يحتل عُنصر الفلورايد المرتبة السّابعة بين المعادن المنتشرة على سطح الكرة الأرضية ويحظى بأهمية طبية بشكل عام وتحديداً في ترميم الأسنان، والنصيحة الأهم تكمن بتنظيف الأسنان بشكل صحيح واستخدام الخيط السني بشكل دوري للكبار بالإضافة لاستخدام الغسول الفموي يومياً، فهذه الوسائل كفيلة بحماية الأسنان من البكتيريا وبالتأكيد فإن النظام الغذائي المتوازن يعد عاملاً مهماً في حفظ بنية الأسنان من التلف.
مصادر الفلورايد الطبيعية عديدة، فهو متوفر في الشاي، الحليب، البيض، العسل، البندورة وأيضاً في الأسماك واللحوم. وحالياً تتم إضافة الفلورايد لمستحضرات العناية بالأسنان واللثة ( كمعجون الأسنان, الغسول الفموي) وتعمد بعض الدول على إضافة الفلورايد بنسبة مدروسة لمياه الشرب العذبة أو ما يسمى ( عملية فلورة المياه ) .
وللفلورايد فوائد عدة فهو يقاوم البكتيريا ويثبّط نمو بعض الجراثيم ن كما أنه يتحد مع طبقة المينا الخارجية للأسنان فيزيد من صلابتها وبالتالي قد يُساهم في وقف التسوّس البسيط للسن وإعادة تأهيل طبقة المينا في مرحلة التسوس الأولية، وهنا لابد لنا أن نؤكد بأن الفلورايد لايُمكن أن يعالج أو يرمّم تسوّس الأسنان العميق .
وأكّد الدكتور علي عبّود (أخصّائي جراحة الفك والأسنان ) بأن معدن الفلورايد يؤثر بشكل إيجابي على صحة أسنان الأطفال وبجرعات مدروسة، وأوضح أن بعض الدول تقوم بإضافة عنصر الفلور لمياه الشرب (فلورة المياه)، للحدّ من مشكلة تسوس الأسنان، كما أن دول أخرى والتي لم تتبنى فكرة فلورة المياه عمدت إلى فلورة مياه المدارس بشكل خاص وذلك بنسبة طبّية محددة ولاحظت المؤسسات الصحية المعنية في هذه الدول انخفاض معدل تسوس الأسنان بنسبة 40% بين الأطفال، أضاف د.علي بأن تناول كميات مساوية من الفلور (مساوية لنسبة الفلور في المياه المفلورة) على شكل حُبوب هو أمرٌ فعّال ومُهم لصحة أسنان الأطفال وبالتأكيد بعد إستشارة الطبيب .
وأضاف الدكتور ان الأدوية المتوفرة حالياً في الصّيدلية للأطفال سواء على شكل قطّارة أو حبوب تكون بجرعات مدروسة ومحددة ، فلا داعي للخوف من الجرعة الزائدة بل نحن ننصح وبشدة اتباع الجرعة التي وصفها الطبيب للطفل حتى نهاية العلاج، و التوقيت الأفضل يكون بعد ولادة الطفل ( أحياناً في الشهر الأول من العمر) أو قبل بزوغ الأسنان الدائمة فيما بعد، و قد تظهر بعض البقع (التصبّغات) على سطح الأسنان، هي أعراض تشير إلى أن امتصاص الفلواريد زاد عن المعدل الصّحي. هل هذه المعلومة صحيحة؟
وأكد د.علي أنه وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب لوصف الفلورايد بشكل جرعات فموية وذلك بحسب حالة الطفل على هيئة أقراص أو قطارة سائلة ، كما أنه قد يتم وصف الفلورايد للنساء الحوامل بحسب تشخيص الطبيب الأخصائي، أي أن تناول الفلورايد لا يتم بطريقة عشوائية أو إختيارية .فبعض السيدات يطلبن من الصيدلي دواء (الفلورايد) لمساعدة أبنائهن على تأسيس بنية أسنان سليمة وقوية ودون الرجوع إلى طبيب الأسنان أو طبيب الأطفال وهنا تكمن المعضلة .
ان زيادة نسبة الفلورايد في الجسم قد يؤدي لأضرار صحية عديدة وبحسب مجلس البحث الوطني الأميركي (NRC) ومن خلال تجارب أجريت على الحيوانات فإن تناول الفلواريد بنسب عالية قد يضر بأنسجة الدماغ لدى الرّضع، وتتجلى هذه الأعراض بانخفاض مستوى الذكاء عند الأطفال أو على شكل فقدان للذاكرة كما أنه يُعطّل عمل الغُدد الصمّاء ويتسبب بخمول في الغدة الدرقية، ويتسبب بضعف العظام وازدياد قابليتها للتكسّر، وقد يغير من مستويات السكر في الدم وطبعا كل هذه التأثيرات حصلت بعد تناول الفلورايد ( جرعة فموية عالية ) وليس باستخدامه موضعياً (معجون الأسنان أو بتطبيقه على الأسنان في العيادة).
خُلاصة الأمر أن الفلورايد عُنصرٌ مُهم لحماية أسنان الأطفال لكن لا يُمكن للأهل أن يتّخذوا قرار وصفه لأبنائهم الرُّضع أو أطفالهم دون الرّجوع لطبيب الأسنان.
نصائح يذكرها د. علي بشكل سريع للأهل:
1- اختر معجون الأسنان المُخصّص للأطفال واطلب من طفلك عدم بلع المعجون خلال عملية تنظيف.
2- إحفظ دواء الفلورايد المَوصوف للطفل بعيداً عن متناول يده ( كما هي الحال مع باقي الأدوية ) وإن تناول طفلك جرعة كبيرة من الفلورايد قُم بالتوجّه لأقرب قسم طوارئ.
3- قم باصطحاب طفلك لعيادة الطبيب كل 6 أشهر فهو من سيُحدد إن كان طفلك بحاجة للفلورايد أم لا، حتى ولو كانت الحاجة لهذا العنصر مجرد تطبيق موضعي.
4- لا تستهن بالتسوّس البسيط الذي نشأ على الأسنان حتى لو كانت أسنان الحليب (الأسنان التي لم تتبدل بأسنان دائمة)، راجع طبيب الأسنان للحدّ من التسوس.
5- اتّبعوا نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفاكهة والخضار ولا تنسوا التركيز على الأطعمة التي تحتوي تركيز عال من الكالسيوم خصوصا للأطفال.
أما بالنسبة للكبار والصغار بشكل عام فإن النصيحة الأهم تكمن بتنظيف الأسنان بشكل صحيح واستخدام الخيط السني بشكل دوري للكبار بالإضافة لاستخدام الغسول الفموي يومياً، فهذه الوسائل كفيلة بحماية الأسنان من البكتيريا وبالتأكيد فإن النظام الغذائي المتوازن يعد عاملاً مهماً في حفظ بنية الأسنان من التلف.
المصدر: الميادين