صرخات دامية تتصدر المشهد، وأعين أطفال، نساء، وشيوخ، أصبحوا بذات قيمة الحجر أمام عبثية القذائف العمياء التي اطلقتها جماعات الاجرام المتطرفة. أكثر من ألف قذيفة حتى الآن شقت طريقها إلى أحياء حلب التي كانت توصف بالآمنة، وهي تحت سيطرة الحكومة السورية الشرعية، ما يقارب أسبوعا مر، كان كفيلاً بأن يحول جنة حلب إلى جهنم كما يصفها أهلها. حصيلة الضحايا تتزايد في كل لحظة ولا يمكن تثبيتها حتى انتهاء هذه الهجمة الصاروخية الهمجية.
وخلال استهداف الأحياء الحلبية أخذ الأطفال نصيبهم الكبير من قذائف الحقد التكفيري. فحتى الآن أكثر من 600 إصابة بينهم أكثر من 100 شهيد منهم حوالي 30 طفلا ورضيع. معظم الإصابات تتراوح بين خطرة ومتوسطة ، حيث يحاول مشفى الرازي في حلب أن يستوعب الكم الهائل من الإصابات وسط حصار القذائف المتساقطة في أوقات متقاربة. موقع المنار حصل على معلومات حول مصادر القذائف المنوعة، فليس حياً واحداً هذه المرة، بل اجتماع من أحياء يسيطر عليها المسلحين في بني زيد والراشدين وبستان الباشا وبستان القصر وحي صلاح الدين المحيطين بحلب المدينة.
يستخدم المسلحون كل أنواع القذائف الصاروخية، اسطوانات الغاز المتفجرة تتصدر المشهد تحت عنوان مدفع جهنم، إلى جانب الكاتيوشا والهاون، إضافة إلى نوع جديد لم يتم تحديده بعد، وهو نوع يحدث انفجارات ضخمة ويشعل حرائق على مدار كبير، كما انه يصل إلى مسافات طويل تفوق 15 كم ، وترجح مصادر في حلب أن تكون تركيا مصدر هذا النوع من الصواريخ، حيث أنه متطور بالنسبة لما كان يستخدمه المسلحون عادة لاستهداف المدنيين في مدينة حلب.
المناطق الأكثر استهدافا في مدينة حلب هي الأشرفية والخالدية الجميلية وسيف الدولة، وحلب الجديدة إضافة الى حي جمعية الزهراء حيث مشفى الرازي الوجهة الأساسية لطواقم الإسعاف.
مصدر ميداني من حلب أكد لموقع المنار ان هذه الهجمة ممنهجة ومنسقة، حيث يقصد المسلحون السيطرة على كامل المدينة، وقد قاموا منذ ايام بشن هجمات متزامنة علي المدينة من الريفين الغربي والجنوبي، إلا أن الجيش السوري تصدى لها، وأوقع قتلى بأعداد كبيرة بين صفوف جبهة النصرة، وما تزال جثث عشرات منهم عالقة في مجارير الصرف الصحي من ناحية بنيمين والضاحية في الريف الغربي لمدينة حلب .