استمعت نيابة وارسو لثماني ساعات الاربعاء، بصفة شاهد، في تحقيق ضد مسؤولين اثنين في جهاز مكافحة التجسس، لرئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الذي دان “الطابع السياسي الواضح” لاستدعائه. وقال توسك وهو بولندي، عند مغادرته مقر النيابة للصحافيين “كل هذه القضية تحمل طابعا سياسيا واضحا”.
وجرى استجواب توسك في جلسة مغلقة، ورفض توسك كشف تفاصيل افادته لكنه اكد انه مثل امام النيابة “خصوصا احتراما للدولة البولندية”. وقال رئيس الوزراء السابق انه ابلغ النائب العام البولندي انه يتمتع بحصانة كاملة بموجب القانون الاوروبي وحذر من انه سيستخدمها اذا رأى ان التحقيق يستخدم “لمنعه” من ممارسة مهامه. واضاف “آمل الا نصل الى ذلك، لكن اذا حصل ذلك فلن اتردد” في استخدام الحصانة.
وكان توسك خصم رئيس حزب القانون والعدالة القومي الحاكم ياروسلاف كاتشينسكي استدعي في اطار هذه القضية في منتصف آذار/مارس، لكنه لم يتمكن من التوجه الى وارسو بسبب ارتباطاته في البرلمان الاوروبي. وجاء استدعاؤه بعد ايام على اعادة انتخابه رئيسا للمجلس الاوروبي بـ27 صوتا مقابل معارضة بلد واحد هو بولندا.
وصباح الاربعاء، استقبل مئات من مؤيدي توسك ومعارضيه رئيس المجلس الاوروبي في محطة القطارات في وارسو. والتحقيق الذي استدعي توسك من اجله يستهدف مسؤولين سابقين اثنين في جهاز مكافحة التجسس العسكري هما الجنرالان يانوش نوسيك وبيوتر بيتل.
والرجلان متهمان “بتجاوز صلاحيتهما عبر اقامة تعاون مع جهاز دولة اجنبية بدون موافقة رئيس مجلس الوزراء كما يقضي القانون” حول الاستخبارات، وكان توسك رئيسا للحكومة حينذاك. وتشير وسائل الاعلام المحافظة الى ان الاتفاق ابرم مع جهاز الاستخبارات الروسي ويخالف مصالح بولندا.
لكن وسائل اعلام قريبة من المعارضة قدمت تسفيرا آخر، وقالت ان الاتفاق كان يفترض ان يؤمن عودة القوات البولندية من افغانستان عبر روسيا بسلامة. ووقع الاتفاق بعيد تحطم الطائرة التي كانت تقل الرئيس البولندي ليش كاتشينسكي الاخ التوأم لياروسلاف كاتشينسكي، في روسيا مما ادى الى مقتله مع 95 شخصا آخرين.
وكان ياروسلاف كاتشينسكي صرح في الماضي ان توسك رئيس الحكومة عند وقوع الحادث، يتحمل “المسؤولية الاخلاقية” لهذه الكارثة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية